دقت الساعة و حان وقت اعلان نتيجة التقييم العلمى لأفضل 2% من العلماء حول العالم، ترقب المهتمون وسبقهم فى هذا الترقب من أدلى بدلوه فى نهر العلم والعلماء. كان الموعد هناك بين أحضان جامعة استانفورد الأمريكية فى اليوم العاشر من شهر أكتوبر لسنة 2022م. حيث عكف فريق بحثى متخصص على عمل بلغ فى روعته الذروة و تعمق أثره فى الوجدان من خلال اصدار قائمة ضمت بين صفحاتها أسماء من نور سطعت فى سماء العلم فأضاءت للجميع بعض كهوف الحياة التى كثيرا ما ابتلعت ملامح المعرفة و ألقت بالكثير من الجهود فى اليم دون أن تؤثر أو تتأثر بأى وقت قد أهدر أو أى اقتصاد قد تدهور بنيانه المتهالك بين جهل الجهلاء و عنترية جهلهم. لم يكن التقييم الذى نحن بصدده بالتقييم العلمى التقليدى للعلماء ولكنه تقييم يكاد يكون فريد فى نوعه من حيث الكم و الكيف، هذا على سند من القول أنه تقييم رصين قد ضم بين ضلوعه الروح البحثية البحته التى تقوم على الفحص والتمحيص على المستوى العالمى من خلال دراسة مستفيضة قد اعتمدت على قاعدة بيانات انفرد بانشائها هذه الجامعة التى تعد من أفضل عشر جامعات على مستوى العالم. حيث قبع باحثين متخصصين فيها على قاعدة البيانات التى ضمت أعلى 2% من العلماء فى العالم من مختلف المجالات، هذا على أساس صلب بل شديد الصلابه لما شمله من كيان مكتمل فى شكله و فى موضوعه القائم على عدد المخطوطات العلمية الدولية المنشورة من العام الأول للنشر العلمى للباحث الى عام اعلان نتيجة التقييم، و أيضا على عدد الاستشهادات الكلية و النوعية فى كل تخصص، علاوة على عدد الاستشهادات من المراجع و الأبحاث المرجعية و الكتب، علاوة على عدد المخطوطات العلمية التى تم تحكيمها عالميا و دوليا. جاءت قائمة استانفورد الأمريكية لأفضل 2% من علماء العالم بعدما انتهى علماء الفحص و التدقيق من تحليل نتائج دراستهم و تقييمها ليعلنوا للعالم كله و للمختصين خاصة النسخة الدورية السنوية للعام الرابع على التوالى والتى ضمت بين طياتها ” ذكرنا الكريم “. ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى جاء فيها هذا الذكر أو هذا التضمين لنا ولكنها كانت المرة الثالثة على التوالى. حيث لم يكن هذا الذكر الذى كتبته أقلام التاريخ الحديث الا ثمرة مجهود امتد أثره فى الفترة الزمنية التى بدأت فى بداية التسعينيات ولم يجف نبع فيضه الى الأن، لا لشئ غير العشق البحثى الرامى الى اكتشاف الحقيقة و ترسيخها و توضيح ماهية العمل البحثى القائم على علم كيمياء و تكنولوجيا النانو للمواد المتقدمة. فبعد التوقف طويلا بالفحص و الدرس أمام العمليات التقليدية لانتاج المواد النانومترية، كان الوقوف الفعلى والعملى منا على عملية غير تقليدية لانتاج هذه المواد و التى ضمت بين أركانها سهولة الألية و قلة التكلفة و اقتصاد الوقت و الجهد و الاعتماد على المنتجات الطبيعية لتعزيز أواصر الصداقة مع البيئة و تعظيم الاستفادة من هذه المنتجات من خلال الحصول على مواد متقدمة لها قيمة اقتصادية عالية والتى منها أكاسيد العناصر المهمة و كذلك فريتات أو حديديات الكثير من العناصر التى لها ما لها من تاثيرات بيولوجية و هندسية و طبية ……….الخ. و من هنا كان تصنيفنا ضمن تصنيف العلماء فى 22 مجال علمى ( ميدان) انبثق منها 176 حقلا فرعيا. و بناء عليه سوف نرى فيما هو أت التوضيح الكامل لألية التصنيف بقائمة جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2% من علماء العالم فى نسختها الرابعة.
