” الاختراع الحقيقي ليس استقراءً للماضي، إنه خطوة جديدة جريئة نحو المستقبل” ستانفورد أوفشنسكي.
الاختراعات عبارة عن معرفة انتقلت من حالة السكون إلى حالة الحركة، إنها تطبيق للمعرفة، وهي تهدف في كل أشكالها إلى تبسيط وتسهيل التعامل مع الحياة.
يختلف الاختراع Invention في المجال التقني عن الابداع Creative في مجالي الأدب والفن بأنه لا يحوي سوى العنصر الابتكاري الإنساني، بمعنى أنه موجود من قبل إنسان، في حين أن الإبداع في الأدب أو الفن فإنهما يحويان الكثير من القيم والأفكار والرؤى الإنسانية الخاصة (التي تعبّر عن ذات المبدع أو الفنان)، أو العامة (التي تعبّر عن الرؤية الجمالية والأخلاقية لهذا المجتمع أو ذاك).
لقد وجدنا من خلال استقراءنا وتتبعنا لمسيرة التقدم العلمي والتطور التكنولوجي (على مدى أكثر من عشرين عاماً) أن الاختراعات تظهر عندما تكون كافة العناصر المؤهلة لظهورها متاحة سواء من الناحية العلمية أو التقنية، وقد يقوم بها شخص من خارج الدائرتين العلمية والتقنية تماماً. وذلك لتملكه آلية التفكير الابداعية التي لا يمتلكها أفراد الدائرتين، مالئاً الفجوة التي أحدثتها التفرقة بين النظرية والتطبيق.
يرى الباحث الفرنسي جان أوزياس بأن ترويض الخيول قد أوحى إلى الفكر اليوناني – مثلاً- بأن الذكاء الفردي يعمل في كل مكان لخدمة أهم حاجات الإنسان الذي يكافح قوى الطبيعة، وقد أصبح التملك محركاً أيضاً بقدر ما أتاح ذلك ذكاء الأغراب. وكان ذلك عصر الاختراعات، ولن تلبث الإسكندرية أن تزدهر بالمهندسين والشعراء، إذ لهذين الأمرين الثقافيين جوهر واحد: لقد “اختُرِعَ الاخِتِراع“.
تعريف الاختراع
“لم أكن لأنجح في اختراعاتي لو لم أدرك حاجات البشر، كنت أرى ما يريده الناس ثم ابدأ بالاختراع” توماس أديسون.
لابد بدايةً من وضع تعريف محدد للاختراع بحيث يمكّن الدول من سن تشريعات وقوانين ناظمة لمنح براءات الاختراع على أساسه، لذلك سنورد فيما يأتي تعريفات بعض الدول للاختراع:
تعريف منظمة الوايبو:” هو فكرة جديدة تسمح عملياً بحل مشكلة معينة في مجال التكنولوجيا، وحتى تحظى أية فكرة بالحماية القانونية (أي تكون قابلة للحصول على براءة اختراع)، فإن معظم التشريعات الخاصة بالاختراعات تنص على أن تكون الفكرة أصيلة (أي لا يوجد أي دليل على نشرها أو استخدامها علناً في الماضي)، ويجب أن لا تكون بديهية (أي أنها لم تطرأ على ذهن أي متخصص في المجال الصناعي الذي تطبق فيه، فيما لو دعي هذا المتخصص لإيجاد حل للمشكلة التي حلها المخترع)، ويجب أن تكون قابلة للتطبيق الصناعي (أي أن يتاح استخدامها أو استثمارها صناعياً).
في سورية: ” يعد اختراعاً صناعياً ابتكار أي إنتاج صناعي جديد أو اكتشاف طريقة جديدة للحصول على إنتاج صناعي أو نتيجة صناعية موجودة، أو الوصول
إلى تطبيق جديد لطريقة صناعية معروفة. وكل من يبتكر اختراعاً صناعياً له وحده حق استقلاله، ويمنح شهادة اختراع وفقاً للقوانين السورية.
في فرنسا: يتضمن الاختراع نشاطاً ابتكارياً إذا لم يكن ذلك النشاط نتيجة واضحة للتطور العادي للفن الصناعي.
