أصبحت المكملات الغذائية شائعة الاستخدام أكثر من أي وقت مضى، حيث تتوفر أنواع مختلفة لدعم صحة العظام، الجهاز الهضمي، والعيون، بالإضافة إلى المكملات الخاصة بالنساء والرجال، وهنا يكمن ذلك السؤال، ما هي الفروقات بين المكملات الغذائية لكلا الجنسين؟ وهل هناك خطر صحي إذا تناول الرجال مكملات النساء أو العكس؟
مما تتكون المكملات الغذائية للرجال؟
تتألف المكملات الغذائية للرجال من فيتامينات ومعادن أساسية مثل فيتامينات A، D، C ومعادن مثل الحديد، البوتاسيوم، والمغنيسيوم. كما تحتوي على عناصر تعزز الدورة الدموية وصحة البروستاتا مثل السيلينيوم والليكوبين، والتي أظهرت الأبحاث فعاليتها في الوقاية من سرطان البروستاتا.
مما تتكون المكملات الغذائية الخاصة بالسيدات؟
أما المكملات الغذائية للنساء فتشتمل أيضًا على العناصر الغذائية الأساسية لكلا الجنسين كالفيتامينات والمعادن مثل الكالسيوم، المغنيسيوم، والحديد، لكن تختلف النسب بناءً على احتياجات جسم الأنثى المختلفة عن جسم الذكر. فمثلاً، نظرًا لفقدان النساء للدم شهريًا خلال الدورة الشهرية، تكون نسبة الحديد في مكملاتهن أعلى. كما تحتوي على البيوتين بنسب عالية لدعم صحة الشعر والأظافر، وهي متطلبات أساسية وحيوية بالنسبة للنساء أكثر من الرجال.
ما الذي قد يحدث إذا تناول أحد الجنسين الفيتامينات المخصصة للجنس الآخر؟
إذا تناول أحد الجنسين الفيتامينات الخاصة بالجنس الآخر، ففي الغالب لن يكون هناك خطر إذا كان الأمر عرضيًا. ومع ذلك، قد يؤدي الاستخدام المستمر إلى مشاكل صحية.
إذا تناول الرجال مكملات النساء، فإن الحديد الزائد قد يسبب مشاكل صحية خطيرة، حيث تربط الدراسات الحديثة بين الاستهلاك المفرط للحديد ومشاكل في الكبد، البنكرياس، والقلب. لذا، توصي الإرشادات الحديثة بإعطاء مكملات الحديد للنساء فقط في حالات الأنيميا أو نقص الحديد.
بالنسبة للنساء، قد يؤدي تناول فيتامينات الرجال على المدى الطويل إلى مشاكل صحية أيضاً، نظرًا لأن فيتامينات الرجال تحتوي عمومًا على مستويات أعلى من العناصر الغذائية. على سبيل المثال، يحتاج الرجال إلى 900 ميكروغرام من فيتامين أ يوميًا، بينما تحتاج النساء إلى 700 ميكروغرام فقط. وينطبق الأمر نفسه على باقي العناصر الغذائية؛ إذ يحتاج الرجال إلى 15 ملليغرام إضافية من فيتامين ج، و30 ميكروغرام إضافية من فيتامين ك، و3 ملليغرامات إضافية من الزنك. وبالتالي، فإن إمداد الجسم بعناصر أكثر مما يحتاجه بصورة مستمرة قد لا يكون ضروريًا بل قد يصبح ضاراً مع الوقت.
هل نحتاج لتناول المكملات الغذائية حقاً؟

هذا السؤال يطرح نفسه، فهل هذه المكملات ضرورية حقًا؟ وفقًا لآراء الأطباء، فإنك في الغالب لا تحتاج إلى هذه الحبوب إذا كنت تتناول غذاءً صحيًا متكامل العناصر الغذائية وغنيًا بمضادات الأكسدة، والذي سيمد جسمك بكل ما يحتاجه ويساعد على تقوية جهاز المناعة ومقاومة الأمراض. وفي هذه الحالة، لن تقدم هذه الحبوب أي حماية إضافية ضد الأمراض كما يعتقد البعض. تصبح هذه الحبوب مهمة حقًا عند وجود مشكلة مرتبطة بنقص العناصر، كالحمل والرضاعة مثلاً، حيث تحتاج الأم إلى المزيد من العناصر الغذائية لدعم صحة الجنين ونموه وتطوره، ثم لتكوين الحليب الضروري لتغذيته في أول عامين من حياته.
بشكل عام، لا يُنصح بتناول أي نوع من المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب، الذي سيحدد النوع المناسب والجرعة الملائمة لعمرك وحالتك الصحية. واعتمد على النظام الغذائي الصحي والنوم المنتظم والرياضة وستكون لديك النتيجة المرجوة من تناول المكملات الغذائية بل وأفضل. أتمنى لكم الصحة والسلامة!