رزقكِ الله بمولود جديد، وتريدين الاهتمام به وبصحته جيدًا، تريدين التأكد من النمو الصحيح له وهل يزداد وزنه بالمعدل الطبيعي أم لا؟ هل نموه الحركي والعقلي يسيران على المنحنى الطبيعي لفئته العمرية أم هناك ما يستدعي القلق؟ تابعي معي سلسلة من المقالات عن مراحل نمو الطفل الرضيع، لنسرد سويًا مراحل تطوره وكيفية التعامل معه خطوة بخطوة.
نمو الطفل الرضيع في شهره الأول
ما هي العلامات التي توضح نمو الطفل الرضيع وتطوره بالشكل الصحيح؟ إذا كنتِ تبحثين عن إجابة لهذا السؤال، فقد اخترتِ المكان الصحيح لذلك، فتابعي معي السطور القادمة…
يبدو على الطفل في شهره الأول أنه لا يفعل شيئًا سوى الأكل والبكاء والنوم، ولكن مع نهاية الشهر الأول سيبدأ في رحلة اليقظة والاستجابة للمؤثرات الخارجية. سيبدأ في وضع يده في فمه، سينتبه إليكِ عندما تتحدثين، وقد يُحرك جسده أحيانًا للرد عليكِ أو لجذب انتباهك.
لكن عليكِ الانتباه أيضًا لبعض العلامات الأخرى مثل:
علامات الحركة
- يدفع ذراعه بطريقة متشنجة أو مرتعشة.
- يضع اليدين في نطاق العينين والفم.
- يحرك رأسه من جانب إلى آخر أثناء الاستلقاء على المعدة.
- تخَبُط الرأس للخلف إذا لم يكن مدعومًا.
- يُبقي يديه في قبضة ضيقة.
- حركات انعكاسية قوية.
العلامات المرئية والسمعية
- تتجول العينان وتتقاطع في بعض الأحيان.
- يُفضل أنماط الأبيض والأسود أو عالية التباين.
- يُفضل وجه الإنسان على جميع الأنماط الأخرى.
- السمع ناضج تمامًا.
- يتعرف على بعض الأصوات.
- قد يتجه نحو الأصوات المألوفة.
علامات الشم واللمس
- يُفضل الروائح الحلوة.
- يتجنب الروائح المريرة أو الحمضية.
- يتعرف على رائحة لبن أمه.
- يفضل الملمس الناعم لا الخشن.
- يكره التعامل الخشن أو المفاجئ.
ولكن ماذا عن نمو الطفل الرضيع البدني، وزيادة وزنه؟
قد يفقد طفلكِ بعض الوزن خلال الأيام الأولى من حياته، إذ يُولد الأطفال بسوائل الجسم الزائدة ويفقدون عادةً ما يصل إلى 10٪ من وزنهم عند الولادة قبل أن يستقروا ويبدأوا في الزيادة.
خلال الشهر الأول سيزداد وزنه بسرعة -ويكتسب ما بين نصف أونصة وأونصة في اليوم- سيتحقق طبيب الأطفال من زيادة وزن الطفل مقابل المنحنى الطبيعي للنمو أثناء زيارات رعاية الطفل للتأكد من أنه ينمو بالمعدل الصحيح.
ما هي عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل للنمو بشكل طبيعي؟
في الأسابيع القليلة الأولى، يبدو أن كل ما يريده مولودكِ الجديد هو النوم، إذ ينام الطفل حديث الولادة من 15 إلى 16 ساعة في اليوم. قد تكون هذه الساعات غير منتظمة؛ لأن الطفل لم يتكيف بعد مع دورة النهار والليل العادية. يمكنكِ مساعدة طفلكِ على التكيف عن طريق قصر أنشطته على النهار، وإبقاء الأجواء هادئة ومظلمة في الليل. في النهاية سيحصل على تلميح أن اليوم مخصص للعب والليل للنوم.
تختلف أيضًا دورات نوم طفلك البالغ من العمر شهرًا عن دورات نومكِ كثيرًا. يقضي الأطفال حديثي الولادة وقتًا أطول في نوم حركة العين السريعة -على عكس البالغين- مقارنة بالنوم الأعمق الذي لا يحتوي على حركة العين السريعة. هذا يعني أنهم قد يستيقظون بسهولة إلى حد ما خلال تلك الأسابيع القليلة الأولى.
كيف تُساهمين في نمو الطفل الرضيع بشكل صحيح؟
- اقضي بعض الوقت مع طفلك: حاولي قراءة القصص والتحدث والغناء. القيام بهذه الأشياء كل يوم، يُساعد طفلكِ على التعرف على الأصوات والكلمات، وهذا بدوره يطور مهارات اللغة والتواصل التي سيحتاجها عندما يكبر.
- انْظُري في عيني طفلكِ: إذا كان طفلك ينظر إليكِ، هذا مهم للتواصل مع طفلك. عندما ينظر طفلكِ بعيدًا، فإنه يخبركِ أنه حصل على ما يكفي ويحتاج إلى الراحة.
