تستعد دول كثيرة اليوم للحصول على نظام هايبرلوب الجديد، الذي يعدنا بتغير النقل في العالم بشكل كامل.
تعالوا نخبركم عن القصة وراء هذا الإختراع الذي يعدنا بأن يغير حياتنا إلى الأبد.
في العام ٢٠١٢ قام إيلون ماسك بعرض فكرته عن وسيلة نقل سريعة جدا، تتحدى نظام النقل الحالي وتتجاوز الأسباب التي تبطئ سرعة السيارات والقطارات.
رأى إيلون ماسك أن السيارات تعاني من الإحتكاك بالهواء، والإحتكاك بالأرض. كما أن كثرة الإشارات المرورية تجعل من حركة السير أصعب.
تخيل معي أن تخرج من منزلك في منطقة الزهرة في الرياض، إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ولا يعترض طريقك إشارة حمراء واحدة، أو حتى زحمة طرق. ( هذا ما تحصل عليه القطارات والطائرات أليس كذلك؟ )
لكن القطارات، ورغم سرعتها العالية جدا، لديها مشكلة كبيرة، فالإحتكاك يقلل سرعتها بشكل كبير، الإحتكاك بالسكة والإحتكاك بالهواء. مما يجعل حركتها أبطئ.
فكرة إيلون ماسك على عبقريتها لا تختلف كثيرا عما كان يعرف بـ atmospheric railway وهو قطار يعمل بضغط الهواء داخل إنبوب معدني ضخم عمل لمدة عام في 1847 ثم توقف بعدها لأسباب تقنية.
كيف تعمل هذه التقنية؟
تعتمد الفكرة على أنابيب مفرغة كلياً من الهواء، مغلقة من الطرفين، يكون داخلها حجرة أشبه بالطائرة. فبمجرد إكتمال تفريغ الأنابيب من الهواء كليا، تقوم التقنية برفع الحجرة التي تقل المسافرين أعلى قليلا من السكة الحديدية إما عبر وسائد هوائية، أو عبر موجات كهرومغناطيسي لتقذف بالمسافرين بعيدا، وبعيدا جدا.
في هذا الفيديو يمكنكم مشاهدة بعض التجارب الأولية الناجحة للهايبرلوب.
لماذا نعتمد على هايبرلوب – من الرياض إلى جدة خلال ساعة
عشرات الألف من الرحلات الداخلية تطير يومياً، فعلى سبيل المثال، عدد الرحلات في السعودية للعام 2017 حوالي ٧٤١ ألف رحلة جوية أقلت حوالي مئة مليون مسافر، أقلت حوالي 20 مليون شخص منهم رحلات داخلية.
ماذا لو كان بإمكان هؤلاء المسافرين إختصار رحلاتهم من ساعات إلى مجرد بضعة دقائق، فالرحلة من أبو ظبي إلى دبي تستغرق بالسيارة حوالي ساعة ونصف الساعة، بينما لا تستغرق بتقنية الهايبرلوب أكثر من ١٤ دقيقة.
تخيل إذا أن رحلة إلى الرياض من جدة، قد تستغرق ساعة وربع فقط، وتكون قد وصلت إلى وجهتك. فعلى الرغم أن هذا الوقت هو نفسه ما تستغرقه الطائرة تقريباً، إلا ان تعقيدات اجراءات المطار تزيد الأمر صعوبة وتجعل الرحلة تستغرق ثلاث ساعات بدل من ساعة واحدة.
Open Source – تقنيات مفتوحة المصدر
لم يكن إيلون ماسك يريد بشكل خاص أن يبدأ هو بالعمل على هايبرلوب. إذ أن مالك شركتي TESLA و SpaceX الشهرتين ليس لديه الكثير من الوقت للعمل على تقنيات جديدة.
وإصرار الرجل على أن يكون المشروع بأكمله مفتوح المصدر، تقوم به مجموعات مختلفة من الفرق الطلابية والشركات وغيرها في مناطق مختلفة من العالم. وينشرون نتائجهم ليستفيد منها اشخاص اخرون.
دفع ذلك عدداً أكبر من الشباب وأصحاب المبادرات للدخول في هذا المضمار، مما سمح بإنطلاق شركات ناشئة كثيرة تعمل على تطوير هذه التقنية.
ما دخل فرنسا؟
بدأت مطلع العام الجاري في فرنسا بناء المرحلة الأولى من هايبرلوب، والتي سيبغ طولها 320 متراً ستستخدم للإختبارات، بينما تُستكمل المرحلة الثانية وطولها كيلومتر كامل في نهاية العام القادم.