نزلة البرد والأنفلونزا= أنف مسدود، وحلق متحشرج، ورأس ينبض بالصداع الذي يكاد يشق الرأس! ما الفرق بين نزلة البرد (common cold) والأنفلونزا الموسمية (influenza)؟ يمكن أن تتداخل أعراضهما، لذلك ما لم يجري طبيبك اختبارًا سريعًا للأنفلونزا -باستخدام قطعة قطن من مؤخرة أنفك أو حلقك- يصعب التأكد من ذلك.
فيما يلي بعض الإرشادات الأساسية لمعرفة الفرق بين أعراض نزلة البرد والأنفلونزا، وماذا تفعل إذا كان لديك أيًا من هذه الأعراض؟
كيف تختلف أعراض نزلة البرد عن الأنفلونزا؟
*نزلات البرد هي عدوى الجهاز التنفسي العلوي التي يسببها فيروس، ويمكن أن يتسبب أكثر من 200 فيروس مختلف في الإصابة بنزلات البرد. بالرغم من أنه يمكنك الإصابة بنزلة برد في أي وقت من العام، إلا أنها أكثر شيوعًا خلال أشهر الشتاء. وذلك لأن معظم الفيروسات المسببة للبرد تتكاثر في درجات الحرارة المنخفضة.
إذا كنت مصابًا بنزلة برد، فمن المحتمل أن تكون لديك الأعراض التالية:
- سيلان أو انسداد بالأنف
- التهاب الحلق
- العطس
- سعال
- صداع أو آلام في الجسم
تظهر نزلات البرد تدريجيًا على مدار أيام قليلة وغالبًا ما تكون أقل حدة من الأنفلونزا. عادة ما تتحسن في غضون 7 إلى 10 أيام، بالرغم من أن الأعراض يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين.
*أما الأنفلونزا (flu) هي مرض تنفسي علوي آخر -لكن على عكس البرد- يمكن أن يصيبك في أي وقت من السنة. الأنفلونزا موسمية بشكل عام؛ إذ يبدأ موسمها عادةً من الخريف إلى الربيع، وتبلغ ذروتها خلال أشهر الشتاء.
تحدث الأنفلونزا الموسمية بسبب فيروسات الأنفلونزا A و B و C، وتعد الأنفلونزا A و B أكثر الأنواع شيوعًا. تختلف السلالات النشطة لفيروس الأنفلونزا من سنة إلى أخرى؛ لذا يُطوّر لقاح جديد للأنفلونزا كل عام.
تشمل عادةً الأعراض التالية:
- السعال الجاف المتقطع
- حمى معتدلة إلى شديدة، لكن ليست ضرورية في كل إصابة بالأنفلونزا
- التهاب الحلق
- قشعريرة بالجسد
- آلام شديدة في العضلات أو الجسم
- صداع
- انسداد أو سيلان الأنف
- التعب الشديد الذي قد يستمر لمدة تصل إلى أسبوعين
- الغثيان والقيء وكذلك الإسهال (أكثر شيوعًا في الأطفال)
تظهر أعراض الانفلونزا بسرعة ويمكن أن تكون شديدة، وعادة ما تستمر من أسبوع إلى أسبوعين.
كيفية حدوث العدوى
- تنتشر نزلة البرد عندما يعطس شخص مريض أو يسعل، مما يرسل قطرات مليئة بالفيروسات تتطاير في الهواء. إذا لمست سطحًا (مثل المكتب أو مقبض الباب) قد وصلت إليه قطرات الفيروسات مؤخرًا من قبل شخص مصاب، ثم لمست أنفك أو فمك أو عينيك فقد نُقلت إليك العدوى!
تحدث العدوى في أول يومين إلى أربعة أيام بعد تعرضك للفيروس.
- خلال موسم الإنفلونزا، يمكن أن تُصاب بها بنفس طريقة نزلة البرد: من خلال ملامسة القطيرات التي ينشرها شخص مصاب، ستصبح معديًا بدءًا من اليوم الأول قبل أن تمرض وحتى 5 إلى 7 أيام بعد ظهور الأعراض.
طرق الوقاية من نزلات البرد والأنفلونزا
*هناك قول مأثور يقول “يمكننا أن نضع رجلاً على سطح القمر، لكن ما زلنا لا نستطيع علاج نزلة البرد”. المعنى الصحيح له أن الأطباء لم يطوروا لقاحًا بعد للوقاية من نزلات البرد، إلا أن هناك طرقًا لمنع هذه الآفة الخفيفة والمزعجة.
التجنب
تنتشر نزلة البرد بسهولة، لذا فإن أفضل طريقة هي تجنبها. ابتعد عن أي شخص مريض، ولا تشارك الأواني أو أي أشياء شخصية أخرى -مثل فرشاة الأسنان أو المنشفة- مع الشخص المريض.
