من منا لم يشعر بالدوار من قبل؟ أو حتى بدوخة بسيطة بعد أن قام فجأة من جلوس طويل؟
بالطبع لا أحد فالدوار هو شيء عادي قد يحدث لنا حتى بسبب فيروس في المعدة نتيجة عشاء ثقيل. ولكن في حين أن ذلك الدوار غالبا ما يكون من الآثار الجانبية لمشاكل طفيفة وسطحية، إلا أنه في نفس الوقت يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة صحية خطيرة! .
“فالدوخة ليست أمرا طبيعيا على الإطلاق” تقول دونيكا مور رئيسة مجموعة صحة المرأة Sapphire، والتي تتناول آخر القضايا الطبية وخاصة المتعلقة بالمرأة “فالدوخة تدل على أن هناك شيئاً ما خاطئاً، الأمر الذي يمكن أن يكون بسيطاً وسهل الاصلاح جداً أو يمكن أن تكون علامة على أن شيئا ما أكبر يحدث في جسمك “
فالدوار هو الشكوى الأكثر شيوعا بين كبار السن البالغين، ربما لكونه أحد التأثيرات الجانبية التي تصاحب كل دواء تقريبا، أو بسبب التغيرات المرتبطة بالعمر التي تحدث في الجسم، والتى تسبب بدورها الدوار أحيانا كثيرة هي الأخرى.
في الكثير من الحالات فإن القليل من العناية الذاتية ستزيل شعور الدوخة ذاك تماما، إلا أنك يجب أن تأخذها على محمل الجد، وخاصة إذا تكررت باستمرار في فترات متقاربة لأنها غالبا ما تخفي مشكلة أكبر، غير أن الدوخة قد تتسبب اختلال توازنك وبالتالي وقوعك معرضا عظام جسمك لخطر الكسر وخاصة الوركين أو الرأس أو أي شيء آخر.
فاذا كنت تشعر بالدوار فأول شيء عليك أن تفعله هو الجلوس أو الاستلقاء، وبعد ذلك تتصل بشخص يستطيع مساعدتك وإيصالك إلى طبيب أما آخر شيء يمكن أن تقوم به، هو أن تحاول مثلا القيادة حتى الطبيب، فمن الوارد للغاية أن يتسبب الدوار في سلسلة مخيفة من حوادث السيارات.
ولكن ما الذي يسبب الدوار؟
إليك الثمانية أسباب الأهم على الاطلاق المسببة للدوار:
1.الجفاف أو ارتفاع درجة الحرارة:
إذا جلست طويلاً في مكان عالي الحرارة، أو في رحلة طويلة بالطائرة، أو قمت بتمارين رياضية كثيرة، أو قضيت وقتاً طويلاً في غرفة ذات تدفئة زائدة بسبب الشتاء، أو حتى نسيانك أن تأكل أو تشرب طول اليوم لأنك كنت مشغولاً يجعلك تشعر بالدوار.
-ماذا عليك أن تفعل حينذاك إذن؟
حين تشعر بالغرفة تلف بك، أو أن رأسك تدور، سارع إلى شرب كوب من الماء أو عصير من البرتقال أفضل، لأنه يعطيك بعض السكر أيضاً، لأنك إذا كنت تعاني جفافاً أو حرارة زائدة فقد يعني هذا تلازم انخفاض السكر معه، والعصير الذي لن يضرك بالتأكيد يحتوي على السكر الذي يرفع مستوى السكر في دمك، كما أنه عليك أن ترقد لبعض الوقت وترتاح، وإذا كنت تعيش لوحدك تأكد أن تتصل بصديق أو قريب لتخبره بأن يتفقدك بعد ربع ساعة ويطمئن عليك، إذا بقيت تشعر بالدوار بعد الشرب والراحة ولم يختف الشعور، عليك أن تتصل بالطبيب.
