مصادر تلوث المياه والاجراءات الضرورية للوقاية من التلوث
كلنا يعرف أهمية الماء للحياة على سطح الكرة الأرضية ,فهو يشكل 17% من وزن الطفل الرضيع و60-80 % من وزن الرجل البالغ و 95% من وزن الخيار و الخس, وإن نقصاً قدره 10-20 % من الماء الموجود في جسم الإنسان أو الحيوان قد يؤدي إلى الموت, وللماء دور أساسي في الصناعة ,وهذا سبب تركز معظم الصناعات حول مصادر المياه, و لانتاج طن واحد من الفولاذ أو النحاس أو المطاط الصناعي أو الورق نحتاج إلى ما بين 300-2100 م3 ماء كما أن للماء دوراً معروفاً في الزراعة حيث يلزم ما بين 300 و800 كغ من الماء لإنتاج كيلو غرام واحد من السماد الجاف ,ويحتاج المزارع إلى 250 ل من الماء لإنتاج حبوب تكفي لصنع رغيف واحد من الخبز… *
عرفت مشكلة تلوث الماء منذ زمن بعيد, ومن أوائل الدلائل التاريخية ما وصف عن تحول مياه نهر النيل إلى اللون الأحمر في فترات معينة من السنة ,ومثل هذا التلوث ينتج عن تكاثر نمط معين من الكائنات الدقيقة بمعدلات كبيرة ثم تنتشر على مساحات واسعة ,ويكسب بعضها الماء لوناً أحمر, ,ويعتبر الماء ملوثاً عندما يتغير تركيب عناصره أو تتغير حالته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ,وكذلك ما يطرأ على الخصائص الكيميائية و البيولوجية التي تجعل الماء غير صالح للشرب أو للاستهلاك المنزلي ..ويمكن إجمال ملوثات الماء الناتجة عن النشاطات البشرية بالتالي:التلوث الحراري:
يحدث التلوث الحراري للماء نتيجة قذف مياه التبريد المستعملة في محطات الطاقة الكهربائية و المصانع وغيرها ,في المسطحات المائية مما ينجم عنها تغيير الخواص الطبيعية للماء و تأثر كافة نشاطات الكائنات الحية المائية ,وهذا ينعكس على الكائنات الحيوانية التي تعيش في الماء و بالتالي على الإنسان .
التلوث بالنفط:
ظاهرة تلوث المياه بالنفط ظاهرة حديثة لم يعرفها الإنسان إلا في النصف الثاني من القرن الماضي, وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تلوث المياه بالنفط و أهمها :
– حوادث ناقلات البترول
– استثمار النفط في عرض البحر
– النفايات و المخلفات النفطية التي تلقيها ناقلات النفط
– مصافي النفط
و يظهر تأثير النفط على تلوث الماء من خلال تشكيل طبقة عازلة تعيق التبادل الغازي بين الهواء و الماء ,مما يجعل عملية التشبع بالأوكسجين عملية صعبة تؤثر على حياة الكائنات الحية الحيوانية و النباتية
التلوث بالمخلفات الصناعية :
يعتبر تلوث الماء بالمواد المختلفة الناتجة عن الصناعات المتعددة واحداً من أهم المشكلات المقلقة التي تواجه الإنسان ,وتأتي هذه الخطورة من خلال
– كثرة مثل هذه المواد الضارة
– عدد كبير من هذه المواد قابلة للتراكم في أجسام الكائنات الحية
– هذه الملوثات وخاصة القابلة للذوبان أو المعلقة في الماء تؤثر بصورة ضارة على نمو وتكاثر معظم الكائنات المائية النباتية و الحيوانية
التلوث بالمبيدات :
رغم الخطورة الشديدة لاستعمال المبيدات الحشرية على الأشجار و الخضار وخاصة الجهازي منها على الإنسان ,فإنها أيضاً بدأت تصل إلى المياه عن طريق ري التربة الزراعية المحتوية على بقايا المبيدات التي تتسرب في مياه الري وتصل إلى المسطحات المائية
التلوث بمياه الصرف الصحي :
يصحب إلقاء مياه الصرف الصحي في المسطحات المائية زيادة الملوثات في تلك المسطحات ومن ثم تلوث التربة و المياه الجوفية إلى جانب التأثير السلبي على الكائنات الحية وحدوث مشاكل مرضية لذا يفضل أن لاتزيد نسبة مياه الصرف الصحي التي تلقى في الأنهار عن جزء واحد من مياه الصرف الصحي لكل (70) جزءاً من مياه النهر, ويمكن خفض هذه النسبة إلى واحد لكل (40) إذا تمت معالجة مياه الصرف الصحي
التلوث بالمخصبات الزراعية :
عند استخدام الأسمدة الزراعية بطريقة عشوائية فإن قسماً من هذه الأسمدة يبقى في التربة وعند ري التربة المحتوية على الأسمدة الزائدة ,فإن هذا القسم يذوب في الماء و يصل في نهاية الأمر إلى المياه الجوفية و يلوثها .
التلوث بمركبات الفوسفور:
تعتبر مركبات الفوسفور من المركبات الهامة التي تلوث مياه المجاري المائية ,وهي مركبات ثابتة من الناحية الكيميائية وتبقى آثارها في التربة زمناً طويلاً لايمكن التخلص منها بسهولة ,وتتصف بأثرها السام لكل من الإنسان و الحيوان كما تسبب زيادة نسبة مركبات الفوسفور في مياه البحيرات ,بحدوث نمو زائد بالطحالب و النباتات المائية الأخرى,كما هو الحال في بحيرة قطينة نتيجة تأثرها بملوثات معامل الأسمدة ,وكذلك في عين التنور لإحطاتها بالأراضي الزراعية التي يكثر فيها استعمال الأسمدة.
التلوث بمركبات النترات:
يمثل وجود مركبات النترات في ماء الشرب أو في طعام الإنسان خطورة على الصحة العامة ,ويأتي التلوث بها إما من الإسراف في استخدام الأسمدة المحتوية على النتروجين أو من وجودها بنسبة عالية في بعض النباتات التي تستعمل في طعام الإنسان.
الاجراءات الضرورية لوقاية الماء من التلوث :
وتهدف هذه الاجراءات إلى الإبقاء على الماء في حالة كيميائية وطبيعية وبيولوجية بحيث لا تسبب ضرراً للإنسان و الحيوان و النبات و أهمها:
– بناء المنشآت اللازمة لمعالجة المياه الصناعية الملوثة ومياه الصرف الصحي قبل صرفها إلى المسطحات المائية
– مراقبة المسطحات المائية المغلقة أو شبه المغلقة كالبحيرات
– حماية فوهات الينابيع من خطر التلوث من خلال بناء حجرة إسمنتية فوق مخرج الماء
– وضع المواصفات الخاصة التي يجب توفرها في المياه تبعاً للغاية المستخدمة من أجلها, أي لا بد من توفر مواصفات خاصة لمياه الشرب و أخرى للمياه المستخدمة في السباحة و الزراعة
– الاهتمام الشديد بمياه الأنهار و شبكات الري و الصرف و البحيرات و المياه الساحلية ورصد كافة الإمكانيات لحمايتها من التلوث الكيميائي و خاصة المواد الكيميائية و السامة التي تتراكم في أنسجة الكائنات الحية
– تدعيم و توسيع عمل مخابر التحاليل الكيميائية و الحيوية الخاصة بمراقبة تلوث الماء و القيام بتحاليل دورية للمياه للوقوف على نوعيتها…