المِرِّيخ (Mars مارس) هو الكوكب الرابع في البعد عن الشمس في النظام الشمسي، وهو الجار الخارجي للأرض، وهو من الكواكب الصخرية، ويعتبر أحد الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض).
بفضل التكنولوجيا المتوفرة حالياً أصبح بإمكان الإنسان القيام بكل ما يحلم به، وإنطلاقاً من هذه الفكرة، تقوم حالياً مؤسسة (Mars One) أو المريخ واحد، وهي مؤسسة غير ربحية خاصة بالرحلات الفضائية يقع مقرها في هولندا، بالتخطيط لإنشاء مستعمرات بشرية على سطح المريخ تستقر بشكل دائم، حيث تقوم خطة البعثة على إرسال المهام الاستطلاعية، وأقمار للاتصالات، ومركبتين والعديد من بعثات البضائع إلى المريخ أولاً، حيث ستقوم هذه البعثات بإنشاء بؤرة استيطانية على المريخ كي يتمكن الطاقم البشري الذي سيحط على سطح المريخ من العيش والعمل من خلالها، ويشمل تصميم المهمة توسيع المستوطنة البشرية بحيث يتم إرسال أربعة أشخاص من أفراد الطاقم كل سنتين، وقد بدأ التسجيل على هذه الرحلات من قبل رواد الفضاء منذ عام 2013، حيث سيتم تدريب 40 شخصاً من جميع أنحاء العالم للتأقلم على بيئة المريخ، حتى وصل عدد المتقدمين إلى 200,000 رائد فضاء، ومن المقرر أن تنطلق الرحلات البشرية ابتداءً من عام2024 ، وسيتم اطلاق أول رحلة غير مأهولة في عام 2018.
الاستيطان البشري للمريخ سيكون بمثابة قفزة مهمة للبشرية، حيث يعتبر المريخ بمثابة نقطة انطلاق للجنس البشري في رحلتهم إلى الكون، كما أن المستوطنات البشرية على كوكب المريخ ستساعدنا على فهم أصول النظام الشمسي، وأصل الحياة ومكاننا في الكون.
تقوم الخطة الافتراضية للمهمة بإرسال الروبوتات الأولية في عام 2016، ومن ثم نقل أول المستعمرين البشريين إلى المريخ في عام 2023، وذلك بعد رحلة ستستمر لسبعة أشهر، لينضم إليهم فرق أخرى كل سنتين، حتى يصل عدد القادمين إلى المريخ بحلول عام 2033 إلى أكثر من عشرين شخصاً يعيشون ويعملون على سطحه.
قامت (Mars One) بالإعلان عن المشروع في تموز 2012، وفي نيسان 2013 أعلنت الشركة عن بحثها عن متطوعين لارسالهم إلى المريخ، أما في عام 2015 فسيتم الإعلان عن الأشخاص الذين سيتم اختيارهم وسيتم البدأ بتدريبهم حتى انطلاق الرحلة في عام 2024، وفي عام 2016 سيتم إرسال 25 ألف كغ من الطعام إلى جانب قمر صناعي، بينما سيتم ارسال مركبة استكشافية عام 2018 لسطح المريخ للبحث عن أفضل الأماكن الممكنة للاستقرار على سطح الكوكب، وما بين عامي 2021 و2023 ستكون كافة المؤن المطلوبة قد وصلت بالإضافة إلى مركبة استكشافية أخرى، وسيتم إرسال الآلات اللازمة لتصنيع المياه والأكسجين وصنع مناخ مشابه للمناخ الأرضي على سطح المريخ، ومن بعدها ستنطلق أولى الرحلات البشرية في 14 أيلول 2024 وعلى متنها 4 اشخاص، ومن المقرر أن تصل البعثة في عام 2025 حيث سيقوم الرواد ببناء مستوطنة، ريثما تصل دفعة الثانية من السكان في عام 2027 والذين سيجلبون معهم بدورهم معدات وأدوات للاستقرار، حتى يصل عدد الرواد المستوطنين على سطح المريخ في عام 2033 إلى أكثر من 20 شخصاً.
