هناك العديد من النظريات حول هذا الموضوع، ولكن لا توجد إجابات قاطعة حتى الآن.
تشير إحدى الإجابات إلى ظاهرة تدعى بـ “الكلام الداخلي”، ذلك الشعور بأنه يمكنك “سماع” نفسك وأنت تفكر، وهو ذاته ذلك “الصوت الصامت” الذي يرافقك في نشاطاتك يوماً بعد يوم، فعندما تتخيل ما يمكن أن يقوله لك أحد الأشخاص، فأنت “تسمع” صوتاً من نوع ما في رأسك، لكنك تعلم بأنه ليس صوتاً حقيقياً، وهذا النوع من الخيال السمعي يشبه إلى حد ما التصور المرئي، حيث يمكنك أن تتخيل ما يمكن أن يبدو عليه شيء ما (مثل تخيل ضفدع والتركيز على إحدى عينيه) دون أن تراه في الواقع.
ظاهرة أخرى تم ذكرها هي القراءة الصامتة ما قبل النطق، حيث أن القراءة في الواقع تنشط العضلات التي توجد في الحنجرة والحبال الصوتية، وأحياناً الشفاه، فعندما نتعلم أن نتكلم، فإننا نتعلم بأن نصدر الأصوات من أفواهنا، كما أن تعلم القراءة غالباً ما ينطوي على القراءة بصوت عال أيضاً، وفي هذه الحالة فإننا نسمع أصواتنا وهي تنطلق، ولكن إذا ما قمعنا النطق من أجل القيام بالقراءة بصمت، فإن العضلات في الحنجرة والحبال الصوتية تحافظ على تحركها ولكن بنسبة صغيرة جداً، ولهذا، فنحن “نسمع” ما نعرف بأنه قد يبدو مثل صوتنا ونحن نتكلم بصوت عال.
هناك حزمة عصبية في الدماغ تسمى “الحزمة المقوسة” وهي التي تربط المنطقة الدماغية المختصة بالتكلم (منطقة بروكا) بالجزء المخصص لفهم الكلام (منطقة فيرنيك)، ويبدو بأن هذه الحزمة من الأعصاب يمكن أن تلعب دوراً في تجربة الكلام الداخلي.
الجدير بالذكر أن الكلام الداخلي يمكن أن يظهر على صور مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي، حيث أنه ينشط مناطق التكلم في الدماغ، لذلك فأياً كان ما يجري يمكن أن يكون له تعريف مرتبط بالأعصاب.