يعتبر الشعب الياباني من أكثر سكان الأرض صحة، حيث يتمتعون بأعلى معدلات في الأعمار المتوقعة للرجال (76) والنساء (86)، ومعدل السمنة لديهم لا يتجاوز الـ 3%، وهو أقل معدل في جميع أنحاء العالم، (في حين أن معدل السمنة في الولايات المتحدة يصل إلى 32%)، كما أن لديهم أدنى معدل من التعرض لأي نوع من الأخطار التي تسبب الوفاة، وذلك إلى جانب أنهم يمتلكون أقل نسبة من احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.
ولكن ما الذي يفعلونه ليحصلوا على مثل هذه المعدلات؟
الجواب هو “تناول السوشي”.
أو إن كنا نريد أن نكون أكثر دقة، تناول سمك السلمون، والتونة، وسمك القد والماكريل والأخطبوط، وثعبان البحر، والقليل من اللحم البقري، وبعض الدجاج، وكمية كبيرة من الأرز والمعكرونة المصنوعة من الحنطة السوداء، والجزر والخيار والفطر والمخللات، وبشكل أساسي، كل ما تراه على قائمة الطعام في مطعم السوشي المحلي في بلدتك.
نعم، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في مجلة (The British Medical)، فإن الحمية اليابانية النموذجية – والتي تم تحديدها من قبل الإرشادات الغذائية في البلاد على أساس 5 إلى 7 حصص يومياً من الحبوب، 5 إلى 6 حصص من الخضار، 3 إلى 5 حصص من اللحم والأسماك، وحصتين من منتجات الألبان والفواكه- هي ما يبقي مواطني هذا البلد يتمتعون بصحة جيدة بشكل غير عادي.
بالإضافة إلى تناول الأطعمة الكاملة التي يكون معظمها غنياً بالطاقة بالنسب الصحيحة، يتناول اليابانيون أيضاً حصصاً صغيرة من الطعام، لذلك تكون كمية السعرات الحرارية المتناولة يومياً أقل بنحو 25% من تلك التي يتناولها الأمريكيون، وهذا بحد ذاته يمكن أن يكون أمراً صحياً، حيث أظهرت الدراسات أن تخفيض 8% فقط من السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى زيادة أمد الحياة.
لتنفيذ هذه المبادئ التوجيهية في حياتك الخاصة، حاول زيادة نسبة تناولك للأسماك والخضار والحبوب، وفي المرة القادمة التي تزور فيها مطعماً يابانياً للسوشي، تخلى عن شخصيتك الشرهة للطعام، والتزم بالمأكولات اليابانية التقليدية عن طريق اختيار الساشيمي (شرائح من السمك النيء)، والنيجيري (أسماك نيئة فوق حفنة من الأرز)، والتيماكي (مخروط من الأعشاب البحرية يحتوي على الأرز والأسماك النيئة).