- ابتسمي لطفلكِ: عندما يراكي طفلكِ تبتسمين، تُطلَق مواد كيميائية طبيعية في جسمه. هذا يجعله يشعر بالراحة والأمان، ويُساعد أيضًا في بناء روابط قوية بينكِ وبينه.
- العبي مع مولودكِ الجديد: هذا يساعد دماغ طفلك على النمو ويساعده في التعرف على العالم، ويقوّي الرابطة بينكما.
- امنحي طفلكِ وقتًا على بطنه: من 1-5 دقائق من اللعب على بطنه كل يوم يُقوي رأس طفلك ورقبته وجسمه العلوي. يحتاج طفلكِ إلى هذه العضلات لرفع رأسه والزحف وسحب نفسه لأعلى للوقوف عندما يكبر. راقبي طفلكِ دائمًا أثناء وقت البطن وضعيه على ظهره للنوم.
- جرّبي تدليك الطفل: يُعد تدليك الطفل طريقة رائعة للتواصل مع طفلك، ويمكن أيضًا أن يكون مُريحًا ومهدئًا إذا كان مولودكِ يُعاني من المغص وهو شائع في الشهور الأولى من عُمر الطفل.
أحيانًا لا يرغب طفلك في القيام بهذه الأشياء -على سبيل المثال قد يكون متعبًا جدًا أو جائعًا- سيستخدم إشارات خاصة بالأطفال لإعلامكِ عندما يُريد النوم أو الرضاعة.
لننتقل إلى السؤال الذي يشغل بال الكثيرين، ماذا أفعل عند بكاء الطفل بشكل متواصل؟! الإجابة في الفقرة التالية…
طفلي يبكي كثيرًا، ماذا يجب أن أفعل؟!
في بعض الأحيان ستعرفين سبب بكاء طفلكِ، فقد يكون جائعًا أو يحتاج لتغيير حفاظه، في ذاك الوقت ستستجيبين لما يحتاجه، فهذا سيشعره بمزيد من الراحة والأمان.
في كثير من الأحيان قد لا تعرفين سبب بكاء طفلك -خاصةً إذا كان الطفل الأول وليس لديكِ الخبرة الكافية للتعامل معه- لكن لا يزال من المهم تهدئته عن طريق حمله أو احتضانه أو التحدث إليه بصوت هادئ.
قد يجعلكِ بكاء الطفل الكثير تشعرين بالإحباط أو الانزعاج أو الإرهاق. لا بأس في قضاء بعض الوقت بمفردكِ حتى تشعري بالهدوء. ضعي طفلك في مكان آمن مثل سرير، أو اطلبي من شخص آخر أن يحتضنه لفترة من الوقت. حاولي الذهاب إلى غرفة أخرى للتنفس بعمق أو الاتصال بأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء للتحدث عن ما يدور بداخلك، فالكتمان لن يُفيدك بل سيُرهقكِ أكثر.
لا تهزي الطفل بعنف؛ فهذا يمكن أن يسبب له نزيفًا داخل الدماغ ومن المحتمل أن يتسبب في تلف دائم.
ما هي علامات الخطر التي تُشير إلى تأخر نمو الطفل الرضيع؟
بعض العلامات التالية أو أغلبها إذا ظهرت على طفلكِ خلال الأسبوع الثاني أو الثالث أو الرابع، فهي دليل على تأخر نموه، ويجب عليكِ استشارة طبيب الأطفال فورًا:
- الامتصاص بشكل سيء ويتغذى ببطء شديد.
- لا يرمش عينيه عند تعرضه لضوء ساطع.
- لا يتبع جسمًا قريبًا يتحرك إلى جانبه.
- نادرًا ما يُحرك الذراعين والساقين.
- تبدو الأطراف مرنة أو رخوة بشكل مفرط.
- يرتجف الفك السفلي باستمرار عند البكاء.
- لا يستجيب للأصوات العالية.
ستتعلمين أنتِ وطفلكِ كل يوم المزيد عن بعضكما البعض. مع نمو الطفل الرضيع وتطوره، ستتعلمين المزيد حول ما يحتاجه وكيف يمكنكِ تلبية هذه الاحتياجات. بصفتكِ المسئولة عن هذه الروح، فأنتِ تتعلمين دائمًا. من الجيد أن تشعري بالثقة حيال ما تعرفين، ومن المقبول أيضًا أن تعترفي بأن هناك بعض الأشياء التي قد لا تعرفين شيئًا عنها، لذا لا بد من أن تطلبي المساعدة عندما تكوني بحاجة إليها.
صحتكِ الجسدية والعقلية جزءًا مهمًا، قد تنسين أو ينفذ الوقت منكِ ولا تستطيعين رعاية نفسك. لكن الاعتناء بنفسكِ جسديًا وعقليًا وعاطفيًا سيساعد طفلك على النمو والازدهار.