تقوم جامعة Singularity بمؤتمر عالمي سنويا يتحدث عن مستقبل التقنية والابتكار في العالم ويعرض أثر أحدث التقنيات بكافة جوانبها العلمية والمجتمعية بجانب الحديث عن كيفية مواكبة التسارع الذي تشهده تقنيات العالم ومستقبل العمل والمجتمعات البشرية ضمن عجلة التقنية الحديثة.
افتتاحية المؤتمر
تواجدت مجلة نقطة العلمية لتغطية المؤتمر كالمؤسسة العربية الوحيدة المدعوة من منطقة الشرق, سنتحدث لكم في هذا التقرير عن بعض محاضرات المؤتمر بشكل تفصيلي لكي نقدم لكم صورة كاملة عن المؤتمر للاستفادة منه, فقد بدأ اليوم الأول بمحاضرات تمهيدية عن التطور الأسي ذكر من خلالها أهمية الذكاء الصنعي والبيانات المصنفة كنوع جديد من الذهب بل وحتى كيف سيؤثر هذا على الإقتصاد العالمي ,وقد تم الحديث في جلسة مليئة بالمعلومات والرؤى المستقبلية عن تقنيات BlockChain وفوائدها وكيف يمكن استخدامه من قبل البنوك والمؤسسات الخيرية ,ومن ثم انتقل الحديث للطاقة المتجددة الحديثة وكيف أثرت على العالم من خلال تقليص سعر الطاقة المستهلكة وحتى تأثيرها على طبقة الأوزون ,ومن ثم الحديث للتقنيات الحديثة التي يمكن استخدامها في المجال الطبي و كيف يمكن أن تؤثر على حياة البشر وتزيد من العمر, و من ثم تم الحديث عن الطباعة الثلاثية الأبعاد ومستقبلها وعلاقتها بالبشر وكيف يمكن أن يتم صناعة الكثير من المنتجات بسهولة من خلالها و في النهاية تم الحديث عن الحوسبة الكمومية وتأثيرها على المناهج الرياضية وحتى الذكاء الصنعي في العصر الحالي حيث أن معادلاتها الرياضية المستخدمة فيها تختلف عن المعادلات الرياضية المستخدمة في الحاسب العادي وبهذا قد اختتمت أول جلسة تمهيدية مكثفة في اليوم الأول ليبدأ بعدها العرض الرئيسي في المنصة الرئيسية.
الجلسة الرئيسية وكلمة المؤسس
تحدثت أول محاضرة عن صناعة المستقبل من قبل مؤسس الجامعة من خلال تطرقه للكثير من المواضيع الشيقة وشرح فيها عن العلاقات المشتركة بين التقنيات والتفكير, حيث قام بشرح كيف أن طريقة التفكير ورؤية المعضلة قد تكون أهم من التقنية نفسها أو من مستقبل التقنية حيث أنها ستوسع لنا أفقنا ومداركنا لرؤية العالم من منظور تخيلي أكبر, وذلك بسبب وجود إمكانية للتطور عبر المعضلة بشكل أفضل من التطور في المحور النظري فقط أو حتى التقني, ومن ثم انتقل للحديث عن عن مستقبل التقنيات والعلوم حيث أن العالم سيحصل على وفرة كثيرة في المعلومات ويمكن للإنسان أن يجيب على أي سؤال بسرعة شديدة جدا من خلال هاتفه أو حتى الحديث مع المساعد الشخصي الخاص به, وبجانب هذا الأمر فإن البشر والأشياء ستكون متصلة سوية وسيكون هناك طريقة
للإستفادة من المعلومات المقدمة من قبل الأشياء الجامدة كالثلاجة وأضواء المنزل.
بجانب الحديث عن الأشياء فقد تحدث عن توفر التقنيات لكافة البشر في السيارات ومواصلات النقل العامة وسهولة الوصول لها, وعن إمكانية دمج الذكاء البشري مع الذكاء الصنعي من خلال مفاهيم تحدثنا فيها في مقالة سابقة , و من ثم زيادة للموارد الصحية مما يشكل علاقة طردية مع العمر وزيادته والحصول على حياة أفضل للبشرية وقد استدل بالكثير من البيانات والعروض التوضيحية ليظهر لنا تسارع التقنيات مع ارتباطها الوثيق بالحصول على حياة أفضل للبشر.