2.الدوار بسبب تغيير الوضعية عندما تقوم:
هل تشعر أن الغرفة تدور بك حين تقوم من السرير؟ هذا يسمى “نوبات الدوار الحميدة بسبب تغيير الوضعية” وهذا الاسم كبير وربما يخيفك، لكنه مشكلة شائعة، فكلما تقدمت في السن كلما عانيت من الدوار أكثر، وهذا بسبب التغييرات التي تحدث في أذنك عندما تتقدم في السن، فالأذن الداخلية المسئولة عن التوازن هي السبب في أكثر من نصف حالات الدوار في الناس فوق الخمسين، إذا استمر هذا النوع لديك اتصل بالطبيب.
-كيف يمكن إصلاح ذلك؟
قد تدهش لبساطة الطريقة التي سيقوم بها الطبيب ليختفي الدوار فجأة بينما تظنها أنت معقدة، فهو سيقوم بتجريب بعض طرق تغيير وضعية الرأس إلى أن يختفي، إذ يؤثر على إعادة ترتيب بلورات الكالسيوم الموجودة في أذنك وتسبب هذه النوبات، إذا لم ينفع هذا، فقد يستخدم الطبيب بعض الأدوية المضادة للغثيان، أو قد ينصحك بشأن تمرينات للرأس لتقوم بها بنفسك.
3.السكتة الدماغية أو السكتة الدماغية العابرة:
عادة لا يكون الدوار هو أول أعراض السكتة الدماغية، لكن إذا عانيت معه من شعور مفاجئ بالضعف في نصف جسدك أو شلل له، أو صداع شديد فهذا يعني أن هناك جلطة في دماغك الآن وهذا وضع خطير، اتصل بالإسعاف فوراً.
-ماذا على الأطباء أن يفعلوا؟
سوف يفحصك الأطباء فحوصات السكتة الدماغية ويعرفوا نوعها، ثم يتعاملون معها بناء على ذلك، معطين إياك مرققات الدم وخافضين ضغط دمك إن كانت بسبب الجلطة.
- دوار بسبب الأدوية:
إذا قرأت وصفات الأدوية فإنك ستجد الدوار كأثر محتمل، وهذا يشيع كثيراً مع أدوية الضغط، لهذا فعلينا مراقبة المريض معها جيداً لتلافي الانخفاض الزائد أو الارتفاع الزائد، لذلك فإذا تناولت دواء بوصفة طبية أو من غيرها وبدأت بالشعور بالدوار، فقد يعني هذا أن عليك أن تبدله أو تتوقف عنه.
-ماذا أفعل عندما أعاني منه؟
إذا شعرت بالدوار بعد استخدامك للدواء، استشر طبيبك وأخبره قائمة كاملة عن كل الادوية أو الأعشاب التي كنت تتناولها موصوفة كانت أم غير موصوفة طبياً، فقد يكون هذا بسبب دواء معين أو تداخل بين الأدوية لذلك على طبيبك أن يعرف كل شيء، تغيير بسيط ربما أو تعديل في الجرعة قد يسبب لك تخفيفاً كبيراً.
5.الأنيميا:
مستويات الحديد المنخفضة في دمك والمعروفة بالأنيميا تسبب انخفاض طاقتك والشعور بالإجهاد، وقد ترتبط أيضاً بالشعور بالدوار.
-كيف يمكن إصلاح ذلك؟
سوف يقوم الطبيب بسحب بعض الدم منك وتحليله لمعرفة ما إن كنت تعاني من الأنيميا أم لا، وإذا كنت تعاني منها فعندها سوف يعطيك مكملات الحديد والذي سوف يجعلك تشعر بأنك أفضل وتخفف الدوار.
