مع تزايد أعداد سكان الكرة الأرضية يزداد الطلب على الغذاء مع ازدياد فقدان الأراضي الصالحة للزراعة، ورغم أن الملايين يعانون من السمنة المفرطة إلا أن الملايين لا يزالون يواجهون الجوع، وللتعرف على عمق هذه المشكلة لابد أولا أن نتعرف على الكيان القائم على مواجهتها.
نبذة عن لجنة الأمن الغذائي
هذا الكيان هو لجنة الأمن الغذائي العالمي، وهي جهاز دولي يتولى استعراض سياسات الأمن الغذائي والتغذية ومتابعتها، وهي تشكل المنتدى الدولي الحكومي الأشمل لجميع أصحاب المصلحة للعمل معا من أجل ضمان تحقيق الأمن الغذائي والتغذية للجميع.
وترفع اللجنة سنويا تقارير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وإلى مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة، وتضع بالتعاون مع هذه الأخيرة نهجا شاملا يضم توصيات وتوجيهات سياسية بشأن مجموعة واسعة من المواضيع التي تتعلق بالأمن الغذائي والتغذية، ويتم إعداد هذه التوصيات والتوجيهات استنادا إلى تقارير علمية قائمة على الأدلة يُعدِها فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالأمن الغذائي والتغذية و/أو من خلال العمل الذي تدعمه من الناحية الفنية منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي وممثلو المجموعة والاستشارية التابعة للجنة الأمن الغذائي.
الأمن الغذائي بالأرقام:
وفقا للأمم المتحدة هناك حاليا في العالم 795 مليون جائع، وبسبب تغيرات المناخ هناك تقديرات بأن يرتفع العدد بــ 175 مليون شخص بحلول 2080.
وفي حال قدرة المزارعين على الحصول على موارد، فإن هذا العدد سينخفض بــ 150 مليون شخص وفق تقديرات منظمة الأغذية والزراعة .
وَوِفقا لتقديرات الأمم المتحدة من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الغذاء بحلول 2050 بــ60 في المائة.
وفي السنوات 40 الماضية، فقد العالم ما يقارب ثلث الأراضي الزراعية بسبب التآكلأو التلوث، وفقا للعلماء في جامعة شيفيلد.
بينما ساهم الصيد الجائر في نضوب مخزون الأسماك، وأفادت دراسة جديدة أن انخفاض أعداد الأسماك بدأ منذ 1996.
أما نسبة الفواكه والخضروات التي تضيع فقد وصلت إلى 45 في المائة.
نفايات الغذاءالسنوية في العالم اليوم يمكن تشبيهها بجبل يمتد على مساحة ميلين ويصل ارتفاعه إلى 8000 قدم.
ويشير تقرير لجنة الغذاء إلى أن عدد البالغين المصابين بالسمنة بحلول عام 2025 هو مليار شخص.
ماذا بعد هذه الأرقام المهولة ؟
هذه الأرقام المخيفة تشير إلى حجم المشكلة، خاصة أن أعداد سكان الكوكب في تزايد، وسيكون العالم بحاجة لتوفير الطعام لــ 9 مليار شخص بحلول 2050، وهذا يتطلب إنتاج كميات من الغذاء تتجاوز كل ما تم إنتاجه خلال 10 آلاف سنة الماضية، وبالتالي فالكل يجب أن يستوعب هذه الحقيقة لأن المشكلة لا تخص منطقة دون أخرى أو بلدا دون آخر.
ومن بين العناصر التي يجب أخذها بعين الاعتبار، حقيقة أن الزراعة هي المسؤولة عن 30٪ من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وأنها تستهلك 70٪ من المياه المتاحة لضمان الإنتاج، كما أنها توفر 40٪ من فرص العمل في العالم،وفي الوقت نفسه، فإن ما يقرب من مليار شخص يعانون من الجوع، كما أن تغير المناخ يمكن أن يكون كارثيا لأنواع عديدة من الثقافات.
وقدمت هذه النتائج المثيرة في تقرير الدراسة “رؤية جديدة للزراعة ونماذج عمل جديدة”، الذي كشف عنه في مؤتمر قمة الحركة التعاونية العالمية، والذي أشار إلى ضرورة تحسين الإنتاج، وذلك من خلال تغيير البنية التحتية والحفاظ على الموارد الطبيعية مثل المياه، وكذا الحد من الآثار البيئية للإنتاج الزراعي.
حلول مقترحة لمشكلة تأمين الغذاء
وأكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة استغلال التكنولوجيا للتخفيف من حدة الجوع في العالم، ولحماية مياه الشرب، ولكن قبل كل شيء لتوفير الغذاء الجيد بأسعار جيدة، كما تمت الإشارة خلال المؤتمر إلى دور التعاونيات في الحد من مشاكل الأمن الغذائي باعتبارها يمكن أن تخلق حلقة وصل بين المنتجين والمستهلكين.
كما يمكن لهذه التعاونيات أن تساهم في خفض التكاليف عن طريق الحد من عدد الوسطاء في سلسلة التوريد التي تسيطر عليهابعض الأطراف التي تسعى للحصول على ربح مادي ولا يهمها تأمين الغذاء لعالم.
ولذلك ونظرا للدور الكبير الذي تلعبه دعى المشاركون في المؤتمر إلى تدويل التعاونيات خاصة أنها أتبثت أنها نموذج تجاري يبعث على الاطمئنان، ويضمن الاستقرار الوظيفي و الاستقرار الاقتصادي في المناطق التي تعمل بها، كما أنها مصدر للتوازن.
وسيساهم تدويل التعاونيات في تثبيت مصانع إنتاج مقربة من المنتجين، كما هو الحال في أفريقيا، بدلا من إرسال الأغذية الجاهزة إلى القارات الأخرى، ومن ثم فإن هذه التعاونيات يمكن أن تساعد في تغذية كوكب الأرض.