نجح جراحو مقاطعة كامبريدج بإجراء أول عملية زرع لقلب في أوروبا باستخدام قلب غير نابض، حيث استغرق الفريق الطبي في مستشفى بابوورث أكثر من عشر سنوات في محاولة لإيجاد الإجراءات الأساسية التي يمكن أن تمكنهم من إجراء العملية قبل تنفيذ عملية الزرع في وقت سابق من هذا الشهر.
أشار الأطباء بأن المريض المستفيد من إجراء العملية وهو (حسين أولوكان)، البالغ من العمر 60 عاما من لندن، كان قد أصيب سابقاً بأزمة قلبية في عام 2008، ولكن حالته شهدت تحسناً ملحوظاً، بعد أن أمضى أربعة أيام فقط في وحدة العناية المركزة في المستشفى بعد عملية الزرع، وهو الآن يتعافى بشكل جيد في منزله.
تبعاً للاستشاري الجراحي (ستيفن لارج)، وهو المشرف على عملية الزرع، فإن نجاح هذه العملية يعني أن هناك قلوباً أكثر يمكن أن تكون صالحة للاستخدام في إنقاذ حياة المرضى، وأضاف أن استخدام هذه المجموعة من القلوب المتبرع بها قد يزيد من عدد عمليات زرع القلوب بنسبة تصل إلى 25% في المملكة المتحدة لوحدها.
تتضمن الجراحة الجديدة استخدام تقنية جديدة لإعادة تحفيز عمل القلب داخل جسم المتبرع بعد دقائق من وفاته، ومن ثم رصد وظيفته للتأكد من أنه في حالة جيدة بما يكفي للزرع، ويستخدم الأطباء الموجات الفوق صوتية لتقييم وظيفة القلب المعاد تشغيله لمدة 50 دقيقة قبل الموافقة عليه للزرع، وبعد ذلك يتم إزالته من جسم الشخص المانح ووضعه في نظام يدعى “نظام رعاية الأجهزة” والمعروف أيضا باسم جهاز “القلب في صندوق”، وهو جهاز يعمل على تروية القلب بالدم والمواد المغذية وإبقائه نابضاً لمدة ثلاث ساعات حتى تبدأ عملية الزرع.
قبل إجراء عملية الزرع لـ(اولوكان) كان بالكاد يستطيع المشي، أما الآن، فيمكنه الذهاب من المنزل إلى المستشفى وبالعكس لوحده ودون أي عناء، وقال (ستيفن بيتي)، وهو طبيب قلبية في المستشفى، أنه يتوقع أن تستمر صحة (اولوكان) بالتحسن مع مرور الوقت.
وفقاً لمؤسسة القلب البريطانية، فإن هناك حالياً أكثر من 250 مريضاً في بريطانيا على قائمة الانتظار لزرع القلب، وحوالي 900,000 شخص في بريطانيا مصابون بقصور في القلب، وأحياناً يضطر بعض المرضى للانتظار لمدة قد تصل إلى ثلاثة أعوام حتى يعثروا على قلب مناسب لهم لإجراء عملية الزرع، وخلال هذه المدة يمكن أن يتوفى أكثر من نصفهم، فتبعاً للإحصائيات حوالي 13% من المرضى يموتون وهم ينتظرون دورهم، ونحو 30% تتم إزالتهم من القائمة، لأنهم وضعهم الصحي يتأزم لدرجة لا يمكن معها إجراء العملية.
تبعاً لـ(جيمس نويبيرغر)، وهو المدير الطبي المساعد للتبرع بالأعضاء وزرعها في هيئة الخدمات الصحية الوطنية للدم والزرع، هناك نقص في الأعضاء التي يمكن زرعتها في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وإن المرضى يموتون وهم ينتظرون الحصول على تلك الأجهزة، لذلك يأمل (نويبيرغر) بأن يتم تطوير عمل مماثل لعمل بابوورث في أماكن أخرى لأن هذا سيؤدي إلى توفر المزيد من القلوب التي يمكن التبرع بها وحصول المزيد من المرضى على عملية زرع في المستقبل.