اكتشف العلماء السبب الذي يجعلنا نستيقظ مع شعور بالتيبّس في الصباح، والسبب هو أن الأيبوبروفين الطبيعي في أجسامنا لا يكون قد تم إفرازه بعد.
كشف الباحثون بأن السبب الذي يجعلنا لا نستطيع تحريك أطرافنا دون الشعور بالألم عند الاستيقاظ، هو أن هناك نوع من البروتين يرتبط إفرازه بالساعة البيولوجية في الجسم يدعى الكريبتوكروم، الذي يعمل على قمع المسارات البيولوجية التي تتحكم بالالتهابات أثناء النوم، وتأخير أعراضها، وعندما نبدأ بالتحرك في كل صباح، يبدأ هذا البروتين في الزوال، وتبدأ أجسامنا بمحاولة بذل كل ما في استطاعتها للتأقلم مع تأثير زوال تأثير هذا البروتين.
لإجراء الدراسة، قامت الدكتورة (جولي جيبس)، وهي باحثة في مركز الغدد الصماء والسكري في معهد جامعة مانشستر للتنمية البشرية، وزملاؤها بجمع خلايا من مفاصل فئران وبشر يتمتعون بصحة جيدة، ووجدت بأن كلا الخلايا تمتلك إيقاعاً معيناً على مدار الـ24 ساعة.
عنما قام الباحثون بتغيير الساعة البيولوجية وتعطيل هذه الإيقاعات عن طريق تثبيط عمل جينات الكريبتوكروم، أدى ذلك إلى زيادة الاستجابة الالتهابية، مما أوحى بأن بروتين الكريبتوكروم يمتلك تأثيرات هامة مضادة للالتهابات.
عندما قام الباحثون بإدخال الأدوية التي تقوم بتنشيط البروتين إلى الخلايا، وجدوا بأنها ساهمت في الحماية من الالتهابات، وهذا الاكتشاف قد يؤدي إلى تطوير عقاقير جديدة لعلاج التهاب المفاصل.
قام الباحثون أيضاً بتعريض الفئران المصابة بالتهاب المفاصل للضوء المستمر، ووجدوا بأن تلك الثديات لم يعد لديها أي تباين يومي في الالتهاب كتلك التي تمت مشاهدتها في الحالات الطبيعية.
وجد الباحثون في جامعة مانشستر أيضاً هذا الشهر بأن العمود الفقري يمتلك ساعاته البيولوجية التي تستمر على مدار الـ 24 ساعة، مما قد بسبب آلاماً كبيرة بأسفل الظهر عندما لا تكون هذه الساعة تعمل بشكل صحيح.
يمكن لهذا البحث الذي تم إجراؤه أن يساعد في تطوير عقاقير لعلاج الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل، وبحسب الدكتورة (جيبس)، فمن خلال فهم كيفية تنظيم الساعة البيولوجية للالتهابات، يمكن للباحثين البدء بتطوير علاجات جديدة يستفيدون فيها من هذه المعرفة، وبالإضافة إلى ذلك، فمن خلال تكييف الوقت الذي يتم فيه إعطاء الأدوية الحالية للمرضى، فقد يكون بالإمكان جعلها أكثر فعالية.
الجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يعاني أكثر من 80% من البريطانيين من آلام الظهر في أوقات ما من حياتهم، ومن المرجح أن تبدأ الحالة في الظهور في سن الشيخوخة، وذلك جزئياً بسبب الانضغاط التدريجي لأقراص العمود الفقري.
أشارت الدراسة التي نشرت في مجلة (Annals of the Rheumatic Diseases) أن الحصول على ليلة نوم جيدة عن طريق تجنب العمل ليلاً، أو العمل بنظام النوبات الليلية، يمكن أن يحمي الجسم على مدار الساعة ويساعد على تجنب مشاكل آلام الظهر في وقت لاحق من الحياة.
تبعاً للدكتور (تشينغ-يونيو منغ)، وهو زميل باحث من مركز أبحاث التهاب المفاصل في المملكة المتحدة، فقد كان من المعروف منذ سنوات أن النشاط اليومي والاستراحة الليلية تجعلنا أطول بنسبة تصل إلى 2 سم أكثر مما نحن نكون عليه عندما نذهب إلى السرير.
“إن اكتشاف دور الساعة البيولوجية في أمراض انقراص الفقرات قد يوفر بعض الشرح، للمرة الأولى، للعلم الكامن وراء علم وظائف الأعضاء الإيقاعي في العمود الفقري”، يقول الدكتور.
أخيراً يشير (منغ) إلى أن الأبحاث تشير إلى أن هذا النظام يتم تنظيمه من خلال ساعة جسمنا الداخلية، وعندما تتوقف الساعة الداخلية عن العمل بالشكل الصحيح سواء نتيجة للتقدم بالعمر أو نتيجة للعمل بنظام النوبات الليلية، عندها سيصبح من المرحج أن يعاني الشخص من آلام أسفل الظهر.