إلا أنه للأسف ذكر أن على الرغم من التطور السريع من حولنا إلا أن البشر غير مستشعرين بها بعد للأسف.
آخر ما وصلت له ريادة الأعمال ومستقبل التقنية و الابتكار
بعد كلمة المؤسس قام (Naveen Jain) بالحديث عن ريادة الأعمال وآخر مستجداته ومن أهم ما ذكر أنه يجب علينا رؤية العالم التي نتخيله ونعيش لأجله ومن ثم أن نقوم بالعمل من أجله و نثابر لهذا وقد وصف فكرة التخيل والعمل أنها هي العنصر الرئيسي لريادة الأعمال, وكيف أن رائد الأعمال هو ذاك الشخص المغامر الذي يتحدى حدود الموجود للعمل من أجل المستقبل.
وقدم نصيحة للعامة مضمونها: احلم بشكل كبير كي تتمكن من القيام بما تريده, ولكن الأهم من الحلم نفسه هو ربط الحلم بهدف سامي كمساعدة البشر فيمكن لك سؤال نفسك: هل سيفيد عملي ومشروعي هذا ملايين البشر؟ هل أنا مستمع به؟
و قد ذكر كيف أن الناجحين كانوا قد ذاقوا الأمرين حتى وصلوا لمرادهم فمشاريعهم لم تكن وليدة اللحظة ولم تأتي دون جهد يبذل, وقد ختم حديثه عن أهمية رؤية المعضلات الكبرى والعمل عليها لمساعدة البشر بجانب أهمية نظرتنا للأمور بشكل إبداعي ومختلف لنتمكن من الوصول لنتائج مختلفة عن بقية البشر.
بعد هذه المحاضرة قامت (Amy Nelson) بالحديث عن النساء في العمل وتأثيرهم على سوق العمل إيجابا, مع ذكر العديد من الإحصائيات عن القوة الخاصة بهم وتأثيرهم على الاقتصاد للمدى الطويل, اختتمت الجلسة بكلمة ( Paola Santana) عن مستقبل المؤسسات الحكومية وربطها بالذكاء الصنعي وكيف يمكن لها أن تصنع مستقبلا أسهل وأفضل للدولة والمواطنين فيها مع طرح عدة أمثلة عالمية وبهذه المحاضرة انتهت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر و بدأ بعدها الحديث عن قيادة المؤسسات.
قيادة المؤسسات ومستقبل التقنية و الابتكار
بدأ المسار بالحديث عن قيادة المؤسسات وعن أهميتها في الوقت الراهن ومستقبله بالمقارنة مع التقنيات الحديثة وكيف أن التفكير يعتبر أهم وأكثر تأثيرا من التقنية نفسها وقد تناول المسار عدة محاور رئيسية منها التفكير التصميمي والابتكار الأسي والمنصات والنظم البيئية والتحول الأسي وآليات قيادة المؤسسات في العصر الحالي نستعرض هنا بعض المقتطفات من هذه المحاور.
بدأ المسار بحديث (Erik Anderson) عن القيادة ومعانيها و كيف أن كلمة قيادة نفسها لا يوجد تعريف واضح لها بسبب اختلاف وجهات النظر الخاصة بها. و قد تحدث عن أهمية استخدام نموذج واضح لتحسين العمل حيث أن النموذج الواضح يسهل إظهار هيكلية العمل والتواصل مما يؤدي لتحسين اتخاذ القرارات.
وقد استمر بالحديث عن معنى النموذج و رسالة وثقافة ورؤية الشركة حيث شرح أهمية كل عنصر من العناصر السابقة وقام بالحديث عن التصميم والتقنية وقيمة العمل بشكل تفصيلي, و من ثم تحدث عن كيف تبدأ هذه النماذج وذلك من خلال دمج بين الخبرة والبيانات والرؤية والمقارنة وحتى الخيال الخاص بالمدراء, وقد تحدث عن حقيقة فهم النموذج بعد تصميمه و أهمية مراجعته المستمرة من خلال عجلة: الرؤى الجديدة ومن ثم التغيير والتنفيذ والعودة للمراجعة من جديد ,و بهذا الشكل تحدث عن نموذج العمل القيادي المتكامل وقدم بعض النصائح الخاصة به.
