بعد ان إخترع البلجيكي إتيان لِنوار Etienne Lenoir ( 1822 – 1900 ) اول محرك إحتراق داخلي في عام 1860 ، إستطاع كارل بنز Karl Benz ( 1844 – 1929 ) ان يقوم بتطوير محرك يعمل وفق معايير محرك الإحتراق الداخلي ولكنه كان عملياً أكثر وأخف وزناً .. كان ذلك في عام 1885 . وبذلك المحرك تم صُنع السيارة الأولى ومنذ ذلك الحين حتى يومنا هذا وكل السيارات التي نراها تعمل على اسس محرك الإحتراق الداخلي.
تعتمد محركات الإحتراق الداخلي على إحراق الوقود داخل أسطوانة خاصة بداخل المحرك وبذلك الإحترام يتم إنتاج طاقة حرارية عالية جدا .. لتتحول في مرحلة بعدها إلى طاقة ميكانيكة ( حركية ) وهي التي تنتقل عبر نظام ميكانيكي لتحرك العجلات ،، كل هذا يحصل في ظل قوانين فيزيائية وكيميائية .. وتعتمد بشكل أساسي على علم الديناميكا الحرارية او ما يسمى بالتيرموديناميكا .
عملية الإحتراق .. وكيف تكون ؟في معظم المحركات المستخدمة في السيارات المستعملة في ايامنا هذا تتألف طريقة عمل المحرك من اربعة اشواط كل شوط منها لا يقل أهمية عن غيره فلكل وظيفته التي تكون سببا في حركة السيارة .
الشوط الأولى : ويُدعى بشوط السحب او Intake ويُدعى بهذا الإسم لأن فيه يتم دخول المزيج الوقودي المتألف من الوقود والهواء عن طرق صمامات السحب ومن ثم يدخل هذا المزيج إلى الأسطوانة . حالة المكبس : يكون في حالة نزول إلى الأسفل.الشوط الثاني : ويدعى بشوط الضغط لأن فيه يتم ضغط المزيج الوقودي المتواجد داخل الأسطوانة ويحصل هذا الضغط نتيجة صعود المكبس إلى الأعلى متأثرا بحركة الجذافة التي تحرك عامود المرافق وعامود المرافق يحرك المكابس . نسبة الضغط : يتم ضغط المزيح حتى تُسع حجمه .
الشوط الثالث : ويدعى بشوط القدرة او الشُغل .. وفيه تتم عملية إحتراق ولا بد وان يكون المكبس في الأعلى عند حصول الإحتراق ( طاقة حرارية عالية جدا ) ليبدا المكبس بالنزول مُحدثا طاقة حركية تؤدي إلى استمرارية الحركة .
الشوط الرابع : ويسمى العادم ، فبعد عملية الإحتراق فإن الغازات تفقد ميزاتها الكيميائية التي كانت قبل الإحتراق وإستمرار وجودها في المحرك يعطل العملية الميكانيكية ، وهنا يكون المكبس في حالة صعود ويفتح صمام العادم لتخرج منه جميع الغازات المحترقة.
هذا الأشواط الأربع تحصل في أجزاء من الثانية ، وخلال عمل المحرك تتكرر هذه العملية ملايين المرات ، وتكرارها هو الذي يؤدي إلى الحركة التي نريدها .