إذا كنت تعتقد بأن مشروبات الطاقة ليست أكثر من مجرد ماء وسكر وبعض المواد الإضافية القليلة، فإن علماء مايو كلينيك يؤكدون لك بأن هذه المشروبات يمكن حقاً أن تؤذي الجسم بشكل كبير.
أشار فريق من باحثي القلب والأوعية الدموية في العيادة التي تقع في روتشستر بولاية مينيسوتا، بأن علبة واحدة من مشروب الطاقة يمكن أن تتسبب بإرتفاع ضغط الدم وزيادة إفراز هرمون المكافحة أو الهروب (النورادرينالين) خلال 30 دقيقة فقط.
تم التوصل إلى هذه الاكتشافات بمساعدة 25 متطوع، كان كل واحد منهم قد تناول علبة مشروب طاقة بسعة 16 أوقية (أونصة) على الريق في خمس دقائق أو أقل، وكانت كل واحدة تحتوي على 240 ملليغرام من الكافيين و2000 ملغ من التورين، وذلك إلى جانب احتوائها على بذور الجوارانا، وجذور نبات الجنسنغ ومستخلص حليب الشوك.
في يوم آخر، قام المتطوعون أنفسهم بشرب مشروب طاقة “وهمي” يمتلك ذات طعم مشروب الطاقة الأصلي الذي تناولوه في اليوم السابق ولكن من دون الكافيين والتورين أو غيرها من المنشطات، ولم يكن الرجال الـ14 والنساء الـ11 يعلمون بأنهم يشربون مشروب طاقة وهمي.
جميع المتطوعين كانوا بصحة جيدة، وكان متوسط أعمارهم يبلغ 29 عاماً، في حين كان متوسط مؤشر كتلة أجسامهم يصل إلى 25، ولم يكن أي منهم يتعاطى أي نوع من الأدوية، ولم يكونوا قد شربوا الكحول أو الكافيين لمدة 24 ساعة قبل كل اختبار.
قبل تناول أول رشفة من المشروب، تم قياس معدل ضربات قلب المتطوعين وضغط الدم لديهم كما تم أخذ عينة من دمهم، وتم تكرار ذلك بعد مضي ثلاثين دقيقة من شرب المتطوعين لعلبهم، والجدير بالذكر أن الباحثين الذين قاموا بأخذ القياسات كانوا لا يعلمون أيضاً ما إذا كان المتطوعون قد شربوا مشروب الطاقة الحقيقي أم الوهمي.
كان معدل ضربات القلب وقراءات ضغط الدم للمتطوعين في معدلاتهما الطبيعية عند بدأ التجربة، ولكن بعد تناولهم لمشروب الطاقة، ارتفع ضغط الدم الانقباضي لديهم بحوالي 6%، أي من 108.4 ملليمتر زئبقي إلى 115 ملم زئبقي وسطياً، وارتفع ضغط الدم الانبساطي أيضاً لحوالي 7%، أي من 64.3 مم زئبقي إلى 68.5 ملم زئبقي وسطياً، وعلى النقيض من ذلك، فقد ارتفع ضغط الدم الانقباضي 3% فقط، في حين بقي ضغط الدم الانبساطي في مستوياته ذاتها بعد شربهم للمشروب الوهمي.
كلا المشروبين أديا إلى حدوث زيادة طفيفة في معدل ضربات القلب -أي زيادة متوسطها 3.1 نبضة في الدقيقة سببها مشروب الطاقة وزيادة متوسطها 4.3 سببها المشروب الوهمي، وتلك النتائج كانت متماثلة تقريباً.
ولكن الفارق الكبير كان في مستويات النورايبنفرين في الدم، وهي مادة عصبية تمهد لإفراز الإيبنفرين (المعروف بالأدرينالين)، بعد تناول مشروب الطاقة الحقيقي، حيث أن متوسط كمية النورايبنفرين ارتفعت من 149.8إلى 249.8 بيكوغرام في كل ملليلتر من الدم، في حين كانت زيادة النورايبنفرين في الدم من 139.9 إلى 178.6 غرام / مل بعد الانتهاء من تناول المشروب الوهمي.
لمعرفة ما إذا كانت المواقف المتوترة تعزز من تأثير مشروبات الطاقة، طلب الباحثون من المتطوعين أن يقوموا بالإجابة على أسئلة في الرياضيات وهم في حالة من التوتر، كأن يضعوا أيديهم في الماء المثلج لمدة دقيقتين، ولكن لم يكن لتلك الضغوطات أي تأثيرات ملحوظة.
أشار الباحثون في دراستهم التي تم نشرها في النسخة الإلكترونية من مجلة (the American Medical Assn)، بأن النتائج التي توصلوا إليها تسببت بإقلاقهم، فزيادة ضغط الدم ومستويات النورايبنفرين بعد تناول مشروب الطاقة قد تجعل الأشخاص أكثر عرضة لمشاكل في القلب والأوعية الدموية.
يضيف الباحثون بأن النتائج قد تختلف تبعاً لنوع مشروب الطاقة الذي يتم تناوله، أو إذا ما تم إجراء هذه التجارب على مجموعة أكبر من المتطوعين، علماً بأن مشروب الطاقة الذي كان يتم إجراء التجربة عليه يدعى (Rockstar).