في روسيا: هو حل مشكلة تقانية ذات نتيجة إيجابية.
في أمريكا: يعتمد تعريف الوايبو.
أخيراً؛ لدى المكاتب الدولية المتحدة للملكية الصناعية الآسيوية: ما يمثل تقدماً تقانياً لم يكن متوقعاً.
في الواقع لنا تعليق على تعريف الوايبو للاختراع: يقولون إنه كل جديد ومفيد وغير بديهي، فالجدة لاشك أمر مطلوب في أي اختراع، أما بخصوص كون الاختراع مفيداً أو غير مفيد فالأمر نسبي بين دولة وأخرى، فالاختراعات غير المفيدة (بحسب وجهة نظر المحكم للبراءة) لن تمنح براءة اختراع. وإذا كان هذا تعريف منظمة عالمية للاختراع، فلماذا تسجل آلاف الاختراعات في مجالات الأسلحة بكافة أنواعها في الولايات المتحدة وغيرها سنوياً؟ متى كان للأسلحة فائدة للبشر؟ – إذا استثنينا فائدة الدفاع عن النفس أو استجرار الأرباح الهائلة للشركات المصنّعة الغربية تحديداً- ألا يتناقض التعريف مع نفسه؟ أم أنه ثمة إرادة بأن يوجه أنظار العالم إلى البحث عن اختراعات وتقانات محلية مفيدة لنفسه وترك البحث عن غير ذلك لغيرهم؟!
لقد عانى الأمريكان أنفسهم من مكتب براءات الاختراع عندما كانت ترفض بعض الاختراعات بدعوى ” خطرها على الأمن القومي”.
وكما نرى بأنّ هذا التعريف يحوي على جوهر البراغماتية (النفعية) بأوضح صورها، فهناك من يبحث عن الاختراع الذي يجعل منه قوياً مسيطراً متحكماً وليس محكوماً، بغض النظر عن أي منظومة قيم أخلاقية يمكنه الاحتكام إليها.
ثمة تعريفات شخصية أو فردية قدمها لنا مجموعة من الباحثين أو المخترعين الذي لم يتبنوا أياً من التعريفات الدولية السابقة، نوردها فيما يأتي:
المخترعان والباحثان البريطانيان ترينغ وليتويت يعرفان الاختراع على أنه “الفكرة القادرة على تحقيق البنى الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية والمغناطيسية وغيرها، بصورة جديدة بحيث تلبي بعض الاحتياجات البشرية بشكل أفضل”.
ويرى ج.ل. مونوري أن الاختراع عبارة عن “جهاز أو مخطط تقني يأتي لحل مشكلة تقنية بطريقة جديدة أو لحل مشكلة تقنية جديدة. ثم الاختراع هو شيء يحتمل أن يكون قابلاً للاستعمال في عملية الانتاج. أخيراً الاختراع هو نتيجة تفكير خلّاق وجهد ذهني فوق الوسط”.
ويعرّف س. كوزنتيس الاختراعات بقوله:” هي تركيبات جديدة للمعلومات الموجودة على شكل أجهزة تستعمل في الانتاج الاقتصادي وتنتج عن فعل ذهني أعلى من الوسط”. ويقصد في كلّ من التعريفين السابقين بعبارة “فوق الوسط” أي أن معدل ذكاءه (Intelligence quotient: IQ) فوق 100 درجة.
ومن خلال خبراتنا واحتكاكنا الطويل في مجال الاختراعات والمخترعين، فقد توصلنا لجملة من التعريفات لمفهوم الاختراع نسوقها كما يأتي:
الاختراع بكلمة: هو “إرادة“ ... إنه إرادة التغيير.
الاختراع بكلمتين: هو اختيار ورعاية.
الاختراع بكلمتين أخريين هو: إرادة و إدارة.
الاختراع بمعادلة هو: هدف محدد+ خيال قوي+ مقدرة على الابداع
ونقصد بالإرادة التصميم الواعي على أداء فعل معين يستلزم هدفاً ووسائل لتحقيق هذا
الهدف، والعمل الإرادي وليد قرار ذهني.