آلية الدراسة و التصنيف
قامت هذه الدراسة التصنيفية على توفير النسب المئوية الخاصة بالميدان و الحقل الفرعي لجميع العلماء الذين لديهم 5 أوراق بحثية على الأقل. كما تم تحديث بيانات التخصص حتى نهاية عام 2021، و تعلقت بيانات السنة الأخيرة الفردية بالاقتباسات المتلقاة خلال العام التقويمي 2021 م. و يستند الاختيار على أفضل 100000 عالم حسب الدرجة “ c “ ( مع الاستشهادات الذاتية و بدونها) أو على النسبة المئوية رتبة ” 2٪ أو أعلى ” في المجال الفرعي. كما تركز الدرجة ” c ” على التأثير (الاستشهادات) بدلاً من الإنتاجية (عدد المنشورات) وتتضمن أيضًا معلومات حول التأليف المشترك ومواقف المؤلف (المؤلف الفردي ، الأول ، الأخير). حيث تم تضمين 195605 من العلماء في قاعدة البيانات المهنية لهذا العام من 149 دولة، و 200409 من العلماء المدرجين في مجموعة بيانات العام الأخير. و فى حقيقة الأمر ان هذا الإصدار (الرابع) يعتمد على ما تم تلقيه و دراسته حتى 1 سبتمبر 2022 من قاعدة البيانات ” Scopus “ ، والتي تم تحديثها حتى نهاية عام الاقتباس 2021. حيث استخدم هذا العمل بيانات ” Scopus ” المقدمة من ” Elsevier ” من خلال ICSR Lab (https://www.elsevier.com/icsr/icsrlab ). . كما تم إجراء الحساب أو الدراسة من خلال استخدام جميع ملفات تعريف المؤلف أو الباحث” Scopus ” اعتبارًا من 1 سبتمبر 2022. كما لم تفرق القائمة بين العلماء المتواجدين على قيد الحياة و بين من هم قد رحلوا وتركوا لنا أفضل أثر يحتذى به لأن الأثر ممتد و النهر ما زالت أمواج مياهه تتلاطم دون توقف.
الباحثين غير المدرجين بالتصنيف
إذا لم يكن المؤلف أو الباحث مدرجًا في قائمة التصنيف ، فذلك ببساطة لأن قيمة المؤشر المركب لهذا الباحث لم تكن عالية بما يكفي للظهور في القائمة فى تأكيد لكل المغرضين والمتشدقين و فاقدى الادراك لماهية هذا التصنيف أنهم على باطل. و على الجانب الآخر ان هذا لا يعني أن المؤلف أو الباحث لا يقوم بعمل جيد. و قد لا يظهر بعض المؤلفين في القائمة إذا كان ملف تعريف ” Scopus ” الخاص بهم غير دقيق (منشورات واستشهادات مفقودة) في وقت التقييم أو فى وقت اجراء الدراسة.
مدى قابلية تغيير ما تم اعلانه من تصنيف
يتم نشر قاعدة البيانات في شكل أرشيفى و لا يتم تغييرها لما لها من مخالب عنكبوتيه تنتشر و بسرعة عالية فى كل مكان وذلك لحصولها على عدد مكتبى لا يمكن تغييره. و تعكس النسخ المنشورة من التصنيف و بكل دقة ملفات تعريف مؤلف ” Scopus ” في وقت التقييم واجراء التصنيف الدورى السنوى.