مستقبل التقنية و الابتكار
تحدث (Nick Davis) عن إدارة الابتكار من خلال رؤية المستقبل وتخيل مستقبل أفضل للشركة وقد استقطب بالحديث عن أهمية التواصل مع العميل للوصول لما يريده في المستقبل وتصميم منتجات تكون أكثر مناسبة للسوق وما يفضله العميل.
و قد ذكر كيف أن البشر هم أحد أهم العوامل للابتكار من خلال التفكير والخيال وكيف أنهم يمكنهم من تطويع التقنيات لصالح غاياتهم وأهدافهم المستقبلية من خلال التركيز على المعضلات العالمية الكبرى والسعي للتأثير عليها.
ومن ثم انتقل للحديث عن النموذج العملي الابتكاري حيث أنه يركز على عدة عوامل منها : التسارع الأسي للتقنيات و التركيز على العميل ونتائج المشاريع ومخرجاتها و التجارب العملية من خلال نماذج العمل الأولية والتفكير الإيجابي أن المشروع جيد حتى يثبت العكس, وتوسع بعدها في الحديث عن التفكير الإبتكاري للبشر ,حيث أن أهم ما يقود التفكير الإيجابي للبشر هو الرغبة في الاستكشاف والفضول وسبطرة الأفكار عليه و أهمية بعض الصفات البشرية كالصبر على النتائج والتفكير المنتظم, وقد تحدث كيف أن الابتكار يتكون بسبب نوع من العشوائية والتنوع الكبير في الأفكار.
انتقال المؤسسات
تحدثت (Charlene Li) عن كيفية تواجد التقنيات وذهابها عبر الزمن وكيف أن على المؤسسات التركيز أكثر على العلاقات الداخلية والعلاقات فيما بينها وبين عملائها بسبب استمراريتها مع الزمن حيث أنهم المصدر الرئيسي لدخل الشركات ,و قد ضربت مثال ذلك من خلال شركة أدوبي فقد انتقلت لتقنية السحاب وانخفض دخلها السنوي إلا أن سعر أسهمها في السوق ارتفع بسبب تحسين وتوطيد علاقتها مع عملائها, و قد تحدثت عن أهمية الانتقال المستمر بين الثبات والتغيير من خلال عدة عمليات تغيير سريعة وبسيطة ودائمة مع الزمن وقد ذكرت أهمية الالتفات للمستقبل للتركيز على العميل المستقبلي وليس الحالي.
حضر المنصة فيما بعدها (John Hagel) للحديث عن النظم المجتمعية والمنصات الخاصة بالبشر وأهميتها على عجلة الابتكار من خلال ذكره أن لكل مجتمع نظامين: الثابت والمتحرك ,وقد طرح أهمية تواجد مجموعة مترابطة من البشر للنظام المتحرك, ممن يتواصلون فيما بينهم ويقوموا بتحفيز أنفسهم ومشاركة أنشطتهم سوية وقد استخدم الرياضات الخطيرة كمثال على ذلك فعلى الرغم من اعتبارها رياضيات فردية إلا أنه يتواجد مع كل رياضي فريق كامل من الرياضيين يقوموا بالتواصل فيما بينهم ومشاركة أنشطتهم سوية بل وحتى تحدي بعضهم البعض عند وجود كل جديد, وهذا هو سبب النجاح الخاص به من خلال مشاركتهم أفكارهم ونتاج أعمالهم سوية.
بجانب هؤلاء المتحدثين تواجد ( David Roberts) للحديث عن القيادة والتاثير والأهداف الملهمة الشيقة للبشر من خلال وضع أهداف صعبة المنال وذات قيمة للمجتمع العلمي للعمل عليها , حيث أنه ذكر عدة أمثلة لذلك من خلال عالم الطيران و كيف أن أول طائرة كانت نوعا من ضرب الخيال في العالم ولكنها أتت بجهد عظيم للأخوين رايت بعد عملهم على حل المسائل الرياضية والفيزيائية للطيران.
في الختام نذكر أن المؤتمر يقام بشكل سنوي للحديث عن آخر التقنيات وأهميتها على البشر ونلاحظ هنا أن اليوم الأول تحدث بشكل كبير عن الجانب البشري في التقدم التقني وأهمية الأفكار مقابل الآلات والتقنيات حيث أنها تعتبر الركاز الرئيسي لكل تقنية وعمل مؤثر, فما فائدة وجود تقنية متطورة لا تجلب للبشر أي خير أوفائدة؟
تغطية مجلة نقطة العلمية لمؤتمر SU Global Summit