إن أي اختراع يظهر يخضع لانتظام سببي يتصف بدرجة عالية من الثبات والتناغم فيما بين عناصره. لذلك يمكننا تعريف الاختراع وفق نظرية العناصر التي وضعناها بأنه: “مجموعة من العناصر المرتبة والمنظمة بشكل منطقي، وهي ذات بعد وشكل هندسي ومادة محددة، والمرتبطة مع بعضها بطريقة محددة وجديدة بحيث تقوم بأداء وظيفة محددة“.
والربط يكون بوساطة الفكر الواعي بين عناصر معروفة أو غير معروفة، لكن بطريقة غير مألوفة بحيث تكون نتيجة هذا الربط طريقة أو منتج يقوم (بمهمة/مهام) محددة؛ فالسر في الواقع في أي اختراع وبحسب التعريف السابق يكمن في “عملية الربط” بطريقة جديدة لم تخطر ببال أحد بين عناصر مألوفة.
وبحسب آ.ج. كروبلي فإنه بقدر ما يتعامل المرء مع الحقائق التي تبدو لا رابط بينها، كما لو أنها شديدة الترابط، بقدر ما يكون الاحتمال أكبر في أن يقوم بصنع تركيبات للحقائق غير مألوفة، أي يفكر بطريقة إبداعية.
أقرب تعريف لتعريفنا هو تعريف بفننغر و شوبيك، لكن من وجهة نظر إبداعية-عصبية فهو ينصّ على أن الإبداع:” هو المقدرة على أن يولّد المرء داخل دماغه (تحديداً في القشرة الدماغية المسؤولة عن الربطassociation cortex ) صوراً تمثيلية وسياقات جديدة تؤدي إلى الربط مع رموز ومع مبادئ نظام، كما يشمل المقدرة على ترجمة هذه الصور التمثيلية المنتقاة إلى عمل فني أو علمي”.
والقشرة الدماغية المسؤولة عن الربط معقّدة ومُحكمة، فهي تركيبة تتميز بوجود توصيلات شاملة مع بقية مناطق القشرة الدماغية، وتختص بالاحتفاظ بالصور الذهنية. كما يلتقي في هذه القشرة كل من استقراء المنظومات العصبية البسيطة والتحليل المباشر لوظائف الدماغ الأرقى.
وهذا يعني لنا نتيجةً مهمة للغاية: وهي أنه بإمكان أي إنسان أن يبدع أو يتوصل لاختراع طالما أنه يملك منطقة الربط السابقة صحيحة معافاة، طبعاً بالإضافة لتحفيز البيئة لهذه المنطقة من خلال التربية الابداعية.
“المصباح” … أيقونة الاختراع والمخترعين
“فيما يخص المسائل العلمية، فإن سلطة ألف شخص لا تساوي المنطق المتواضع لفرد واحد” غاليليو.
لقد أصبحت فكرة المصباح الكهربائي الذي اخترعه أديسون رمزاً لكل الأفكار الجديدة، والتي ينظر لها غالباً بشكل إيجابي، على أنها ستنير الجوانب المظلمة في أي موضوع، أو هذا ما يفترض بأن تفعله.
لقد تبنى معظم الناس، وخصوصاً مقدمو الأفكار الجديدة، هذا الرمز لأن ولادة أية فكرة أشبه بالوميض في عقولهم، إذْ الفكرة تظهر فجأةً مترابطة بطريقة غير مألوفة في الخيال، فتراها البصيرة بكل وضوح.
الفرق بين الاختراع والابتكار والتقانة (التكنولوجيا)
“أصبح من الواضح أن التقنية قد تجاوزت إنسانيتنا” أينشتاين.
كان الاختراع والابتكار Innovation لفظين مترادفين سابقاً بمعنى: الإتيان بشيء جديد أصيل يفيد الإنسان في بعض شؤون حياته. فقد يكون آلة أو جهازاً أو تطويراً لوظيفة من وظائف آلة، ثم الحصول على براءة الاختراع التي تعد وثيقة رسمية بحق المخترع في هذا الاختراع.
