عند الحديث عن وجبة السحور، ينصبُّ التركيز في العادة على أهمية شرب الماء، وغالبا ما يُغفل الدور الأساسي الذي يمثله ملح الطعام ذات التركيبة الكيميائية (كلوريد الصوديوم)، في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم.
وبجانب أهميته في تعزيز وظائف الأعصاب، والمساهمة في استقرار الدورة الدموية، يعد الصوديوم من المعادن الضرورية التي تنظم توزيع الماء وتحافظ عليه في الجسم، فتناوله بكميات مضبوطة هو السر الحقيقي وراء بقاء الجسم بحالة صحية دون الشعور بالعطش أو الجفاف لأطول فترة ممكنة.
العلاقة بين الصوديوم وتوازن السوائل
يُعد الصوديوم العنصر الرئيس في تنظيم توزيع الماء داخل الجسم، إذ يلعب دورا رئيسا في حفظ التوازن الأسموزي بين الخلايا والدم. والتوازن الأسموزي هو عملية توزيع الماء عبر غشاء نصف نافذ من خلال اختلاف تركيز الأملاح أو المواد الذائبة بين داخل الخلية وخارجها، مما يساعد في الحفاظ على الاستقرار المائي داخل الجسم.

وأثناء الصيام، حينما يُهمل تناول الصوديوم، وتنخفض مستوياته بشكل كبير، يؤدي ذلك إلى فقدان مفرط للسوائل، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف واختلال توازن الإلكتروليتات. هذا بالإضافة إلى أنّ استهلاك الماء بكميات زائدة دون تناول كمية كافية من الصوديوم قد يؤدي إلى مضاعفات في تخفيف تركيز الصوديوم في الدم، مما قد يسبب أعراضا مثل التعب، والدوار، وحتى انخفاض الضغط الدموي الحاد.
وفي الحالة الطبيعية، فإن الجسم يطرد الصوديوم عن الطريق الفضلات، ولكن حينما تصل إلى نقطة حرجة، يطلق الجسم هرمون الألدوستيرون من الغدتين الكظريتين الذي يحفّز الكلى على الاحتفاظ بالصوديوم للحد من فقدانه عبر الفضلات، إلا أنه مع مرور الوقت، قد لا يكون هذا التكيف كافيا للحفاظ على التوازن الأمثل للسوائل في الجسم.
تحقيق التوازن المثالي بين الماء والملح أثناء الصيام
مثل المغنيسيوم، يعد الصوديوم عنصرا غذائيا أساسيا، وهذا يعني أنه يتعين الحصول عليه من الطعام أو المكملات الغذائية؛ إذ لا يستطيع الجسم إنتاجه بمفرده. ولضمان توازن صحي للسوائل أثناء الصيام، يُنصح بتناول كمية كافية من ملح الطعام قبل وبعد الصيام.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال استهلاك الأطعمة المالحة مثل المكسرات المملحة، أو عبر شرب المياه المعدنية التي تحتوي على إلكتروليتات ضرورية.
ومع ذلك، ينبغي توخي الحذر من الإفراط في استهلاك الصوديوم، إذ قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالعطش الزائد والجفاف خلال ساعات الصيام. وتوصي منظمة الصحة العالمية بتناول ما لا يزيد عن 5 غرامات من الملح يوميا، مما يؤكد أهمية التوازن في استهلاك الملح للحفاظ على مستويات الماء المناسبة في الجسم أثناء الصيام.