أعلنت ناسا عن رؤية جديدة مثيرة للرحلات الفضائية في المستقبل، تتمثل بعودة البشر إلى القمر بحلول عام 2020 في إطار تحضيري يمهد لزيارة كوكب المريخ وربما الكواكب الأبعد منه، وتعتبر البعثات التي يقوم البشر بإرسالها للقمر ضرورية لاستكشاف العوالم البعيدة، كون الإقامة على القمر لفترة طويلة، تتيح للبشر بناء التجارب والخبرات اللازمة للبعثات الفضائية التي سيتم ارسالها إلى الكواكب الأخرى البعيدة ولمدة طويلة، كما يمكن أيضاً أن يتم استخدم القمر كقاعدة متقدمة للعمليات الفضائية، حيث يكتسب البشر المهارات اللازمة لتجديد إمداداتهم الأساسية، مثل تصنيع وقود الصواريخ والأوكسيجين، من المواد المحلية التي توجد على الكوكب، وهذه كلها مهارات ضرورية للتوسع المستقبلي للوجود البشري في مناطق أعمق من الفضاء.
إن برنامج ناسا الفضائي المسمى بـ(Constellation Program) له أهداف علمية قريبة المدى، فعلى الرغم من أن الإنسان زار القمر مسبقاً، إلّا أن القمر (وهو الجار الفضائي الأقرب إلينا) ما يزال يحمل العديد من الأسرار التي تنتظر أن يتم استكشافها، بما في ذلك التحقيق في موضوع وجود الجليد المائي قرب قطبي القمر، والجدير بالذكر أنه سيتم ارسال روبوتات آلية استطلاعية تسبق البعثة البشرية المستقبلية إلى القمر، وذلك لاستكشاف مواقع الهبوط الأكثر ملائمة لرواد الفضاء، فمثلاً يعتبر القطب الجنوبي للقمر من المواقع المهمة بشكل خاصة لأنه غني بالهيدروجين ويمكن أن يكون موطناً للماء المتجمد على سطح القمر.
قام طاقم مركبة الاستكشاف (أوريون) بمحاكاة تصميم مركبة (أبولو) الأصلية، ولكنهم أجروا بعض التحديثات في أنظمة مركبة (أوريون) بإدخال بعض التكنولوجيات الحديثة إليها، حيث أن الكبسولات الجديدة ستكون أكبر من حيث الحجم من كبسولة (أبولو)، وسعة وحدة التخزين في المركبة الجديدة تصل لثلاثة أضعاف سعة تخزين مركبة (ابولو)،كما أن هذه المركبة قادرة على استيعاب طاقم يتألف من أربعة أشخاص.
إن التصميم المعتمد لكبسولة (أوريون) يجعلها تبدو أكثر موثوقية وأماناً لاستكشاف الفضاء في الرحلات المستقبلية من تصاميم المركبات الفضائية المتبعة حالياً، حيث ستنطلق كبسولة (أوريون) من منصة صاروخ يشبه صاروخ (أبولو)، ، وبمجرد تمركز مركبة (أوريون) في الفضاء ستبدأ بأخذ رواد الفضاء من وإلى محطة الفضاء الدولية، كما إنها ستسمح لهم أيضاً بدخول المدار القمري، آخذة بذلك موضعاً يسمح لرواد الفضاء بزيارة سطح القمر بشكل متكرر.
سيكون بالإمكان إعادة استخدام كبسولة (أوريون) حتى عشرة مرات، حيث سيتم استعمال المظلة الموجهة لهبوط هذه المركبة على سطح الأرض، بدلاً من هبوط الكبسولة عشوائياً في المحيط، وفي السنوات التي ستلي عام 2020، قد يتم استخدام قطع هذه المركبة الفضائية في المركبات التي سيتم تصميمها لاحقاً لإيصال أول بعثة بشرية إلى الكوكب الأحمر.