إلا أننا نميز اليوم تماماً بين الاختراع والابتكار الذي نعتبره قمة عملية الاختراع، والمرحلة
ويميز المخترع والكيميائي أُويل موريس بين الاختراع والابتكار بأنهما ليسا الشيء نفسه. فالاختراعات أعمال جيدة, لكن في عالم الشركات الكبيرة, من المهم جداً أن تكون قادراً على جلب الابتكار إلى السوق على شكل منتجات وتقنيات جديدة. إذاً الاختراعات هي شيء ما جديد، أما الابتكار فهو شيء ما أكثر من مجرد شيء جديد أو مفيد أو يمكن تحويله إلى شيء ما مفيد. ولا يعني أن امتلاك شركة لبراءات اختراع أكثر أنها تملك ابتكارات أكثر. فالأفكار والابتكارات يمكن أن تأتي من أي شخص أو أي مكان. يحتاج الناس لأن يكونوا منفتحين على الأفكار الجديدة ويقصدوا بالنشاط تنويع الآراء والمنظورات. وبالنسبة لموريس، يجب أن تحوّل فكرة ما إلى منتج أو شيء ما يكون عملياً، شيء ما يكون مفيد ويحتاج الناس إليه. أنت تحتاج إلى توازن بحث استطلاعي عن “شيء ما مرغوب لكن غير محتمل وجوده“ مع بحث موجّه عملياً أكثر، إنه الذي يدفع نموذجياً الفواتير، هو الابتكار. الزمن هو أيضاً عنصر حاسم في الابتكار. كثيراً ما يأخذ وقت أن تقدّم مفاهيم جديدة، وقد يستلزم الأمر وقت أكثر حتى تنفذ. وكلما كانت الفكرة أكثر جدّة، كان الوقت الذي ستأخذه أكثر لأنها تستوجب من الزبائن أن يعملوا الأشياء بطريقة مختلفة.
ويرى المخترع دون كيك، أحد المشاركين في اختراع الليف الضوئي المستخدم في مجال الاتصالات، أن الابتكار قد يتضمن كل شيء يكون ضرورياً لإيصال الشيء إلى استعمال تجاري ما. أما الاختراع هو في الحقيقة الخلق الآني لشيء ما جديد وفريد. لكن يمكننا وضع اختراعات كثيرة بحيث تشكل الابتكار النهائي. ففي الوقت الذي بدأت فيه الألياف تستعمل تجارياً في الحقيقة، كانت جامعة كورنينغ قد وضعت تقريباً أربعمئة اختراع – كل أنواع الأشياء من المواد الزجاجية، إلى المواد والعمليات لطلاء الليف، إلى الكابل والموصّل – التي كانت قاعدة ابتكار إيصال تقنية الليف الضوئي إلى تطبيق واسع في الاتصالات.
ويعرف روجرز الابتكار بأنه “ظهور إنتاج جديد نابع من التفاعل بين الفرد وبين ما يكتسبه الفرد من خبرات”.
أما الدكتور محمد التكريتي فيعرّف الابتكار بأنه ” إيجاد وسيلة جديدة مبنية على وسائل موجودة، بمعنى يعتمد على استخدام العلوم والمكتشفات، والمنتجات الموجودة لإيجاد منتج جديد أو عملية جديدة”.
وهكذا فإن الاختراع يمثل جزءاً صغيراً من الابتكار، فقد يخترع شخصاً ما اختراعاً فإذا نجح ولقي رواجاً بين الناس، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، فإننا نسميه ابتكاراً.
أذكر في فترة التسعينات أن مخترعاً من سوريا قام باختراع آلة تقوم بلف ورق العنب المحشو بالأرز واللحم ليصنع منها أكلةً شعبيةً تسمى (اليبرق)، وقد لقي اختراعه رواجاً كبيراً نظراً لحاجة كل سيدات المنزل في سوريا لهذه الآلة التي توفر الكثير من الوقت والجهد عليهن، فتحول اختراعه إلى ابتكار محلي كون هذه الأكلة غير معروفة إلا في سوريا. في حين أننا نجد جهاز الهاتف أو الخلوي يمثل ابتكاراً عالمياً كون الحاجة إليه من كل الناس للتواصل فيما بينهم.
