يعتبر البعوض من ألد أعداء الانسان،لا سيما و أن التقارير الطبية تشير إلى أن هذه الحشرات تتسبب في وفاة حوالي مليون شخص حول العالم سنويًا بسبب الأمراض المعدية والميكروبية التي تنقلها وتسببها. ومن أكثر هذه الأمراض شيوعًا هي الملاريا والحمى مثل حمى غرب النيل وفيروس زيكا وغيرها من الأمراض، والتي تسبب أزمة عالمية حقيقية خاصةً في الدول الفقيرة و أماكن تكاثر البعوضيات مثل أسطح المياه المكشوفة والتي تشكل وسطًا ملائمًا لوضع بيوضها فيه.
هل لاحظت يوما أنك قد تتعرض لسعات بعوض بينما أحد من الأشخاص بجوارك- بنفس المكان- قد لا يتعرض لأي لسعة من البعوض؟ كما أنه قد يلجأ بعض الأشخاص لتغليف وعزل أنفسهم تمامًا هروبًا من لسعات البعوض.
سنتطرق في هذه المقالة للأسباب التي تجعل الأشخاص يتعرضون للسعاتٍ بعوضية أكثر من غيرهم! حيث يقدر العلماء أن حوالي 20% من الأشخاص هم أكثر عرضة للسعات البعوض أكثر من الآخرين. لكن ما السر في ذلك؟
يرجع ذلك إلى عدة عوامل مختلفة، و بشكل أساسي إلى طبيعة الجينات الوراثية للأشخاص. وهي احدى الوسائل التي يستخدمها البعوض في الكشف عن ضحيته من خلالها حيث يعتمد في بحثه عن الضحية من خلال كمية ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه الانسان .. وهو مؤشر ومنبه له بوجود كائن ثديي في الأرجاء.
كما أن نشاط ومعدل العمليات الأيضية يرجع بشكل رئيسي إلى الجينات الوراثية. حيث أن هناك علاقة طردية بين كمية ثاني أكسيد الكربون التي ينتجها الانسان و معدل عملية الأيض ونشاطها. فكلما ازداد نشاط الانسان نتيجة للممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني أو تناول المشروبات “الكحولية” ومشروبات الطاقة يزداد بالمقابل معدل ثاني أكسيد الكربون المنتج في الهواء (المؤشر والعامل الجوهري في انجذاب البعوضيات). و على الرغم من كون الجينات تلعب دورًا هامًا في التعرض للسعات هذه الحشرات إلا أنه لا يزال بالإمكان تغيير ذلك لحدٍ ما.
يجدر بالذكر أن الأشخاص الرياضيين أو الأشخاص الذين يتحركون بشكل مستمر هم من أكثر الأشخاص عرضةً للدغات البعوض ، ويرجع ذلك لإنتاج حمض اللكتيك وهو مؤشر ومحفز لانجذاب البعوض.
علاوة على ذلك، فإن بعض البعوض يفضل النساء الحوامل لأنه يجدها فريسةً ملائمةً نظرًا لأن أنثى البعوض تحاول قدر الامكان أن تلسع الأشخاص كمحاولة منها لإنتاج البيض المخصب *
*فالحقيقة أن البعوض لا يمتص الدم للحصول على الغذاء لكنها طريقة تستخدمها أنثى البعوض لتنشيط جهازها التناسلي وانتاج البيوض الملقحة. و لا علاقة لذكور البعوض بكل الأمراض التي يتم انتقالها بسبب البعوض.
كما أن النساء الحوامل لديهم معدل أيضٍ مرتفع أكثر من النساء الغير حوامل. ففي دراسة حديثة وُجد أن النساء الحوامل ينتجن غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر ب21% من نظيراتهن من النساء الغير حوامل. الزيادة في معدلات الأيض لدى النساء الحوامل تجعل درجات حرارتهم مرتفعة أكثر والذي بدوره يجعل البعوض أكثر جاذبية لهن من دون غيرهم.
عوامل أخرى لانجذاب البعوض لبعض الأشخاص دون غيرهم:-
كما أن ارتفاع نسبة الكوليسترول والمركبات الستيرويدية على الجلد، ( ليس كوليسترول الدم) حيث أنه قد يكون كوليسترول الدم في مستوياته الطبيعية أو أقل مع ذلك لا ينجذب البعوض للأشخاص ذوي الكوليسترول المرتفع أو الأقل دون غيرهم.
كما أن زيادة انتاج المركبات الحمضية مثل حمض اليوريك على الجلد هي من المحفزات التي تجذب البعوض. لذلك نجد الأشخاص المدمنين على شرب الكحول أكثر عرضة من غيرهم لقرصات الناموس وغيرها من الحشرات.
يرجع سبب انجذاب البعوض لبعض الأشخاص دون غيرهم لمجموعة من العوامل الجينية والكيميائية ومعدل نشاط العمليات الأيضية لدى الشخص والتي تلعب دورًا رئيسيًا في انجذاب البعوض لبعض الأشخاص دون غيرهم.