من حيث لا تعلم، ترى لون البول أحمر في حوض مرحاضك ، تفزع وتفكر إن كان هذا علامة على إصابتك بمرض عضال، ثم تتذكر فطائر الشمندر المشوي التي تناولتها في الليلة السابقة.
لا بد وأن هذا السيناريو أو أحد السيناريوهات المشابهة قد مرت معكم في وقت من الأوقات، فالشمندر، والألوان الاصطناعية، والفيتامينات والأدوية يمكن أن تغير لون البول أو حركة الأمعاء، ومعرفة تأثير الأغذية أو الأدوية على تغيير لون الفضالات يمكن أن يوفر عليك الكثير من القلق، أو قد يعطيك أيضاً تنبيهاً مبكراً للذهاب الى الطبيب.
البول الشمندري (Beeturia)
البول الشمندري هو عبارة عن تبول لون بول أحمر بعد تناول الشمندر، واللون الأحمر يأتي من صبغة تسمى بيتالين، والتي توجد أيضاً في بعض بتلات الزهور والفواكه والأوراق والسيقان والجذور، كما ويمكن أن يتم إضافة مستخرج الشمندر المركز، والذي يدعى أحمر الشمندر أو مضاف عدد 162 كما يتم كتابته على الملصقات الغذائية، إلى الأطعمة “الوردية”، مثل الآيس كريم.
تعتمد إمكانية البيتالين على تحويل لون البول إلى اللون الأحمر ت على نوع الشمندر، والكمية التي تم تناولها منه وكيفية إعداده، وذلك لأن البيتالين يتدمر بالحرارة والضوء وحمض.
تعتمد كمية البيتالين التي تدخل إلى جهازك الهضمي على حامض المعدة ومعدل إفراغ المعدة (الأشخاص الذين يتناولون أدوية لتقليل حمض المعدة قد يكونون أكثر عرضة لمشاهدة البول الشمندري)، ولكن بمجرد وصوله إلى مجرى الدم، يتم تصفية أصباغ بيتالين عن طريق الكلى، حيث يتم التخلص منها خلال 2-8 ساعات بعد تناول الطعام.
رؤية البول أحمر بشكل مستمر قد يكون نتيجة لفقدان الدم، أو الإصابة بالعدوى، أو نتيجة لمشاكل في البروستات، أو السرطان، أو الخراجات، أو حصى الكلى، أو بعد الركض لمسافات طويلة، فإذا كنت ترى بأن بولك ذو لون أحمر ولم تكن قد تناولت الشمندر، راجع طبيبك.
كيف يجب أن يبدو بولك؟
ينبغي أن يكون بول العادي بلون القش، فإذا كان بولك عديم اللون بحيث يبدو مثل الماء، فربما تكون قد أكثرت من شرب السوائل، أما البول الذي يمتلك لوناً أصفراً داكناً فعادة ما يعني بأن الجسم جاف قليلاً وتحتاج إلى شرب المزيد من المياه.
تحدث ألوان بول غريبة نتيجة لتناول الأغذية أو الأدوية أو المرض.
إذا كان بول ذو لون يشبه لون العسل الأسود، فأنت بحاجة لإجراء فحص طبي، فعلى الرغم من أن السبب قد يكون الجفاف الشديد، إلّا أن هذا يمكن أن يكون أيضاً علامة على وجود أمراض في الكبد، مثل التهاب الكبد وتليف الكبد، حيث يمتد تراكم البيليروبين إلى بول، والبيليروبين هو نتاج انهيار خلايا الدم الحمراء، كما أنه مسؤول عن اللون البني الطبيعي للبراز.
يمكن أن يتحول لون البول إلى البرتقالي الزاهي أو الأصفر عند تناول البيتا كاروتين أو مكملات فيتامين (ب) الغذائية، وخاصة الجرعات الكبيرة من فيتامين (ب2)، فهذه المكملات تذوب في الماء، وما لا يمكن للجسمك استخدامه أو تخزينه منها يتخلص منه عن طريق الكلى ومنها إلى بول.
من جهة ثانية، فإن الأدوية بما في ذلك فينازوبيريدين (دواء التهابات المسالك البولية)، وريفامبين (مضادات حيوية لعلاج السل وداء المحاربين القدماء)، والوارفارين (تجلط الدم) وبعض الملينات يمكن أيضاً أن تغيير لون بول.