أما التقانة (أو التقنية أو التكنولوجيا) Technology فهي الميدان التطبيقي للعلوم الطبيعية بشكل خاص والتي تنعكس على شكل آلات، وأدوات، وأجهزة توسع من طاقات الإنسان المختلفة، وتستخدم من أجل تسهيل أمور حياته. وعليه تعتبر التكنولوجيا مجموع الابتكارات التي لقيت رواجاً ونجاحاً على كافة المستويات.
التلكؤ بين الاختراعات
“النجاح يكون من نصيب من تحلوا بالشجاعة ليفعلوا شيئاً، لكنه نادراً ما يكون من نصيب الخائفين من العواقب” جواهر لال نهرو .
حتى تنتقل الاختراعات إلى مرحلة الابتكار تستغرق فترةً من الزمن؛ قد تطول أو تقصر، لذلك فإننا نصطلح على تسمية الفترة الزمنية الفاصلة بين إيجاد الفكرة والاستفادة منها عملياً أو انتشارها بـــ “فترة التلكؤ”.
يقول أنور طاهر رضا: ” إن ما تركته لنا الإنسانية منذ سالف العصور من المعارف والخبرات، إنما ترتفع إلى مثيلها في أقل من عشر سنين. وأن أعداد هذه السنوات تقل كلما مرّ الوقت على الإنسان. فما كان يضاعف في عشر سنين سابقاً، يضاعف في أقل من خمس في هذا اليوم، وباحتمال كبير في أقل من ذلك في المستقبل“.
سنستعرض الأمثلة الآتية للدلالة على قصر فترة التلكؤ في الاختراعات: في سنة 1901 نال بيتر كوبر هيويت براءةً على أول مصباح يعمل على أبخرة الزئبق، وقد كان ذلك المصباح سابقاً لمصابيح الإضاءة الحديثة التي نستخدمها اليوم في منازلنا سواء الموفر منها للطاقة أو المصابيح المتفلورة العادية. أي أنه استغرق انتشار فكرة اختراعه على الأقل 60-70 سنة. وكذلك كان مبدأ عمل التلفاز كان قد طور وأصدرت براءته في سنة 1884 للطالب الألماني بول غوتليب نيبكو، وكان يبلغ من العمر 23 عاماً. إلا أن جون لاجيير بيرد صنع أول تلفاز عملي وعرضه في سنة 1923 في هاستينغز بالقرب من لندن. أي بفاصل زمني قدره 39 سنة. وتوصل الباحث ألكسندر باركيز لأول مادة بلاستيكية عام 1850 سماها (بالباركسين)، ولم يعثر لها على تطبيق إلا بعد 19 سنة على يد جون هيّات عندما استخدمها في صنع كرات بلياردو أرخص، كما حسّن الأخير في طريقة تصنيع المادة وبدل اسمها إلى (سيلولويد)، وبعد 20 سنة –أي عام 1889- تمكن جورج إيستمان من استخدام السيلولويد ليصنع منه فيلماً لآلة تصويره من طراز كوداك.
يقول باكمينستر فوللر:” لا يمكنك أن تغير أيّ شيء بمحاربته، إنك تغير الأشياء القديمة من خلال التكنولوجيا المتقدمة. لقد كان الأمر يستغرق منا ثلاث سنوات للإبحار حول العالم في سفينة خشبية، وثلاثة شهور في سفينة فولاذية، وتسعين دقيقة في سفينة فضائية، ولحظة عبر الاتصالات”.
وقد لوحظ فعلاً أن فترات التلكؤ بين الاختراعات في القرن العشرين قد أصبحت قصيرةً جداً، وذلك للأسباب الآتية:
ازدياد الاهتمام العام بثقافة الاختراع والإبداع وأساليب التفكير.
سهولة تبادل الأفكار والمفاهيم عن طريق وسائل الاتصالات الحديثة.
ارتفاع نسبة رأس المال المغامر، وأصحاب الجرأة من الصناعيين وأصحاب رأس المال.
انخفاض مقاومة التغيير وارتفاع نسبة المرونة في المجتمعات المتحضرة عموماً لأي جديد من الاختراعات.
وبحسب إحصائية أجريت حديثاً فإنه:
في عام 1950 كان الإنسان العادي يسافر حوالي خمسة أميال يومياً.
في عام 2000 أصبح يسافر مسافة 30 ميلاً يومياً تقريباً.
