فقد وجد الباحثون أن الناس الذين يغيرون ساعتهم البيولوجية بشكل دائم مثل الذين يعملون بنظام المناوبات، الممرضات والأطباء ورجال الإطفاء ورجال الشرطة، إذا ترافق ذلك مع تناولهم لغذاء عالي الدهون وعالي السكريات فإنه قد يزيد الالتهابات في أجسامهم، مثل أمراض الأمعاء الالتهابية، والتهابات ضارة أخرى ترتبط مع عدد من الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات، ما يؤدي لزيادة معدلات المرض والوفيات.
والساعة البيولوجية هي التي تنظم أوقات نومنا، ووقت الشعور بالجوع، والتغيرات في مستوى الهرمونات في أجسادنا منظمة درجة التركيز والسكر ووظائف حيوية أخرى، ودرجة الحرارة، وهي تضطرب باضطراب أنماط النوم والأكل.
اضطراب الساعة البيولوجية يحدث أيضاً في الرحلات الجوية الطويلة، مثلاً إذا سافرت إلى الولايات المتحدة ذات فرق التوقيت الذي يصل إلى 9 ساعات، فإن ساعتك البيولوجية تكون مضبوطة حسب توقيت بلدك، لهذا سوف تواجه مشاكل في النوم بالليل الذي يقابل نهار بلدك وساعتك البيولوجية، وصعوبة في التركيز ونعاساً في النهار الذي يقابل ليلك هناك، كما أن هناك ما يسمى باضطراب الساعة البيولوجية الاجتماعي، وهو ما يحدث حين تسهر طول الأسبوع للعمل، لتعوض كل هذا آخر الأسبوع في يوم الإجازة.
هذا الاضطراب لا يقف عند جعلنا نشعر بالدوخة أو النعاس أو عدم التركيز، بل يسبب مشاكلاً والتهابات في أنحاء جسدك، يمكن منعها بتنظيم نظام نومك ووجباتك.
ولإثبات ذلك، قام العلماء بدراسة مجموعتين من فئران التجارب، عرضوها جميعاً لعكس دورة تعرضها للضوء-الظلام بانتظام كل أسبوع، ثم قسموها إلى مجموعتين، مجموعة تتناول غذاء عادياً والأخرى تتناول غذاء عالي الدهون-عالي السكر.
ولاحظ الباحثون أن المجموعة التي حدث فيها اضطراب الساعة البيولوجية لوحده لم تشهد زيادة مؤثرة في بكتيريا الأمعاء، أما المجموعة التي تصاحب فيها اضطراب الساعة البيولوجية مع الغذاء عالي الدهون والسكر فقد شهد زيادة كبيرة وملحوظة لبكتيريا أمعائها وكانت أكثر عرضة للالتهاب من غيرها من فئران الدراسة.
اضطراب الساعة البيولوجية شائع، وعلى الناس أن تهتم به، ليس أن يقلقوا لكن أن يهتموا، بالذات إذا كان لدى الشخص عامل آخر مثل غذاء عالي الدهون والسكر أو قابلية جينية لاضطراب الساعة البيولوجية، وذلك بتنظيم نومهم وصحوهم، وأوقات تناولهم للطعام، أو حتى تناول البكتيريا المفيدة البروبيوتيك للوقاية من الالتهابات والأمراض التي تسببها.