قامت المحطة الدولة الفضائية بإجراء تجربة تكللت بالنجاح, تقوم على بث فيديو عالي الجودة إلى الأرض باستخدام الليزر, حيث يمكن أن تساعد هذه التقنية الجديدة على الاتصال مع رواد الفضاء والمركبات الفضائية التي تسافر إلى كواكب بعيدة عن مجرتنا.
استطاع الفريق في المحطة الدولية باستخدام تقنية توصيل الحمولة البصرية بالليزر (OPALS)، إتمام نقل فيديو بحجم 175 ميغابايت إلى المحطة الأرضية في ولاية كاليفورنيا خلال 3.5 ثانية, وذلك بمساعدة المعدات المستخدمة حالياً على متن المحطة الفضائية الدولية, مع العلم أن فيديو بهذا الحجم عادة ما يستغرق أكثر من 10 دقائق ليتم نقله إلى المحطة الأرضية.
تستخدم تقنية OPALS شعاع ليزر يتم تثبيته نحو هدف معين بينما تكون المحطة الفضائية الدولية تدور فوق الأرض, وبحسب تعبير (مايكل كوكورويسكي) مدير مشروع OPALS, خلال مقابلة له في نيسان الماضي, أن هذا الإنجاز يشبه قص شعر إنسان وهو يمشي باستخدام مؤشر ليزر من مسافة 20 قدم.
التقنية الليزرية الجديدة التي تستعملها ناسا، تستطيع نقل بيانات أكثر بألف مرة من الاتصالات التقليدية المستعملة حالياً لدى ناسا, وخلال تجارب الأسبوع الماضي تم نقل الفيديو عدة مرات أثناء اتصال دام حوالي 148 ثانية, ووصل معدل إرسال الفريق للبيانات إلى حوالي 50 ميغابايت في الثانية, وهذا أسرع من معدل نقل البيانات في الانترنت المنزلي لدى معظم سكان الولايات المتحدة.
يقوم مختبر الدفع النفاث في ناسا, بتصنيع آلات علمية, تقوم هذه الآلات بتجميع كميات كبيرة جداً من البيانات، وإن إرسال هذه المعلومات جميعاً عن طريق الاتصال اللاسلكي هو أمر صعب للغاية, أما عن طريق التقنية الجديدة فإن الفرصة تصبح أكبر لجعل كل مهمة لناسا ذات فائدة أكبر.
حالياً ما يزال OPALS في مرحلة الاختبار, ولكن من الممكن أن يتم استخدامه يوماً ما لتزويد كامل المحطة الفضائية الدولية بالانترنت, إلى جانب المركبات الفضائية الأخرى والكواكب البعيدة عنا.
تجدر الإشارة إلى أن العلماء يأملون أن تؤدي التجارب التي سيتم إجراءها على نظام OPALS خلال الأشهر القادمة إلى تطوير نظام الاتصالات البصرية بحيث تساعدهم على استكشاف الفضاء العميق في المستقبل، بالمختصر فإنه لأمر عظيم أن نرى شعاع ضوء قادم من على متن المحطة الفضائية محملاً بحزمة صغيرة من البيانات.