كلمة نانو قادمة من نانو ميتر وهو واحد على المليون من المتر. يشببهها العلماء على انها أصغر بمئة ألف مرة من قطر شعرة في رأي الإنسان، هذا هو النانو ميتر. والذي تتفرع منه تكنلوجيا النانو وهي تركيبة الجزيئات التي لا يتجاوز حجمها المئة نانو.
تكنلوجيا النانو هي تكنلوجيا متناهية الصغر. ومع الطفرة العلمية في العصر الحالي بات من السهل التحكم بها والتعرف على خواصها وما يمكن أن تفعله.
افاق جديدة كثير تلك التي تفتحها لنا تكنلوجيا النانو، وذلك لأننا سنتمكن من مشاهدة الأشياء بحجم صغير جدا، أو ما يعني أننا سنشاهد جزيئات المادة ويمكننا أن نتحكم بها كذلك، مما ينتج عنه أمو لم تكن في الماضي موجودة.
من منا لا يعرف جدول العناصر، مع التكنلوجيا متناهية الصغر سنتمكن من إيجاد جداول عناصر مختلفة لم تكن موجودة في السابق، هي في الواقع نتاج تغيير في جدول العناصر الأول.
يعتقد العلماء انه بإمكانهم أن يستخدموا التكنلوجيا متناهية الصغر في أشياء كثيرة مثل زرع أجهزة تحاليل داخل اجساد المرضى تعطي الأطباء تقارير مفصلة عن حال المريض، أو ملابس قادرة على تنظيف نفسها بنفسها، أو فلاتر جديدة للمياه، أو حواسب اصغر حجما وأكبر قوة.
عرف الإنسان التكنلوجيا متناهية الصغر منذ مئات السنين لكنه لم يعرف لها تصنيفا ان ذاك، إذ يقول الباحث السعودي (سامي سعيد حبيب/ مركز تقنية النانو- جامعة الملك عبد العزيز) أن سيف صلاح الدين الأيوبي السري كان مصنع من ألياف كربوينية هي بحد ذاتها من التكنلوجيا متناهية الصغر.
و يتعامل العلماء مع التكنلوجيا متناهية الصغر بشكل مختلف عن اي من التقنايات الأخرى؟ وذلك للأفاق العلمية الجديدة التي من الممكن أن يفتحها لهم مثل هذا النوع من الطفرة العلمية، حيث قام الباحثون في مجال التكنلوجيا متناهية الصغر بإنتاج ملابس من هذه التقنية قادرة على تنظيف نفسها بنفسها. بمعنى ان المادة قد تستطيع ان تعيد انتاج نفسها مرة اخرى حسب ما يريد الإنسان ذلك.
من جانب اخر فإن فكرة الصعود الى الفضاء واكتشاف عوالمه تسهلها التكنلوجيا متناهية الصغر، حيث يقوم العلماء بتجربة انتاج سلاسل من الألياف قادرة على حمل مركبات فضائية الى خارج الغلاف الجوي. وذلك عبر ربط اول السلسلة بالأرض وربط الطرف الأخر بكتلة هائلة في الفضاء ومع الطرد المركزي للأرض تبقى السلسلة الكربونية مشدودة كما الحبل تصعد عليه المركبات وتهبط دون الحاجة الى صرف المزيد من الوقود في عمليات الإطلاق الضخمة.
الجانب العربي.
لا تزال الدول العربية تعاني من التخلف في مجالات البحث العلمي وبالتالي لم تستطع اللحاق بهذا الركب السريع للتكنلوجيا، إلا ان عدد من الباحثين في السعودية ومصر إستطاعوا ان يقوموا بتحلية مياه البحر عن طريق النضح الرجعي وذلك بتكلفة قد تصل الى عشر التكلفة الحالية. وجودة افضل.
الجانب العسكري.
وكما في السلم فإن للحرب مكانا في العلم، حيث تقوم العديد من الجيوش في العالم بمحاولة تطوير انظمة الدفاع الخاصة لديها اعتمادا على هذه التقنية، وقد كشفت اسرائيل مؤخرا عن محاولتها تحديد مواقع الأنفاق لدى المقاومة اللبنانية والفلسطينية عن طريق هذه التكنلوجيا.