غالباً ما تقودك رائحة الأنفاس السيئة الصباحية لتغطية فمك بسرعة عند المرور بأي شخص في الصباح، ويبدو بأنه مهما قمت بتنظيف أسنانك بالفرشاة، أو باستخدام الخيط، أو غسول الفم في الليل، فإن رائحة الفم لن تذهب عند الاستيقاظ، حيث أن النهوض من السرير المترافق مع رائحة الفم الكريهة في الصباح هو أمر شائع إلى حد كبير عندما يدخل الفم في وضعية “الراحة والهضم” خلال فترة الليل وحتى الصباح.
أنفاس الصباح واللعاب
وفقاً لأكاديمية طب الأسنان العامة، فإن هناك ما يصل إلى 80 مليون شخص يعانون من رائحة الفم الكريهة بشكل دائم، في حين أن هناك الملايين من الذين يعانون من رائحة الفم الكريهة في حالات معينة مثل عندما يستيقظون في الصباح أو بعد تناولهم لمأكولات ذات الطعم الحاد، وكذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من جفاف في الفم بسبب تناول بعض الأدوية أو التنفس عن طريق الفم يكونون أكثر عرضة للمعاناة من أنفاس صباحية كريهة الرائحة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الذين يعانون من آفات فموية قد يصابون أيضاً برائحة الفم الكريهة بسهولة أكبر من أولئك الذين يمتلكون صحة فموية جيدة.
تعزى رائحة الفم الكريهة في الصباح في الغالب إلى نقص نسبة اللعاب، فتبعاً للدكتور (هيو فلاكس)، وهو طبيب في تجميل الأسنان والرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان التجميلي في أتلانتا بولاية جورجيا، فإن الفم خلال النهار، ينتج كمية كبيرة من اللعاب، ولكن أثناء النوم، فإن إنتاج الفم من اللعاب ينخفض كثيراً.
الأنفاس الصباحية والرائحة الكريهة
يلعب اللعاب دوراً رئيسي في إزالة جزيئات الطعام التي قد تبقى في الفم لوقت طويل وتقوم بجذب كميات كبيرة من البكتيريا إليها، ولكن انخفاض إنتاج اللعاب يزيد من احتمال جفاف الفم، وهذا يسمح للبكتيريا بالنمو وإنتاج مركبات الكبريت المتطايرة (VSCs)، وهو ما يسبب الرائحة السيئة، حيث أن البكتيريا تتغذى على مركبات البروتينات والأحماض الأمينية والأطعمة المتبقية في الفم والأسنان لإنتاج الـ(VSC)، وهذا ما يسبب بدوره رائحة الفم السيئة.
الأنفاس الصباحية وعلاقتها بكيفية النوم
إن الطريقة التي تنام بها يمكن أيضاً أن تؤثر على شدة وتواتر الأنفاس الصباحية السيئة، حيث يمكن للشخير أو التنفس عن طريق الفم ليلاً أن يزيد من احتمالية صدور رائحة الفم الكريهة صباحاً، حيث أن معظم الذين يتنفسون عن طريق الفم أثناء النوم يبقوم فمهم مفتوحاً مما يتسبب في جفافه، مما يسما للبكتيريا المسببة لرائحة الفم بالنمو والتكاثر، وبحسب الدكتور (فلاكس)، فإنه في كل مرة تنخفض فيها نسبة اللعاب في الفم، تقل قدرة الفم على مكافحة البكتيريا التي تسبب رائحة الفم الكريهة.
الأنفاس الصباحية وعلاقتها بالصحة
في حين أن رائحة الفم الكريهة لا تتعلق بأي شكل مع التقدم في السن، إلّا أن البكتيريا التي تسبب رائحة الفم الكريهة قد تكون عرضاً لبعض المشاكل الصحية، وعادة ما تكون هذه المشاكل هي نتائج ثانوية لمضاعفات أمراض الأسنان، حيث أنه وفقاً لأطباء الأسنان، فإن المسبب الأول لرائحة الفم الكريهة هو الحالات المرضية التي تتعلق باللثة مثل التهاب اللثة والتهاب دواعم السن، والتي ثبت بأنها ترتبط بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
هذا يدل على أن صحة الفم تتصل بشدة مع الحالات الصحية الأخرى، وهذا يعرف باسم اتصال الفم والجسم أو الارتباط الفموي الجهازي، حيث يشير (فلاكس) أن سموم البكتيريا الفموية يمكن أن تنتقل إلى مجرى الدم مما قد يلحق الأذى بأجزاء أخرى من الجسم، وقد تم ربط هذا التأثير مع العديد من المخاطر الصحية الخطيرة بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وسرطان الفم، ومرض الزهايمر.
التغلب على أنفاس الصباح الكريهة
على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة للتغلب على الأنفاس الصباحية الكريهة، إلّا أن هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للحد من أثرها، حيث أن تنظيف الأسنان بالفرشاة، والخيط، وتنظيف اللسان قبل النوم قد يساعد على تنظيف الفم والتخلص من جزيئات الطعام، وبالتالي ينخفض مقدار الغذاء الذي تتغذى عليه البكتيريا.
اختبار اللسان
تبعاً لـ(فلاكس) فإن الخطوة الأولى لتعرف ما إذا كنت تعاني من رائحة فم كريهة هو أن ترى ذلك، حيث يمكنك إجراء اختبار بصري بسيط باستخدام المرآة لرؤية الجزء الخلفي من اللسان، فإذا كان لسانك لامعاً ووردي اللون فإن هذا يشير إلى أن نفسك جيد على الأغلب، ولكن إذا كان لسانك يحمل حليمات بيضاء وسميكة، فمن المحتمل أن يكون لديك مشكلة مع رائحة الفم الكريهة.
هناك أسلوب آخر يمكنك إتباعه لمعرفة ما إذا كنت تعاني من رائحة فم كريهة، وهو “لعق الرسغ”، فبعد أن تقوم بلعق رسغك، اتركه ليجف لبضع ثوان، ثم شم رائحة معصمك، فإذا كان هناك رائحة كريهة فإن هذا مؤشر على أن لديك رائحة الفم الكريهة.
تنظيف اللسان
لتنظيف لسانك هناك طريقة بسيطة يمكن استخدامها، وهو استخدام فرشاة ناعمة لكشط اللسان، أو تنظيفه بلطف باستخدام حافة ملعقة، حيث أن هذا يمنع لسانك من أن يصبح مرتعاً للبكتيريا، ويقلل من احتمال معاناتك من رائحة الفم الكريهة، ولكن هذه الأساليب المذكورة أعلاه لا يمكن أن تحل محل زيارة طبيب الأسنان، حيث يمكنك الطلب من طبيب أسنانك أن يقوم بإجراء اختبار سريع وسهل وغير مؤلم للبكتيريا التي توجد في فمك لتحديد سبب رائحة الفم الكريهة، ولكن حتى ذلك الحين، ابق منتعشاً وحافظ على ابتسامتك.