في العديد من دورات المياه العامة، نجد أنفسنا أمام خيارين، إما استخدام المناشف الورقية أو مجففات الأيدي الكهربائية، إلّا أن دراسة جديدة صادرة عن إنجلترا تشير إلى أن المناشف الورقية قد تكون الخيار الأكثر صحة، فقد أظهرت الدراسة أنه حين تقوم المجففات الكهربائية بإزالة الرطوبة من أيدي المستخدمين، فإنها تقذف بالبكتيريا أيضاً في الهواء وعلى الأشخاص الذين يستخدمونها.
إن مجففات اليدين الكهربائية سواءً التي تعمل بالطريقة التقليدية (الهواء الحار) أو بتقنية الدفع الهوائي، تعمل على نشر البكتيريا في الهواء، حيث أشارت الدراسة أن تعداد الجراثيم المحمولة في الهواء التي تم العثور عليها بالقرب من مجففات الهواء الحار، كانت أعلى بـ 4.5 مرات من تلك التي توجد بالقرب من المناشف الورقية، كما وكان تعدادها بالقرب من مجففات الدفع الهوائي أعلى بـ 27 مرة.
مجففات الدفع الهوائي تعمل بشكل جيد على تجفيف اليدين، إلّا أنها تقوم بذلك من خلال دفع الهواء لسرعة تصل إلى نحو 400 ميل في الساعة، وهذا للأسف يعني أن قطرات الماء المتناثرة (التي تحتوي أعداداً من البكتيريا أو الفيروسات وذلك اعتماداً على كيفية غسل اليدين ومدى تلوثهما في المقام الأول) سيتم إطلاقها لمسافات طويل، كما أن بعضاً منها سيظل معلقاً في الهواء لعدة دقائق (وربما لساعات).
من أجل إجراء هذه الدراسة، قام الباحثون بتلويث أيدي المشاركين ببكتيريا غير ضارة تدعى (Lactobacillis) لا توجد عادة في الحمامات، ثم قاسوا مستويات تواجد هذه البكتيريا في الهواء على مسافات تصل إلى مترين بعيداً عن مكان تموضع المجفف بعد أن قام المشاركين بتجفيف أيديهم.
على الرغم من أن نتائج البحث لم تثبت أن تواجد الجراثيم على تلك المسافة يمكن أن يتسبب بحدوث الأمراض، إلّا أنها في الوقت ذاته تشير إلى أن هذا ممكن الحدوث، حيث أشار البروفيسور (مارك ويلكوكس)، وهو أستاذ في علم الأحياء الدقيقة الطبية في جامعة ليدز، أن نتائج هذا البحث تعني أن المجففات الكهربائية ينبغي أن لا يتم وضعها في أماكن يشكل فيها انتقال المكروبات خطراً على الأشخاص، مثل المستشفيات والسفن السياحية و العيادات…الخ.
هذه النتائج تأتي متطابقة مع ما جاء في دراسة تم نشرها في عام 2012، والتي أجرت مقارنة ما بين المناشف الورقية ومجففات الأيدي الكهربائية، حيث جاء فيها أنه من وجهة نظر الصحة العامة، فإن المناشف الورقية تفوقت على مجففات الهواء الكهربائية، وبالتالي فإنه ينبغي أن يوصى باستخدام المناشف الورقية في الأماكن التي تكون فيها النظافة أمر بالغ الأهمية، مثل المستشفيات والعيادات .
بطبيعة الحال، فإن كيفية تجفيف اليدين لا تهم في حال كان الشخص لا يغسل يديه بشكل جيد في المقام الأول، فوفقاً لدراسة تم نشرها عام 2013، فإن 5٪ فقط من الأشخاص يقومون بغسل أيديهم بشكل صحيح بعد استخدام الحمام.