يتوقع في عام 2020 أن يسافر مسافة 60 ميلاً يومياً.
الهوامش والمراجع
- لا أحد يعرف مَنْ أول من روَّض الخيول ودربها للركوب. وأظهرت اكتشافات العلماء عند المدينة القديمة سوسا في جنوب غربي آسيا أن الناس ركبوا الخيول منذ أكثر من خمسة آلاف سنة مضت.
-
أوزياس، جان ماري، الفلسفة والتقنيات، ترجمة: عادل العوا، منشورات عويدات، بيروت، ط1، 1975. ص 22.
-
هي منظمة حماية الملكية الفكرية العالمية. موقعها: https://www.wipo.int، تقدم هذه المنظمة خدمات عالمية لحماية الملكية الفكرية مثل إمكانية الإيداع أو الإدارة أو البحث في البراءات، والعلامات التجارية، والتصاميم، وتسميات المنشأ. ليس بعد؟ يمكنكم إذا معرفة كل شيء عن الملكية الفكرية وكيفية حمايتها.
-
أبو الخير، عبد الكريم، هندسة الاختراع، ط1، بدون ذكر للمكان،2004، ص 72.
-
المرجع السابق نفسه، ص 73.
-
قدار، طاهر رجب قدار، مفهوم الإبداع ودوره الاقتصادي، مجلة المهندس العربي، العدد 114، دمشق، 1994م. ص 5.
-
ترينغ، ميريديت، وليتويت، إيريك، كيف تصبح مخترعاً؟، ترجمة: زياد الملا، دار الإيمان، دمشق، 2005، ص 19.
-
جيل، برتران، تاريخ التكنولوجيا، ترجمة: هيثم اللمع، ط1، المؤسسة الجمعية للدراسات والنشر، بيروت، 1996، ص 54 .
-
المرجع السابق نفسه، ص 54 .
-
يمكن احتساب معدل الذكاء وفق الطريقة الآتية: ويقسم اختبار نسبة الذكاء الأصلي العمر العقلي على سنوات العمر، ثم يضرب النتيجة في مائة ليتجنب الكسور. وهكذا فإن ابن أربع سنوات، ذا العمر العقلي 6 سنوات، يحرز نسبة ذكاء (6÷4)×100، أي 150. وطفل عمره 10 سنوات وعمره العقلي 8، تكون نسبة ذكائه (8÷10)×100 أي 80. وفي معظم اختبارات نسبة الذكاء، تعد المائة درجة متوسطة بالنسبة لمستوى عمر الشخص. عن: الموسوعة العربية العالمية، مدخل “نسبة الذكاء “، الرياض، 2004م.
-
حسن، السيد شعبان، فكرة الإرادة عند شوبنهاور في الطبيعة والمعرفة والأخلاق، ط1، دار التنوير، بيروت، 1993. ص49.
-
انظر الفصل الثالث من الباب الثالث.
-
فرنون، ب.ي.، الإبداع، ترجمة: عبد الكريم ناصيف، ط1، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1981، ص 50.
-
بفننغر، كارل و شوبيك، فاليري، مناهل الابداع، ط1، مكتبة العبيكان، الرياض، 2003، ص 487.
- المصدر السابق نفسه ص ٢٠٧.
-
Stern, Brett, Inventors at Work, Apress, Springer-Verlag, New York, 2012, p 82.
-
Ibid, p 152.
-
عيون السود، نزار، تنمية التفكير الابتكاري عند التلاميذ في المرحلة الأولى من التعليم الأساسي، مجلة المعلم العربي، السنة 58، العدد 3-4، وزارة التربية، دمشق، 2005، ص 42.
-
التكريتي، محمد، التكنولوجيا والتنمية، ط1، دار الملتقى، حلب، 2004، ص 191.
-
رضا، أنور طاهر، الابتكار في ميادين العلوم والتكنولوجيا، مجلة الفيصل العلمية، مجلد4،عدد3،2006، ص 18.
-
How Things Work, Macaw publishing, India, 2014, p9.
-
فانس، مايك و ديكون، ديان، التفكير خارج الصندوق، ترجمة: ط1، مكتبة جرير، الرياض،2002، ص 137.