النظافة الجيدة
مارس عادات صحية جيدة؛ اغسل يديك كثيرًا بالماء الساخن والصابون للتخلص من أي جراثيم قد تلتقطها خلال النهار أو استخدم معقم اليدين (الكحول).
ابق يديك بعيدًا عن أنفك وعينيك وفمك، وقم بتغطية فمك وأنفك عند السعال أو العطس، واغسل يديك دائمًا بعد ذلك.
*أفضل طريقة للوقاية من الأنفلونزا هي الحصول على لقاح الأنفلونزا، إذ يوصي معظم الأطباء بالحصول على لقاح الأنفلونزا في أكتوبر أو في بداية موسم الأنفلونزا.
وبالرغم من ذلك، يمكنك الحصول على اللقاح في أواخر الخريف أو الشتاء، إذ يساعد اللقاح في حمايتك من الإصابة بالأنفلونزا ويمكن أن يجعل المرض أقل حدة إذا أُصبت به.
لتجنب الإصابة بفيروس الأنفلونزا، اتبع نفس إرشادات (التجنب والنظافة الجيدة) السابق ذكرها في نزلات البرد.
متى يجب استشارة الطبيب؟
*عادة ما تختفي نزلة البرد في غضون 7 إلى 10 أيام، استشر الطبيب إذا:
- لم تتحسن خلال أسبوع تقريبًا.
- الإصابة بحمى شديدة، ولا تنخفض باستخدام خوافض الحرارة.
- يمكن أن يكون لديك حساسية أو عدوى بكتيرية تتطلب مضادات حيوية، مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الحلق. قد يكون السعال المزعج أيضًا علامة على الربو أو التهاب الشعب الهوائية.
*يمكن أن تتطور الأنفلونزا إلى حالات أكثر خطورة -على عكس نزلة البرد- مثل الالتهاب الرئوي، وهذا ينطبق بشكل خاص على الحالات التالية:
- الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية تُضعف جهاز المناعة لديهم، مثل الربو أو أمراض القلب أو السكري.
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
- النساء الحوامل.
- النساء بعد أسبوعين من الولادة.
- الأطفال دون سن الثانية.
- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، ويتناولون الأسبرين.
- أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب فيروس نقص المناعة البشرية أو العلاج بالستيرويد أو العلاج الكيميائي.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة أو القلب المزمنة.
- الأفراد الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل مرض السكري أو فقر الدم أو أمراض الكلى.
- الأشخاص الذين يعيشون في مرافق الرعاية طويلة الأجل مثل دور رعاية المسنين.
الخطة العلاجية لنزلات البرد والأنفلونزا
يوضح الجدول التالي بعض الإرشادات الهامة التي تساعدك في السيطرة على أعراض نزلات البرد والأنفلونزا:
نزلة البرد | الأنفلونزا |
*عدوى فيروسية، لذا فإن المضادات الحيوية ليست فعالة في علاجها. *على الأغلب تستخدم الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان والأسيتامينوفين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، والتي يمكنها أن تخفف الاحتقان والأوجاع وأعراض البرد الأخرى. *ظهرت دراسة عام 2015 أن جرعة عالية من مستحلبات الزنك (80 ملليغرام) وفيتامين ج، يمكن أن تقصّر مدة نزلات البرد إذا تناولتها في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض، ولكن الأدلة مختلطة حول هذا الامر. | *تعد السوائل والراحة أفضل الطرق لعلاج الأنفلونزا في معظم الحالات. *قد يصف لك طبيبك أدوية مضادة للفيروسات مثل أوسيلتاميفير (تاميفلو) أو زاناميفير (ريلينزا) أو بيراميفير (رابيفاب). *يمكن لهذه الأدوية تقصير مدة الإصابة بالأنفلونزا، ومنع حدوث مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي. ومع ذلك، قد لا تكون فعالة إذا لم تبدأ في غضون 48 ساعة من المرض. *قد تتحكم مزيلات الاحتقان ومسكنات الألم -التي تُصرف دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والأسيتامينوفين- في الأعراض وتساعدك على الشعور بالتحسن. *لا تُعطي الأسبرين للأطفال؛ يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحالة نادرة، ولكنها خطيرة تسمى متلازمة راي. |
من المهم اتباع عادات صحية لدرء فيروسات البرد والإنفلونزا. يجب عليك دائمًا التأكد من حصولك على قسط وافر من النوم، وتناول الكثير من الفواكه والخضروات، وممارسة الرياضة.
المصادر:
https://www.healthline.com/health/cold-flu/cold-or-flu#takeawayhttps://