على الرغم أنه من المعروف أن السمنة المفرطة تتسبب فى العديد من الأمراض الخطيرة، أهمها الأزمات القلبية، إلا أن دراسة جديدة فى دورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب اكتشفت أنه إذا ما تعرض شخصان الى فشل قلبى، أحدهما يعانى من السمنة والآخر بوزن طبيعى، فإن الشخص الذى يعانى من السمنة المفرطة ستكون له فرص نجاة أكبر من الآخر ذا الوزن العادى .
المفارقة الغريبة، أو ما أطلق عليه الباحثون”تناقض البدانة” توصل اليه العلماء بعد بحث طويل على أشخاص مصابين بالبدانة وآخرين غير مصابين بها ،لاكثر من عقد كامل من الزمن .
وباستخدام دراسة سابقة عن تصلب الشرايين، قام الباحثون بتتبع 1487 شخصا تم تشخيصهم بالاصابة بالقصور القلبى، وسجلوا مؤشر كتلة الجسم لكل شخص منهم عند تشخيصه بالمرض، ثم تتبعوا أولئك المرضى لمدة عشر سنوات كاملة، حتى يقارنوا فرص النجاة بين الأشخاص ذوى الوزن الزائد والأشخاص ذوى الوزن الطبيعى.
وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من مرضى القصور القلبى كانوا يعانون من السمنة (حوالى 47% منهم)، الا أن الدراسة وبشكل مدهش سجلت فرصا أعلى للنجاة والبقاء على قيد الحياة للأشخاص ذوى الوزن الزائد الذين يعانون من القصور القلبى، فى مقابل فرص أقل للنجاة للآخرين ذوى الوزن الطبيعى الذين يعانون نفس المرض.
فخلال فترة المتابعة، توفى 43% من مجموعة الدراسة، كانت المجموعة التى تعانى من السمنة لها فرص النجاة الأفضل.
قسّم الباحثون مجموعات الدراسة، المجموعة التى تعانى من السمنة المفرطة والمجموعة التى تعانى من الوزن الزائد ومجموعة لها وزن طبيعى ومؤشر كتلة جسم طبيعى.
بلغت نسبة الوفيات فى المجموعة الأولى 38% ، بينما بلغت 45% فى الثانية ،بينما ارتفعت بشكل ملحوظ لتصل الى 51% فى المجموعة الثالثة .
ولكن فى الوقت نفسه، كان المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة والوزن الزائد أكثر عرضة أن لمشاكل صحية أخرى، مثل ارتفاغ ضغط الدم، او داء السكرى.