عندما تكون أحلامنا سعيدة، يغمرنا شعورٌ بالبهجة، قد يحملنا على قضاء الليالي التالية محاولين استعادة خطواتنا لجعل ذلك الطيف الجميل يتكرر، وعلى النقيض من ذلك، عندما نرى أحلامًا تعيسة، يعترينا شعورٌ بالمرارة والقلق، يفسد علينا نومنا، ويمكن أن يستمر حتى صباح اليوم التالي.
بقدر متعتها، أثبتت دراسة الأحلام بأنها مهمةٌ صعبة، لأن استخلاص النتائج أو حتى اختبار النظريات فيها يعدّ أمرًا معقّدًا، وما لم تكن من الخبراء في التحكم بأحلامك، نقدّم إليك بعض العوامل التي قد تؤثر على رؤيتك الليلية:
- الحقل المغناطيسي
قد يكون الحقل المغناطيسي للكرة الأرضيّة مؤثرًا خفيًا في أحلامك، فقد أكدت بعض الدراسات بأن النشاط المغناطيسي الأرضي المنخفض، يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين -الذي تفرزه الغدة الصنوبرية (pineal gland)- في جسمك.
وقد أجرى أحد علماء النفس، ويدعى دارين ليبنيكي، دراسةً حول ذلك التأثير في مدينة بيرث بأستراليا، حيث قام بقياس النشاط المغناطيسي الأرضي خلال عدّة ليالٍ متتالية، وقام بتسجيل ملاحظاته حول أحلام بعض المتطوعين، وفي نهاية الدراسة، وجد بأن أكثر الأحلام غرابةً حدثت في الليالي ذات النشاط المغناطيسي الأقل.
- الإبداع
هل شاهدت مؤخرًا حلمًا جنسيًا؟ أو آخر بأنك أصبحت من المشاهير؟
حسنًا، يمكن أن يكون ذلك علامةً بأنك استخدمت إبداعاتك أكثر من المعتاد مؤخرًا.
فقد أوضح الدكتور إيان والاس، الخبير البريطاني في علم النفس والأحلام، بأن أحلامك الجنسية وأحلام الشهرة قد تتأثر بقدراتك الإبداعية أكثر من تأثرها بحياتك الفعلية، مستشهدًا بأن العديد من رواد عيادته في الستينيات والسبعينيات من عمرهم، ذكروا بأن تلك الأحلام تزورهم أحيانًا، رغم عدم قيامهم بأي نشاطٍ من هذا النوع في الواقع، ممّا دعاه للاعتقاد بأن رؤية أحلامٍ كتلك، مرتبطٌ بزيادة مستويات الإبداع لديهم.
- وضعية النوم
لمعرفة نمط أحلامك، عليك النظر في وضعية نومك، فقد درس باحثون من جامعة هونغ شو يان في هونغ كونغ، مواقف نوم 670 شخصًا بالغًا، ووجدوا أن أولئك الذين ناموا على جباههم قد واجهوا أحلامًا أكثر حدةً وتأثيرًا، في حين ارتبط النوم على أحد الجانبين بأحلام إيجابية، كما أن النوم في وضعياتٍ غير مريحة قد تسبّب في رؤية كوابيس للبعض.
وعن ذلك يتحدّث الباحث كالفن كاي تشينج يو، موضحًا بأن أوضاع النوم المختلفة تؤدي إلى الضغط على أجزاء مختلفةٍ من الجسم، وقد يكون شعور الجسم حيال تلك الضغوطات مصدرًا لعناصر الحلم.
- النظام الغذائي
لا يوجد دليلٌ علميٌّ محسوسٌ حول تأثير النظام الغذائي للشخص على أحلامه، ولكن يسود اعتقادٌ بأن هناك تأثيرٌ غير مباشر، فكما نعلم، يلعب الطعام دورًا مهمًا في التأثير على عملية الأيض التي تتحكم بالمزاج العام لأجسامنا، لذا يبدو معقولًا القول بأن ما نأكله مرتبطٌ بما نحلم به.
ورغم ندرة الدراسات حول الصلة المحتملة بين الطعام والأحلام، أظهر استطلاعٌ للرأي شمل 400 طالبٍ في كندا، بأن 20% من المشاركين يشعرون بوجود صلةٍ ما بين أحلامهم والطعام الذي يتناولونه.
- وسائل الإعلام
قد يكون هذا العامل متعلّقًا بمن نشؤوا في خمسينيات القرن الماضي، وتابعوا عروضًا مثل “The Twilight Zone” و “I Love Lucy”.
فقد وجدت دراسةٌ بريطانيّةٌ أجريت عام 2008 على أشخاصٍ كبار السنّ، أن من اعتادوا متابعة عروض السينما والتلفزيون باللونين الأبيض والأسود خلال طفولتهم، قد عانوا من أحلامٍ أحادية اللون، ممّا يؤكد بأن لنوعية وسائل الإعلام التي ترافق الإنسان -خلال فترة طفولته خاصةً- دورٌ في تحديد لون أحلامه.