مدى الادراك و الوعى بهذا التصنيف الهام
ان درجة ادراك الكثير من الهيئات والمؤسسات العلمية و التعليمية بهذا التصنيف تزداد يوميا بعد يوم، و تتخذ هذه المؤسسات والهيئات من هذا التصنيف مؤشرا واضحا و مؤثرا لمدى تميزها وابداع منسوبيها بل و دليلا لا يقبل الشك على حسن ادارة هذه المؤسسات العلمية العريقة. و من هذا المنطلق نجد أعرق هذه المؤسسات تسارع بالتفاخر بسرد أسماء و أعداد من شملهم هذا التصنيف من منسوبيها من هؤلاء العلماء المميزين، بل و يقوم مدراء و قادة هذه المؤسسات بتكريم هؤلاء العلماء تكريما ماديا و أدبيا و معنويا. فمن هذه المؤسسات من يضم هؤلاء العلماء الى مجلس ادارته لفترة معينة و لمدة ليست بالقصيرة، و لما لا؟ وهم صفوة العقول التى يجب تعظيم الاستفادة منها. و الحق يقال أن معظم المؤسسات والهيئات تقوم بتخصيص مبالغ مالية ليست بالقليلة لمثل هؤلاء العلماء، و لما لا أيضا ؟ أليسوا هم من من ضحوا بوقتهم و جهدهم من أجل رفعة وطنهم ؟ بل أليسوا هم من من لا يبخلوا على بحوثهم العلمية بأى غال أو نفيس؟ نعم انهم كل هؤلاء و أكثر. و لكن و بكل أسف كثيرا ما نصطدم ببعض الحاقدين و محدودى الفكر الذين ينكرون هذا التصنيف دون امتلاكهم أى حجة أو سند يعزز من انكارهم المقيت الذى تلون بسواد قلوبهم الضاله وعقولهم الشارده و اتباعهم لأهواء نفوسهم المريضة. و قد يزداد الطين بلة عندما تجد من يفترض أنه صاحب قرار وينكر هذا التصنيف العالمى المشهود به و له من القاصى قبل الدانى معتمدا فى ذلك على أن ادراج منسوبى مؤسسته من العلماء شئ أت لا محاله، و من ثم فانه يرى أنه لا داعى لأى تكلفة مالية أو أدبيه، و هو فى مثل هذا التصرف يكون قد أخطأ خطأ فادحا و مقصودا بل و مسبوقا بتعمد فى ارتكاب الفعل الذى سوف يؤدى بدوره الى فقدان مؤسسته لمثل هؤلاء العلماء الذين لم يجدوا حتى الكلمة الطيبة التى تحفزهم و تترك أثرا طيبا فى نقوسهم و قلوبهم، الأمر الذى يترتب عليه تراجع أو خروج هذه المؤسسة من هذا التصنيف المهم. هذا فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة المصرية الى التطوير المستمر فى كافة مجالات البحث العلمى و تشجيع العلماء على زيادة انتاجهم و بذل المزيد من الجهد للارتقاء بمنظومة البحث العلمى و تحقيق جودة مخرجاته على المستوى المحلى و العالمى. و خير دليل على تقدير هؤلاء العلماء لكل هذا، هو الدرجة العالية لوعيهم و ادراكهم للمسئولية الملقاه على عاتقهم. و خير مؤشر على هذا الوعى و الادراك من علمائنا الأجلاء هو الزيادة المضطردة فى أعدادهم المدرجة فى قائمة هذا التصنيف حيث كانت 396 عالما ضمن النسخة الثانية للتصنيف فى عام 2020م و أصبحت 681 عالما ضمن النسخة الرابعة للتصنيف فى العام الحالى 2022م من مختلف الجامعات والمراكز البحثية المصرية.
وفى النهاية أتقدم بخالص شكرى و تقديرى للسادة الباحثين الذين قاموا بتشييد قوائم جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2% من علماء العالم، لما فى ذلك من أثر طيب و قوة دافعة للأمام و تحفيز مستمر لزيادة انتاج العلماء كل فى تخصصة. كما أتقدم بكامل التقدير و الاحترام لكل صاحب قرار سعى الى تكريم منسوبى مؤسسته من هؤلاء العلماء المميزين. كما أتمنى من خلال عضويتى بهذه القوائم للمرة الثالثة على التوالى، التوفيق لكل الباحثين و أن يكونوا ضمن كل التصنيفات القادمة.