إذا كنت تشاهد بول أزرق أو أخضر، فعلى الأرجح أن ذلك يعود لتناولك لملونات الطعام أو أزرق الميثيلين الذي يستخدم في بعض إجراءات اختبارات التشخيص وبعض العقاقير، ولكن هناك أيضاً مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تؤدي لتلون البول بالأزرق أو الأخضر، وهذه الأدوية تشمل مضادات الهيستامين، مضادات الالتهاب، مضادات الجراثيم، مضادات الاكتئاب، وبعض الأدوية الغثيان أو تلك التي تستخدم للحد من حمض المعدة.
هناك أيضاً عوامل وراثية نادرة مثل مرض هارتناب ومتلازمة الحفاضات الزرقاء، قد سبب أخضرار وأزرقاق البول، لذلك يجب مراجعة الطبيب إذا ما استمر هذا اللون بالظهور أو حدث هذا عند الأطفال الرضع.
لا يجب أن ترى بول أرجواني، ولكن العاملين في المستشفى يمكن أن يروه، فمتلازمة ” كيس البول الأرجواني” تحدث لدى المرضى الذين تم إجراء القسطرة لهم والذين يعانون من التهابات أو المضاعفات، فالقسطرة أو الكيس يتحول إلى اللون الأرجواني بسبب التفاعل الكيميائي بين منتجات انهيار البروتين في البول والبلاستيك.
في بعض الأحيان، يمكن أن يكون بول رغوياً، ولكن هذا رد فعل طبيعي إذا كان استهلاك الشخص من البروتين مرتفع وكان البول يخرج بسرعة، كما أنه من المرحج أن ترى هذا الأمر إذا كنت تستهلك مساحيق البروتين أو مكملات البروتين، فالبروتين الزائد لا يمكن تخزينه في الجسم، لذلك يتم إزالة عنصر النيتروجين منه (المسؤولة عن زبد)، وتقوم الكلى بإفرازه بشكل مادة البولة، ولكن مع ذلك، فإن عليك مراجعة طبيبك إذا لم تزل الرغوة بعد فترة أو إذا ما ساء وضعها، حيث يمكن للبروتين أن يتسرب إلى بول إذا كان هناك مرض في الكلى.
ألوان البراز
يتراوح لون البراز الطبيعي بين الأصفر الفاتح إلى البني والبني الغامق، وهذا اللون هو نتيجة لمزيج من المادة الصفراء، والتي تبدأ بلون أخضر في المرارة، والبيليروبين وهو ناتج أصفر لتحلل خلايا الدم الحمراء.
يمكن أن يتحول البراز إلى اللون الأخضر بعد تناول أنواع معينة من الطعام والشراب التي تحتوي على الألوان الزرقاء والخضراء من ملونات الطعام، أو إذا كان الطعام ينتقل بسرعة كبيرة خلال القناة الهضمية وكان هناك بعض من المادة الصفراء لا تزال موجودة فيه.
إذا كان البراز ذو لون أصفر، وكان دهنياً وذو رائحة سيئة جداً، فإن هذا قد يكون إشارة لوجود سوء امتصاص للأغذية، وإذا كان هذا اللون يرتبط مع فقدان في الوزن في مرحلة البلوغ أو ضعف النمو لدى الأطفال، فيجب عندها رؤية الطبيب لاستبعاد وجود التهابات في الأمعاء مثل الجيارديا أو الحالات الطبية مثل مرض الاضطرابات الهضمية.
يمكن أن يظهر البراز بلون الشاحب جداً أو ذو لون يشبه لون الطين عند تناول بعض الأدوية المضادة للإسهال، أو عندما تؤثر مشاكل الجهاز الهضمي على الكبد، الأمعاء، البنكرياس أو المرارة.
على الطرف الآخر من الطيف اللوني، يمكن براز أن يكون أسود، وهذا قد يكون دليلاً على وجود مشكلة طبية خطيرة تسبب نزيف في المعدة أو الأمعاء الدقيقة، أو قد تكون أيضاً نتيجة جانبية غير مؤذية من تناول مكملات الحديد، أو تناول الكثير من عرق السوس.
يمكن للبراز الأحمر أن يكون أيضاً إشارة عل وجود مشكلة طبية خطيرة، فقد يكون السبب وراء ذلك هو نزيف في الأمعاء الغليظة، أو من البواسير، أو قد تكون أيضاً نتيجة ثانوية غير ضارة لتناول كميات كبيرة من ملون الطعام الأحمر.
إذا كنت لا تعرف ما لون بولك أو برازك، فألقاء نظرة، فإذا رأيت اللوناً خارجاً عن المألوف ولم تكن قد تناولت شيء غير عادي، فالتقاط صورة له وحدد موعداً لعرضها على طبيبك.