قمر الأرض، خامس أكبر قمر في المجموعة الشمسية، وهو المكان الوحيد الذي وطأ عليه الإنسان في الفضاء، ألمع جسم في سماء الليل، وهو السبب الرئيسي لظاهرة المد والجزر. يظن انه تكون نتيجة اصطدام جسم – بحجم المريخ- بالأرض. له جانبين القريب – المواجه لنا دائما- والبعيد الذي يخطئ البعض بمناداتة بالجانب المظلم على الرغم من ان ضوء الشمس يصله.
قديما عند بداية تكون القمر كانت سرعة دورانه حول نفسه أكبر من سرعة دورانه حول الارض فكان كلا وجهيه يقابلان الأرض، بالإضافة إلى أنه كان أقرب مسافة للأرض من الآن، ولكن مع مرور الزمن أصبح القمر مقد مديا بالأرض فأصبحنا لا نستطيع أن نرى إلا جانب واحد منه وهو ما نسميه بالجانب القريب. فكيف حدث هذا التقييد المدي؟ السبب الرئيس لهذا التقييد هو قوة سحب الجاذبية الأرضية؛ التي غيرت شكل القمر الى البيضاوي ولكن نتوءات الشكل البيضاوي للقمر لم تكن بخط واحد مع الارض مما جعل قوة الجاذبية الارضية تسحب هذه النتوءات الى الخلف فاثر هذا السحب على القمر بإبطاءه وإبعاده عن الأرض ومع مرور الزمن تزامنت دورة القمر حول محوره مع دورته حول الأرض فاصبحنا لا نرى إلا جانب واحد من القمر.
على الرغم من أن جانب واحد من القمر يواجهنا إلا إننا على مدار الشهر القمري نستطيع ان نرى 59% من سطح القمر نتيجة الميسان القمري وهو ظاهرة تسمح لنا برؤية أكثر من 50% من سطح القمر، وله نوعان رئيسيان:
أولا الميسان على خط الطول: وهو تذبذب القمر الشرقي والغربي. هذا النوع من الميسان يحدث نتيجة لإهليجية مداره، مما ينتج عنه اختلاف في سرعة القمر بين الأوج والحضيض – على الرغم أن الزمن الذي يستغرقه في الدوران لا يتغير. عندما يقترب القمر من الحضيض يكون أسرع نسبيا فلا يستطيع الحفاظ على ثباته فنستطيع ان نرى المزيد من الجانب الشرقي من القمر، أما عندما يقترب من الأوج يكون ابطأ نسبيا فنستطيع ان نرى جزء اكبر من الجانب الغربي منه.
ثانيا الميسان على خط العرض: وهو اهتزاز القمر الشمالي والجنوبي. والسبب الرئيسي لحدوثه هو ميلان مدار القمر بمقدار 5 درجات عن مدار الشمس مما يسمح لنا برؤية ما وراء القطب الشمال والقطب الجنوبي للقمر في أوقات محددة من الشهر.
إعداد : أماني عبد الرحمن