الشخير ليس مرضا، لكنه قد يكون عرضا لمشكلة أكبر، فعندما تدخل في نوم عميق، تسترخي العضلات في جسمك، بما في ذلك العضلات الموجودة في فمك، والتي قد تسترخي إلى درجة أنها تسد مجرى الهواء جزئيا، مما يسبب الاهتزازات أو ما يُعرف بـ”الشخير“.
في بعض الحالات، يكون الشخير ناتجا عن تشريح فمك – حنك منخفض أو سميك أو حلق طويل غير عادي، على سبيل المثال، وفي أحيان أخرى يكون ذلك بسبب مشاكل في الأنف (مثل الاحتقان المزمن) أو توقف التنفس أثناء النوم أو حتى الكحول.
كلما زاد ضيق مجرى الهواء لديك، زادت قوة تدفق الهواء، مما تسبب في حدوث اهتزازات في الأنسجة الموجودة في حلقك، وكلما كانت الاهتزازات أكثر كان صوت الشخير أكبر.
ورغم أنه حالة قد تصيب الأشخاص الأصحاء، إلا أن هناك عدة أسباب للشخير، تتراوح من الحميدة إلى الأكثر خطورة.
انقطاع النفس الانسدادي النومي
يُشَكِّل انقطاع النفس الانسدادي النومي اضطرابا خطيرا يَحدُث أثناء النوم، حيث يُؤدِّي إلى انقطاع النَّفَس بشكل متكرِّر، ويتميز بحلقات من الشخير الصاخب بشكل خاص، تليها فترات قصيرة من الصمت عند توقف التنفس بشكل مؤقت.
يحدث توقف التنفس أثناء النوم في حوالي نصف البالغين الذين يشخرون بصوت عالٍ، وفقًا للمؤسسة الوطنية للنوم، وعند توقف التنفس أثناء النوم، تستريح عضلات مجرى الهواء كثيرًا بحيث تغلق لمدة تصل إلى 10 ثوانٍ في المرة الواحدة ، خمس مرات على الأقل كل ساعة. في كثير من الأحيان يتم اكتشاف المشكلة لأول مرة بواسطة شريك في السرير، وعادة ما يتم تشخيصها من خلال دراسة النوم التي تجرى في عيادة النوم.
وعند الخضوع لدراسة النوم، توضع أجهزة استشعار على رقبتك ووجهك لقياس عدد المرات التي تتوقف فيها عن التنفس أثناء النوم، ويمكن لدراسات النوم تشخيص المشكلة بدقة والإشارة إلى الحاجة إلى العلاج.
يتضمن علاج توقف التنفس أثناء النوم عادة جهاز CPAP يَستخدم ضغطا موجبا لإبقاء مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم، والذي يتم ارتداؤه أثناء النوم، وهو قناع متصل بأنبوب يصب الهواء في أنفك أو فمك للحفاظ على مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم.
في بعض الأحيان، يمكن أن يشمل العلاج أيضا عملية جراحية لإصلاح المشكلات التشريحية، مثل اللوزتين أو الغدانيات الكبيرة جدا، ويستخدم هذا غالبا للأطفال، الذين يعانون من التهاب اللوزتين والأغشية المتضخمة، رغم أن هذا لا يؤدي دائما إلى توقف التنفس أثناء النوم، أما في الشخص الذي يعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان الوزن يمكنه تخفيف الحالة.
من الضروري علاج توقف التنفس أثناء النوم لأنه يسبب أكثر من مجرد الشخير المزعج، حيث أنه يسبب النوم المضطرب وانخفاض تدفق الأكسجين، مما يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب ومشاكل في الذاكرة والسكتات الدماغية وهشاشة العظام وحتى أمراض القلب والسرطان.
مقالات شبيهة:
أسباب الشخير الأخرى (وكيفية معالجتها)
هناك العديد من أسباب الشخير الأخرى الأقل حدة، وتشمل:
إحتقان بالأنف: يمكن أن تحد الإصابة بالحساسية أو انحراف الحاجز من تدفق الهواء من خلال أنفك، مما يجبرك على التنفس من خلال الفم، الأمر الذي يزيد من احتمالية حدوث الشخير، ويمكن لمضادات الهيستامين أو الستيرويد أن تساعد في الحد من الاحتقان.
انحراف الحاجز الأنفي: في بعض الأحيان، يمكن أن يكون الجدار الذي يفصل أحد جوانب الأنف عن الآخر ملتوية أو خارج المركز ويمكن أن تسهم في الشخير، فحوالي 80 ٪ من الناس قد يكون لديهم مشاكل مع الحاجز الخاص بهم، وفي حال وجود مشاكل كبيرة – مثل التهابات الجيوب الأنفية المزمنة وقضايا التنفس – فقد يقترح طبيبك الأدوية أو حتى الجراحة.
الكحول: يتجنب تناول المشروبات الكحولية قبل وقت النوم بساعتين على الأقل وأعلم طبيبك بشأن الشخير قبل تناول المهدئات. تضعف المهدئات وشرب الكحول من الجهاز العصبي المركزي، الأمر الذي يسبب استرخاءً مفرطًا للعضلات، بما في ذلك الأنسجة الموجودة في الحلق.
الشيخوخة: مع تقدمنا في العمر، تميل عضلاتنا إلى الاسترخاء أكثر، مما يجعل الشخير أكثر شيوعا عند البالغين.
تغيير نمط الحياة
إذا استبعد طبيبك أي مشاكل طبية خطيرة، فقد ترغب في تجربة بعض العلاجات المنزلية لمنع الشخير، وتقترح مايو كلينك:
النوم على أحد الجانبين: يسمح الاستلقاء على الظهر للسان أن يهبط للخلف داخل الحلق ويضيق مجرى الهواء ويحدث عرقلة جزئية لتدفق الهواء.
ارفع رأس سريرك: رفعه حوالي 4 بوصات قد يساعد.
الشرائط الأنفية أو موسع أنفي خارجي: تساعد الشرائط اللاصقة التي توضع على جسر الأنف عدة أفراد في زيادة منطقة الممر الأنفي، الأمر الذي يعزز عملية تنفسهم. الموسع الأنفي هو شريط لاصق صلب يوضع بشكل خارجي عبر فتحتي الأنف من شأنه أن يساعد في تقليل مقاومة التيار الهوائي حتى تتنفس بسهولة. ومع ذلك فإن الشرائط الأنفية والموسعات الأنفية الخارجية ليست فعالة للأفراد المصابين بانقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA).
فقدان الوزن: قد يتكون لدى الأفراد، الذين يعانون من السمنة، أنسجة زائدة في الحلق تساهم في حدوث الشخير، ويمكن لفقدان الوزن أن يساعد في تقليل الشخير.
الاقلاع عن التدخين:قد يقلل الإقلاع عن التدخين من حدوث الشخير بالإضافة لما له من عدة فوائد صحية أخرى.
الحصول على قسط كاف من النوم. يجب على البالغين النوم لمدة سبع ساعات على الأقل في الليلة، فعندما تشعر بالإرهاق الشديد، تميل إلى النوم بشكل أعمق مما قد يؤدي إلى المزيد من الشخير.