تم بناء هذه الخطة اعتماداً على التكنولوجيات المتاحة من قبل الموردين المعتمدين، وذلك لأن (Mars One) ليست شركة ملاحة فضائية ولا تستطيع تصنيع الأجهزة اللازمة لهذه المهمة، لذلك سيتم تأمين جميع معدات البعثة من قبل ثلاث موردين، وتتطلب البعثة العديد من المعدات الأساسية، فأولاً سيكون هناك حاجة لإنشاء محاكاة للقاعدة الأمامية، ومركبات للعبور إلى المريخ التي ستنقل رواد الفضاء من الأرض إلى المريخ في رحلة قد تستغرق سبعة أشهر، وستكون مركبات العبور مؤلفة من قسمين الأول للهبوط والثاني للعيش فيه أثناء الإنتقال، كما وسيتم ارسال مركبتين فضائيتين نقالتين (Rovers) للبحث عن أنسب نقطة ليتم إنشاء المستوطنة عليها، وسيتم توفير بزات (بدلات) مريخية للرواد مخصصة لجعل رواد الفضاء يتأقلمون مع جو المريخ، علماً أن سكان المريخ ليسوا مجبرين على ارتداء البزات الفضائية طوال الوقت، كونهم يستطيعون ارتداء الألبسة العادية داخل المستوطنة، أما إذا أرادوا مغادرة المستوطنة فسيكون عليهم ارتداء بدلات المريخ الخاصة، وأخيراً سيتم تزويد البعثة بنظام خاص للاتصالات مؤلف من قمرين صناعيين ومحطات أرضية للاتصالات تبنى على سطح الكوكب.
بعد وصول المستوطنين الجدد إلى سطح المريخ، سيعيشون داخل مسكن خاص يعمل بطاقة ستوفرها بطاريات شمسية، أما فيما يخص الماء فستتم معالجته واستخدامه أكثر من مرة، كما أنه من المقرر أن يعمل الطاقم على زراعة بعض النباتات ليقتاتوا منها، وستتم مطالبة رواد الفضاء بتقديم تقارير روتينية يومية عن الحياة على المريخ، مما سيوفر الإجابات على العديد من الأسئلة المثيرة للاهتمام مثل ما هو شعور الشخص الذي يعيش على المريخ وكيفية الحياة هناك، وربما ستكون هذه التقارير بمثابة حافز للأشخاص الذين يعيشون على الأرض ليتقدموا بطلبات للسفر إلى المريخ لتجربة طبيعة الحياة هناك .
إن إرسال البشر إلى المريخ هو مشروع استثنائي بكل المقاييس، ولكنه يحمل العديد من المخاطر والتحديات، لذلك سيتم اختبار المسبار المريخي ثمانية مرات قبل هبوطه بالطاقم الأول على سطح المريخ فعلياً، وذلك عن طريق استخدام مركبات محاكية للأصل، كما وسيتم اختبار قوة تحمل جميع المعدات، وإمكانية إصلاحها باستخدام المعدات المتوفرة لرواد الفضاء على سطح المريخ.
في الحقيقة فإن الأمور المقلقة لـ(Mars One) تتمثل بأمرين أساسين، وهي خسارة أحد الأرواح البشرية أولاً وتخطي التكلفة الأساسية ثانياً، حيث أن استكشاف الإنسان للفضاء مايزال يشكل خطراً على جميع المستويات، فحتى بعد أكثر من خمسين عاماً على سفر البشر من الأرض إلى الفضاء، ما تزال مخاطر الرحلات الفضائية مشابهة لمخاطر تسلق جبل ايفرست، وما يزيد المسألة صعوبة هو امتلاك المريخ لبيئة صعبة للغاية، بحيث قد يؤدي حدوث أي خطأ صغير في المهمة أو حصول حادث ما، إلى فشل كبير في المهمة، أو إصابة أحد أفراد الطاقم، أو حتى موت أحدهم، لذلك يجب على كل عنصر مشارك في هذه البعثة أن يعمل بكفاءة عالية جداً، وإلّا قد تتعرض حياة الفريق بأكمله للخطر.