وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن الناس الذين يتناولون طعام النظام الغذائي لسكان منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو القائم بشكل أساسي على استهلاك كميات كبيرة من الأسماك المدهنة، والدواجن والفواكه والخضروات الطازجة، تشيخ خلاياهم بصورة أقل، وبالتالي تطول أعمارهم.
وقد وجد العلماء سابقاً أن متبعي هذا النظام أقل عرضة لمشاكل القلب والشرايين التاجية، فقد كانوا أقل في الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 30% وكذلك السكتات الدماغية، كما كانوا أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب مع أنهم كانوا مثل الدول الغربية في استهلاك الدهون، ووجدوا أن ذلك كان بسبب أنهم يستهلكون الدهون غير المشبعة.
ولكي تحصل على النظام الغذائي لأهل المتوسط، ضع زجاجة زيت الزيتون كمكون أساس في مطبخك، الكثير من السمك والبقول، والكثير من الخضروات والفاكهة الطازجة، وخفض استهلاك اللحوم الحمراء والبيض واجعل استهلاك منتجات الألبان معتدلاً.
لم تحصل حِمية البحر المتوسط على اعتراف اليونسكو إلا في نوفمبر 2010.
ولأجل هذه الدراسة، قام الباحثون بالكشف على صحة 4,676 ممرضة لمدة عشر سنين كاملة، ليعرفوا أثر النظام الغذائي على “التيلومير” الموجود في المادة الوراثية للخلية، وهو قطعة من الحمض النووي DNA وهي تشبه وظيفة النهايات البلاستيكية لأربطة الأحذية، لتحمي الرباط من أن يتفلت ويتفرق، وهذا التيلومير حامي شريط الـ DNA يقصر كلما كبرنا في العمر.
واستنتج الباحثون بناء على هذه الدراسة، أنه كلما اعتمدنا أكثر على النظام الغذائي لسكان المتوسط، كلما استطعنا حماية التيلوميرات من حدوث القصر، وبالتالي تأخير الشيخوخة.
وبسبب معرفتهم بخصوص هذه التيلوميرات، استطاع الباحثون الآن معرفة الرابط بين غذاء منطقة البحر المتوسط وبين قلة أمراض القلب والأوعية الدموية، وقلة أمراض الشيخوخة.
وسوف نحتاج الآن بحثاً إضافياً لمعرفة أي العناصر بالتحديد من هذا النظام الغذائي التي توفر هذه الحماية.