كثيرا ما يجهل الانسان أنه قد جاء فوق أرض وتحت سماء محكومة بقوانين، جهلها فى البداية واجتهد وسعى لفهم بعضها دون أن يعلم أى شئ عن معظمها. حيث كانت للجاذبية دورا فعالا فى ثبات واتزان الكثير من المشتملات التى هى فوق سطح الأرض، ولكن الانسان لم يدرك أى شئ عن هذا الى أن جاء الفيزيائي المعروف إسحاق نيوتن ليغرس فى بستان العلم نظرية الجاذبية، ولنجد من بعده آينشتاين صاحب نظرية النسبية العامة. ظل الانسان فى سعيه يكتشف فى صحراء حياته كى يعمرها ويحولها من صحراء قاحلة الى بساتين تبهج الناظرين وتخطف قلوب العاشقين للنور الربانى المنطلق من العقول المستنيره والقلوب الصافية. سعى الانسان فى رحلته مع الحياة لينال المزيد من المعرفة التى علمها الله لآدم عليه السلام، وهو فى سعيه للبناء والتعمير كان للعلم بكل أشكاله وأنواعه دورا فعالا، وكان من بين كل هذا وذاك علم العلاقات البينية الذى ان فهمنا معناه وتداركنا نصوصه، كان البناء صحيحا والتعمير واضحا. من كل هذا، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بالانسان الذى غرته الحياة الدنيا، أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل بالنواميس التى يجب أن يتبعها ويسير على نهجها. ولكن وبكل اسف لم يفطن الكثير من البشر أن كل ما جاء من كتب سماوية، لم يرسل الا من أجلهم هم أنفسهم ومن أجل مصالحهم العامة والخاصة، ولكن الشيطان قد لعب بالعقول وهوى بالقلوب وجاء لهم بقوانين شيطانية ليفسدوا فى الأرض ويصبحوا رفاق دربه فى الدنيا وجلسائه فى جهنم وبأس المصير. حيث عرضت الأمانة على الجبال فأبتها بقوة وارادة ربها، وقبلها الانسان على الرغم من ثقلها وعدم مقدرته على تلبية متطلباتها فى كثير من الأحيان. و ذهب الانسان بجهله الجهول الى كهوفه المظلمة ليغترف منها المزيد من الظلام الأسود لينثره هناك وهناك معتقدا أنه يحسن صنعا، فذهب ينشر الفساد فى السماء والأرض والبحر وهو سعيد والفرحه تغمر وجهه العبوث معتمدا على قوانينه الخاصه التى تجاهلت الغاية من خلقه وسلكت دروبا غير مستوية وبعيده عما خطط ورسم له. اختار الانسان بجهله فصيلة الكائنات المفترسه لتكون قدوته فى حياته، وأعجبته البركاين والزلازل لتكون ناموس حياته. اعتقد الانسان بوهم وعلى وهم أنه هو الأقوى بتفكير ضال وعدم ادراك وتصرفات اعتقد أن فيها قوته، غير عابئ بأن قوته لن تكمن الا فى عقله عندما يكون سليما وادراكه ووعيه عندما يكون مستنيرا وملما بكل الأمور المحيطة مبتعدا فى ذلك عن الغش والتدليس واتباع السبل والوسائل المزيفة وتأويل الأمور على غير مضمونها. اتخذ الانسان من حريته التى وهبها الله له ناقته التى صال وجال بها فوق الأرض وتحت الأرض دون أن يتبع الأوامر والنواهى التى جاء من أجلها، لدرجة أنه لم يتعظ او يأخذ حتى العبرة من هذا الجسيم المتضآل والمسمى بالالكترون القاطن فى مستويات الطاقة المحيطة بنواة الذرة. هذا الالكترون الذى لم يتبع غير السبل والوسائل المحددة والمقننة والتى دائما ما تؤدى الى نتائج ايجابية، فهو يدور فى مستوياته التقليدية بنفس الطاقة وبنفس القدر من السرعة دون كلل أو ملل أو تغيير وعندما ترغمه الوسائل او الظروف على الانتقال من دربه الى درب آخر، لا يبخل بفقد أو اكتساب الطاقة ، فهذه قوانينه التى اكتشفها الانسان ولم يدرك معناه وفلسفتها فى حياته ناسيا بل متناسيا ناموس الاقتباس الجيد والحسن من أجل التطوير والمضى قدما الى الأمام واطاعة الله فى الأرض والطموح فى نيل رضا الله تعالى ودخول جناته. فيا ليت الانسان يجيد صنعته ويتدبر أمره ويعدل دساتير حياته لتتفق وتتناغم مع القوانين السماوية المستندة على كل ما هو خير، مع ضرورة السعى على تدمير كل ما بداخله من شر وتقليص الفجوة بين سلوكه المنبثق من أوهامه وخياله المريض وبين السلوك الطبيعى المشار اليه فى القوانين الطبيعية القائمة على ما أمر الله وما نهى عنه. ولن يستقيم الأمر الا عندما تتحقق نظرية الجاذبية ويعلم الانسان أنه لن يفلت من قوة جاذبية الأوامر والنواهى الالهية التى لا تحتمل التأويل، والتى قد يدركها الكثيرين قبل رحليهم ولكن وبكل أسف يكون قد انفرط العقد وتناثرت حبات الحياة فى دورب مختلفة غلبت عليها تضاريس الكذب والنفاق والقتل والسرقة والتنكيل بكل ما هو طيب.