مع بداية كل عام، يطمح الجميع في تحقيق أمنياته خلال العام الجديد. وهناك العديد من الأحداث العلمية المتوقع حدوثها خلال العام 2023 سواء أكانت في المجال الطبي والصحي أو مجال الفلك والفضاء أو حتى من ناحية التغير المناخي على الكوكب، وإليكم أهمها:
جائحة كورونا “كوفيد-19”
مع دخول جائحة كورونا عامها الرابع، سيراقب العلماء تطورات الفيروس لمعرفة ما إذا كان قد تباطأ انتشاره أو ظهر متحور آخر أكثر خطورة، كما يأمل الباحثون في تطوير لقاحات جديدة هذا العام توفر حماية واسعة ضد مجموعة متنوعة من فيروسات كورونا، منها لقاح على شكل بخاخ أنفي سريع المفعول يحفز الاستجابة المناعية داخل بطانة الغشاء المخاطي للأنف، وقد ثبتت فاعلية البخاخ في التجارب التي أجريت على الحيوانات وما زال الطريق طويل لإجراء هذه التجارب على البشر.
وهناك عدد من لقاحات الحمض النووي الريبي المرسل (mRNA) قيد التطوير، ومن المفترض أن تبدأ شركة بيونتك في إجراء التجارب الأولية لهذه اللقاحات على البشر ضد أمراض السل والملاريا والهربس التناسلي.
العلاج الجيني
ربما يحمل العام الجديدة طفرة في مجال الطب خاصة للأشخاص المصابين بمرض خلايا الدم المنجلية ومرض الثلاسيميا بيتا، إذ يفترض تجربة أول علاج طبي يعتمد على تعديل الجينات خلال هذا العام، حيث تجري شركتا الأدوية الأمريكتين vertex وcrisper تجارب إكلينيكية لوضع برنامج علاجي خاص للمرضى، وذلك بجمع الخلايا الجذعية للمريض وتعديل الجين المعيب باستخدام تقنية كريسبر، ثم بعد ذلك يعاد حقن الخلايا مرة أخرى في الجسم.
ويتوقع أن تتقدم شركة فيرتكس بطلب إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مارس القادم؛ للموافقة على إتاحة البرنامج العلاجي للمرضى المصابين بالخلايا المنجلية والثلاسيميا بيتا.
الجدير بالذكر أنه عند استخدام العلاج المذكور لمرة واحدة فقط، أنهى الألم الشديد والحاجة لنقل الدم لدى معظم المرضى. وبالرغم من ذلك، فالمشكلة الاساسية التي تواجه هذا العلاج هي التكلفة الكبيرة، إذ تتراوح تكلفته ما بين 850 ألف دولار إلى 3.5 مليون دولار.
الفلك
خلال هذا العام، ستطلق وكالة الفضاء الأوروبية تليسكوباً فضائياً يسمى “إقليدس” يستمر عمله لمدة 6 سنوات لالتقاط صور تساعد على رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، كما ستطلق وكالة الفضاء اليابانية قمراً صناعياً يابانياً يسمى “XRISM” لرصد الأشعة السينية المنبعثة من النجوم والمجرات البعيدة.
كذلك سوف يشهد هذا العام بدء تشغيل مرصد فيرا سي روبين التشيلي، والذي سيمسح السماء الجنوبية بأكملها في 3 ليالٍ فقط؛ إذ يتكون من 3 مرايا وكاميرا بها أكثر من 3 مليارات بكسل من أجهزة الكشف عن الحالة الصلبة.
سيبدأ أيضاً تشغيل أكبر تلسكوب قابل للتوجيه في العالم ويسمى تليسكوب “QTT” الراديوي الصيني، والذي يمكنه رصد 75% من النجوم بالسماء في أي وقت وكذلك رصد النجوم النابضة والتشكيل النجمي.
كما ستطلق الصين أول مسبار ضوئي فضائي، ويسمى Xuntian أو “ماسح السماء”، الذي يبلغ طوله 2 متر وهو أقل من حجم تلسكوب الفضاء هابل البالغ 2.4 متر، لكن مجال رؤيته أكبر 350 مرة من التلسكوب هابل، مما يتيح دراسة الكواكب الخارجية وتشكيل النجوم وتطور المجرات وكذلك المادة المظلمة والطاقة المظلمة، والظواهر الغامضة التي تتحكم في تمدد الكون. ومن المقرر إطلاقه في ديسمبر القادم ثم تبدأ عملية المراقبة في 2024 م.
المناخ
ستدرس الأمم المتحدة خلال هذا العام اتفاقية خسائر المناخ في الدورة التي ستقام في الإمارات العربية المتحدة، ستناقش خلالها الدول الغنية المسئولة عن معظم الانبعاثات الكربونية إمكانية دفع تعويضات للدول الفقيرة الأكثر تضرراً من التغير المناخي، من تغير حراري وفيضانات وغيرها من الآثار الأخرى.
وقد أجلت تفاصيل الاتفاقية نظراً للاختلاف عليها ومنها: أي الدول ستدفع وأيها ستستفيد، وأين ستنفق هذه الأموال، ويشكك البعض في إمكانية التوصل لاتفاق مبرم.
هناك العديد من الأحداث العلمية الأخرى المتوقعة في 2023 بخلاف ما ذكر، وكل ما نتمناه دائماً أن يحدث كل ما فيه الخير للبشرية.
المصدر:
https://www.science.org/content/article/eleven-science-stories-likely-make-big-news-2023