فرضية الأكوان المتعددة, هي فرضية اكتسبت بشكل بطيء مصداقية في علم الكونيات, وتفترض هذه النظرية ببساطة وجود أكوان أخرى, توجد جميعها في ذات المنطقة الفراغية من الفضاء, فكما توجد الكواكب المتعددة, والنظم الشمسية المتعددة, والمجرات المتعددة, يعتقد بعض العلماء بوجود أكوان متعددة أيضاً, ولكن المشكلة الوحيدة تكمن بإثبات وجود شيء يمتلك مجموعة متميزة من القوانين الطبيعية, توجد خارج نطاق الفراغ الداخلي لمجرتنا, حالياً نمتلك القليل من الوسائل لجمع الأدلة عن وجود أكوان أخرى,خاصة في ظل التكنولوجيا المتوافرة بين أيدينا, وهنا يأتي دور الإشعاع الكوني الخلفي الدقيق أو ما يدعى بـ .(CMBR)
CMBR هو الإشعاع الذي خلفه الانفجار الكبير, وبعد حوالي 380,000 من حدوث الانفجار الكبير, توسع الكون إلى أكثر من 1078مرات من حجمه الأصلي وهذه مسافة كبيرة جداً , وتبعاً لحسابات الباحثين, فإن الكون يجب أن يكون قد تمدد من جميع الجهات بمسافات متساوية, إلّا أن البيانات الصادرة عن المرصد الفضائي (بلانك) التي مسحت الـ(CMBR)بيّنت أن الكون غير متماثل الأطراف.
إذا ما نظرنا إلى الصورة التي تمثل الكون, نلاحظ وجود خط مرسوم في المنتصف, وإذا ما دققنا في نصف الكرة الجنوبي سنلاحظ أن الأماكن الباردة (الزرقاء) والمناطق الحارة (الحمراء), تبدو متوهجة أكثر أو بشكل أشد من مثيلاتها الموجودة في نصف الكرة الشمالي, وهذا أدى إلى طرح مشكلة, عندما حاول الباحثون دراسة التضخم الكوني عن طريق إجراء محاكاة حاسوبية, حيث لم يتفق الشكل الأساسي للكون مع النتائج التي توصلوا إليها, حيث لا بد أن يكون هناك أمر ما تم إغفاله.
تم تقديم العديد من النظريات في محاولة تفسير عدم التماثل هذا, وكانت إحداها أن كوننا اصطدم مع كون آخر خلال تضخمه إلى حجم كبير جداً و بسرعة عالية, وفرضية تعدد الأكوان, تفترض أن كوننا قد اصطدم بشدة مع الأكوان الموجودة بجانبه, الأمر الذي نتج عنه ما يشبه كدمة في كوننا, كما كان من الممكن لكوننا أن يصطدم بنفسه خلال تضخمه – كما يحدث عندما تتعثر بقدميك أثناء نهوضك مسرعاً من السرير – إذا ما كان هناك أبعاد إضافية من الزمان و المكان, مثل تلك التي تم اقتراحها في نظرية الأوتار.
ولكن من جهة ثانية, قد لا تكون كل قوانين الفيزياء مطبقة في جميع أنحاء الكون, فقد يكون القسم الجنوبي من الكون محكوم بقوانين فيزيائية تختلف عن القوانين التي تتحكم بالقسم الشمالي منه, وقد يكون هذا ناتجاً أيضاً عن تقلبات عشوائية في الزمان و المكان.
أخيراً، هناك العديد من النماذج لتفسير التضخم الحاصل في الكون, ولكن لحسن الحظ أن القائمين على تلسكوب بلانك في طريقهم لصنع “خريطة استقطاب” للكون, الأمر الذي سيساعد العلماء في تعديل العديد من نماذج التضخم, وتضيق احتمالاتها, ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن هذا المسح في وقت ما من عام 2014.