بالنسبة لبعض الناس النحل هو مجرد إزعاج. إنهم يتجولون، ويقفون داخل علب الحلوى والعصائر، ويطاردون الناس في الشارع وأحيانًا يلدغ. إذا كنت غير محظوظ بما يكفي لأنك تعاني من الحساسية، فقد يكون النحل تهديدًا قاتلًا.
ومع ذلك، فإن الحقيقة البسيطة هي أنه إذا لم يكن النحل موجودًا، فأن بقاء الجنس البشري سيكون موضع شك.
في السنوات الأخيرة لوحظ انخفاض في عدد النحل. تم إضافة بعض أنواع النحل إلى قائمة الانواع الحيوانية المهددة بالانقراض.
سبب اختفاء النحل كثيرة من الأسباب المحتملة إصابة الخلية بالطفيليات والتغير المناخي ولكن يبقى السبب الرئيسي هو المبيدات الحشرية
فمع الاستخدام المكثف للمبيدات الحشرية، والمعروفة باسم neonicotinoids (فئة جديدة نسبيا من المبيدات الحشرية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للحشرات، مما يؤدى إلى الشلل والموت) كان لها الدور الرئيسي في انخفاض اعداد النحل، عندما يتعرض النحل لها يصاب بالصدمة وينسي طريقه إلى الخلية (يشبه إلى حد ما اعراض الإصابة بالزهايمر) هذه المبيدات تساهم بشكل مباشر في ظاهرة تُعرف باسم اضطراب انهيار المستعمرات التي من خلالها يتخلى نحل العسل عن خلاياهم تلقائيًا.
حتى لو كنت تكره النحل، فأنت بحاجة إليه. فهو مسؤول عن الكثير من الطعام على طبقك، حيث يقوم النحل بتلقيح ثلث إمداداتنا الغذائية، ببساطة فقدان النحل سيؤدي إلى تغيير جذري في النظم الغذائية للإنسان ولكن لن يؤدي على الأرجح إلى المجاعة فغالبية السعرات الحرارية البشرية لا تزال تأتي من حبوب القمح والأرز الملقحة بالرياح وبالتالي لا تتأثر بتجمعات النحل. ومع ذلك من منظور السعرات الحرارية سيكون نظامنا الغذائي آمنًا، أما من وجهة نظر التنوع ستكون الأمور قاتمة فالكثير من الفواكه والخضروات ملقحة بالحشرات ولا يمكن زراعتها على نطاق واسع، وسيكون سعرها باهظ في حالة انقراض النحل على الرغم من أن التلقيح اليدوي يمثل إمكانية لمعظم محاصيل الفاكهة والخضروات، إلا أنه تكلفة استخدام اليد العاملة والمعدات اللازمة لذلك سيكون باهظ الثمن وبالتالي أسعارها ستكون عالية جدا وليست في متناول جميع البشر.
إن إنتاج كميات أقل من المحاصيل الغذائية سيؤدي في النهاية إلى مجاعة في جميع أنحاء العالم. الجوع والفقر سيكونان شائعين للغاية، مع تناقص الطعام سيموت البشر من الجوع. لقد فعل البشر أكثر من غيرهم لتدمير الكوكب، وبالتالي فمن واجبنا عكس هذا الاتجاه والكفاح من أجل صحته. نحن لدينا كوكب واحد نعيش عليه وهو الأرض، لا توجد فرص ثانية في أي كوكب آخر. عندما تنقرض الأنواع الحيوانية والنباتية (شركائنا على الكوكب) ستكون هذه هي النهاية.
لا يمكننا السماح للنحل بالانقراض إذا كان لدينا أي أمل في البقاء على قيد الحياة. وبالمثل حان الوقت لفتح أعيننا على تأثير تغير المناخ ومن المطمئن أن الدراسات أظهرت أنه بسبب الجهود البشرية بدأت طبقة الأوزون الآن في الشفاء، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. ستكون حماية الكوكب مهمة مستمرة تتطلب يقظة مستمرة. لا يوجد وقت أفضل من الآن للبدء في عكس الأثر الضار للبشر على البيئة. الخطوة الأولى هي تثقيف الناس حول المشكلة، وكيف يمكنهم المساهمة في الحل.
هذا مسعى يتطلب مشاركة جميع سكان العالم البالغ عددهم ما يزيد عن 7مليار نسمة. عندما يتعلق الأمر ببقاء الكوكب، لا يمكننا أن نكون جاهلين أو غير مبالين.