مبادرة الانتاج المعرفى

المعرفة هى أساس الانتاج الجيد والانطلاق نحو العالمية. بالمعرفة تستطيع أن تهيكل حياتك وتستفيد من كل المكونات الطبيعية المحيطة بك. وأهم أنواع المعرفة هى المعرفة المقترنة بالتطبيق كونها تؤدى بك الى الاستفادة بكامل جهدك ووقتك وحياتك كلها. ومن هنا عقدت المؤتمرات والاتفاقيات والبروتوكولات العلمية بين الكثير من المؤسسات المحلية والدولية. وفى مؤتمر التميز فى البحث العلمى: مستقبل الانتاج المعرفى فى مصر، الذى عقد فى رحاب فندق الماسة بالعاصمة الادارية الجديدة بمصر تحت رعاية معالى أ. د. وزير التعليم العالى والبحث العلمى وبالتعاون مع هيئة فولبرايت مصر، كان حديث معالى الوزير مع صفوة العلماء المختارين بالتصنيف العالمى لأفضل 2% من الباحثين المصريين على مستوى العالم طبقا لجامعة ستانفورد الأمريكية، يؤكد على أننا نسير فى الاتجاه الصحيح بخطى ثابتة وباهداف محددة. حيث جاء هذا المؤتمر معبرا عن التكريم المؤسسى لمدى تأثير ومجهودات هؤلاء العلماء، ولكن الجديد فى هذا المؤتمر أن هذا التكريم لم يكن فى صورته التقليدية القائمة على منح شهادات أو مكافأت معينة ولكنه كان تكريما من نوع خاص كونه انبثق من توضيح الأهداف الطموحة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى التى تقوم على تعزيز روح الانتاج غير التقليدى والذى يسمى ” الانتاج المعرفى”. كلمات دقيقة وعميقة اختارها بعناية وعبر عنها ووضحها معالى الوزير، حيث أكد على أهمية الانتاج واختص من بين كل أنواع الانتاج ” الانتاج المعرفى” موضحا أنه أساس أى انتاج كونه أساس كل من الانتاج الصناعى والزراعى والبيئى …ألخ اعتمادا على أن العلم والتعلم هما جوهر كل حضارة وبينان كل تقدم وتطور. وعلى الرغم من بساطة الكلمات الا انها كانت عظيمة الأثر فى النفس بل وفى كامل البينان البشرى لكل باحث يلتقط سمعه هذه الكلمات التى أكدت أن مصر التى تمتلك حضارة عظيمة، تمتلك من القوة والعزيمة والقدرة ما يمكنها من انتاج الاقتصاد المعرفى من خلال أبنائها أصحاب العقول المستنيرة. لم تكن الكلمات فضفاضة ولكنها كانت مركزة ومحدده نحو اهداف بعينها طرحت على صفوة علماء مصر مع مطالبتهم وتكليفهم بتوحيد جهودهم والتعمق فى أبحاثهم بما يؤدى الى دفع عجلة اقتصاد بلدهم مع ضرورة الانتقال وبسرعة الى مرحلة التطبيق والتى سوف تجد كامل الدعم من كل الجهات المعنية. لهذا لم يكن الحديث لفئة بعينها ولكنها كانت لكل علماء مصر من خلال هذه الفئة المختارة من العلماء على اعتبار أنهم سفراء بعلمهم وخبراتهم لبلدهم محليا ودوليا. ومن خلال المؤتمر تم عقد حلقات نقاشية فيما بين العلماء المختارين فى مجالات بحوثهم المختلفة للخروج بعدة أهداف سوف تتبناها هيئة فولبرايت بالتعاون الكامل وتحت مظلة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وبمتابعة بل وبمشاركة معالى الوزير من خلال مبادرة سوف يتم اطلاقها قريبا للربط وتوحيد جهود هؤلاء العلماء بالتعاون مع زملائهم الأخرين.   هذا المؤتمر أكد تأكيد فعليا أن هندسة التميز ليست بالبسيطة ولكنها تحتاج الى طريق طويل وجهد كثيف ووقت ممتد قد اجتزنا معظمه وكدنا نصل الى مرحلة جنى ثمار الانتاج المعرفى التى نرى أنها مرحلة السهل الممتنع لأن مرحلة التقاط الثمار دائما ما تحتاج الى تركيز ودقة حتى لا تتلف هذه الثمار.