6.مرض مينيير:
الناس في سن الخمسين والستين هم الأكثر عرضة لهذا المرض، وهو يحدث بسبب اضطراب في الأذن الداخلية، يعاني فيه المصاب من دوار ربما يكون مصحوباً بصفير في الأذن الداخلية أو طنين وضعف في السمع أو الشعور بالضغط أو الامتلاء أو حتى الألم، وقد تكون مصحوبة أيضاً بغثيان أو قيء، لا أحد يعرف سببه بعد، لكن هناك نظريات تقول أن هذا يحدث بسبب كمية غير طبيعية من السوائل في الأذن الداخلية، قد تحدث نوبة تزداد فيها شدة الأعراض فجأة تستمر من 20 دقيقة إلى بضعة ساعات.
-كيف يمكن إصلاح ذلك؟
لا يمكن علاج مرض مينيير لكن يمكن تخفيف الأعراض فقط، قد يستخدم الأطباء في ذلك الأدوية المضادة لدوار البحر أو الأدوية المضادة للغثيان أو حتى الأدوية المدرة للبول لتقليل السوائل في جسمك، ربما يستخدمون سماعة لمساعدة ضعاف السمع وفي الحالات الشديدة قد يحقن الطبيب في الأذن الوسطى بعض الادوية لتخفيف الدوار، على المرضى بهذا المرض أن يحصلوا على قسط كاف من النوم ويتجنبوا الكافايين والتدخين والكحوليات، إذا تعرضت لنوبة من هذا المرض لا تقد سيارتك، إذا كنت على الطريق بالفعل توقف على جانب الطريق.
7.دوار انخفاض السكر:
إذا كان لديك انخفاض في السكر فسوف تشعر بالدوار، وربما تتعرق وترتجف وحتى ربما يغمى عليك، أما إذا كنت مصاباً بمرض السكري فهذا قد يحدث لك بسبب جرعة زائدة من الأنسولين أو جرعة ناقصة، أو بسبب تفويت وجبة بعد تناول الدواء، أم أنت كشخص طبيعي فقد يحدث لك هذا بسبب إجهاد زائد أو بسبب مرور عدة ساعات دون تناول طعام أو شراب، عندها ينخفض السكر في دمك، وتعاني الدوار.
-كيف يمكن إصلاح ذلك؟
تناول شيئاً سكرياً بسرعة مثل عصير البرتقال، احرص على وجود شيء سكري أو حلويات في حقيبتك دائماً خاصة إن كنت مريض سكر إذ أنها قادرة على استعادة مستوى السكر، كما ضع ورقة تنبه لكونك مريضاً بالسكر في حقيبتك تحسباً لإغماء مفاجئ أو أي حالات طارئة.
8.انخفاض ضغط الدم:
انخفاض الضغط يسبب الدوار، عندما يصبح ضغط دمك أقل من 100 على 60 فهذا يعني كونه منخفض وأن عليك فعل شيء، إلا إذا كان هذا مستواه الطبيعي بالنسبة لك، ربما يحدث هذا بسبب الجفاف أو مشاكل في القلب أو الغدد أو بسبب عدوى.
-كيف يمكن إصلاح ذلك؟
يختلف تعامل الطبيب مع الأمر حسب السبب، فقد يكون عليك أخذ مشروبات أو موالح أكثر لأن السوائل ترفع ضغط دمك، وقد ينصحك الطبيب باستخدام جوارب ضاغطة لقدميك لمساعدة رجوع الدم منها ورفع الضغط.
في المجمل، الدوار ليس حالة طارئة، إلا أن عليك أن تتصل بالإسعاف إذا كان لديك أحد هذه الأعراض معها:
-إغماء أو فقد للذاكرة
-ألم في صدرك
-أسوأ صداع في حياتك
-إذا شعرت بتأثر بصرك أو سمعك
-ضعف نصف جسدك أو شلل
فهذه الأعراض تحدث بسبب حالات طارئة مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو التهاب العصب الثامن أو التهاب الأذن الداخلية أو عدوى فيروسية للأذن الداخلية حيث يبدأ الدوار خفيفاً ثم يصبح قوياً جداً.
لكن هذه الأعراض لا تمثل إلا 5% فقط من أعراض الدوار، وحينها يفحصك طبيب الطوارئ ليحدد السبب وكيفية التعامل معه.