مجلة نقطة العلمية
البحث
  • أخبار العلوم
  • في العمق
  • ع الماشي
  • من قطر
  • أكتب معنا
  • تواصل معنا
قراءة: لماذا نخاف من الصراصير؟
شارك
Aa
مجلة نقطة العلميةمجلة نقطة العلمية
البحث
Follow US
جميع الحقوق محفوظة لمجلة نقطة العلمية
مجلة نقطة العلمية > علم النفس > لماذا نخاف من الصراصير؟
علم النفس

لماذا نخاف من الصراصير؟

فريق التحرير 3 أكتوبر,2016 5 وقت القراءة
cockroaches لماذا نخاف من الصراصير؟ مجلة نقطة العلمية

إذا ما أراد شخص ما بناء شيء من شأنه جمع جميع معايير الاشمئزاز لدينا، فإن الصرصور سيكون مخلوقاً مثالياً يمكن الاحتذاء به.

قليلون منا لا ينتفضون اشمئزازاً –أو يهربون- عند رؤية صرصور، ولكن كيف لا نفعل هذا! فالصراصير حشرات كبيرة مبقعة تزدهر في المناطق الرطبة والمظلمة من بيوتنا التي يجدها معظمنا منفرة.

كانت الصراصير موجودة منذ عصر الديناصورات، والمناعة التي تتمتع بها تضيف طبقة أخرى إلى القشعريرة التي تبعثها في نفوسنا، فهناك أدلة تشير إلى أن الصراصير يمكنها النجاة من تأثيرات قنبلة نووية.

ولكن من حيث مدى خطورتها على صحة الإنسان، فإن ردات فعلنا تجاه الصراصير ليست عقلانية، حيث يشير (جيفري لوكوود)، وهو أستاذ في علم البيئة في جامعة وايومنغ، بأن هذه الكراهية هي في جزء منها نتاج عن التنشئة، وليس عن الطبيعة البشرية.

بحسب (لوكوود)، فإن الأطفال الصغار يمتلكون رغبة في الاقتراب والنظر عن كثب إلى الحشرات، لكن النشوء في الأماكن الحضرية، حيث يُنظر إلى الحشرات على أنها ضيوف غير مرحب بها في أحسن الأحوال، أو على أنها كائنات تنشر المرض في أسوئها، جعل معظم الأطفال يتعلمون بسرعة أنها مخلوقات يجب ضربها أو سحقها.

ليس من الصعب إثبات أن فكرة الخوف هي تعلمية بطريقة ما، فعلى قائمة المخاوف المرضية الشائعة، نجد بأن الخوف من المهرجين كان بالكاد معترفاً به قبل أن يصدر (ستيفن كينغ) روايته (It)، وفي نفس الوقت، لم يعد الكثير الأشخاص اليوم يقلقون كثيراً حول الرمال المتحركة، في حين أنه قبل 50 عاماً كان العديد من الأشخاص يشعرون بالقلق من وجودها خلال رحلهم أو نزهاتهم.

ولكن في حين أن خوفنا من الصراصير قد يكون غير منطقياً بالمقارنة مع المخاطر التي تمثلها، يقول (لوكوود) بأن كراهيتنا لها ليست سخيفةً بالكامل.

هناك ما يقرب من 4600 نوعاً من الصراصير في جميع أنحاء العالم، وبعض الأنواع تحمل مواداً مسببة للحساسية، بما في ذلك تلك التي تسبب الربو، كما ويمكن للصراصير أيضاً نقل البكتيريا المسببة للمرض، على الرغم من أن مركز السيطرة على الأمراض يشير إلى أنه ليس هناك “أدلة كافية” تربط الصراصير مع تفشي الأمراض.

عندما يتعلق الأمر بالحشرات التي يمكن أن تؤذيك، فإن الصراصير تأتي في مرتبة متدنية جداً، فالبعوض مثلاً يعتبر من أخطر المخلوقات التي توجد على كوكب الأرض بعد الإنسان، ومع ذلك فإن ردة فعلنا تجاهها أقل بكثير من ردة فعلنا تجاه الصراصير.

إذاَ، فما هو ذلك الشيء الذي يجعلنا نفزع عند رؤية الصراصير؟ تبعاً لـ(لوكوود) فإن الصراصير تمتلك العديد من الصفات التي تثير لدينا ردود الفعل الاشمئزاز، فالخوف والاشمئزاز هما نوعان من العواطف البشرية السلبية العالمية، أحدهما يعطي إشارات لوجود خطر مباشر، والآخر يشير إلى احتمال الإصابة بالمرض أو التلوث.

إذا ما شكلت هاتان العاطفتان مخططاً فنياً، فإن الصراصير ستكون في منطقة التداخل، فالصراصير كائنات زيتية ودهنية، وهي صفات تبعث بشدة على الاشمئزاز، وأيضاً، فإذا قمت بدعس أحدها، فإن صوت الهرش الناتج يعتبر عاملاً مثيراً للاشمئزاز بحد ذاته، وعادة ما يرافقه نفحة من الرائحة القذرة، فبحسب (لوكوود)، تمتلك الصراصير رائحة كريهة، تشبه البول، لأنها حرفياً تخزن حمض اليوريك في أجسادهم، وهو المكون الرئيسي للبول البشري.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل الإنزلاق، ففي حين أن العديد من الحشرات المجنحة تكون سريعة، فإن الصراصير -نظراً لحجمها- قد تكون أسرع المخلوقات البرية على الأرض، فالصرصور الأمريكي على سبيل المثال يتحرك بسرعة تقارب 3.5 ميل في الساعة، (أي ما يعادل جري إنسان بالغ بسرعة أكبر من 200 ميلاً في الساعة)، وبهذا، فإن الصراصير تباغتنا بسرعتها الخارقة للطبيعة، تماماً كما يتسلل الشبح في أفلام الرعب بسرعة كبيرة عبر الغرفة.

أضف إلى ذلك قدرة الصرصور الهائلة على الخداع – حيث أنه يستطيع تجنب كشف نفسه، حتى عندما يغزو أكثر مساحاتنا خصوصية- وستحصل على مخلوق يمتلك العديد من الصفات التي يجدها البشر مقيتة إلى حد بعيد.

يضيف (لوكوود)، “أنا أشك بفكرة أن الأشخاص يملتكون مخاوف فطرية من الصراصير، لكن بالتأكيد، بعض الأمور قد تكون أسهل لتطوير الخوف منها، والصراصير أحد تلك الأشياء، لأنها تمس جميع الميول البشرية السلبية” (وعلى الجانب الآخر، يقول (لوكوود) بأنه سيكون من الصعب إقناع الأشخاص بالخوف من الأرانب أو الجراء، حتى لو علمنا غداً أن كلاً منها يمكن أن ينقل أمراضاً رهيبة).

على الرغم من أن كل ما تقدم قد لا يشكل أي فرق لديك في المرة القادمة التي سترى فيها صرصور يظهر لك على حين غرة، ولكن نأمل بأنه سيساعدك على البقاء هادئاً حتى تستطيع الوصول إلى مبيد الحشرات دون أن تكسر شيئاً ما في طريقك.

 

الوسوم الإشمئزاز, الخوف من الصراصير, الصراصير, علم النفس
شارك المقالة
Facebook Twitter البريد الإلكتروني نسخ الرابط طباعة

مقالات ذات صلة

هل يرث الأطفال إدمان والديهم

يساهم سلوك الوالدين في تشكيل عادات الأطفال ومنها الرقمية، فحين يقضي الآباء أو الأمهات الكثير من الوقت أمام الشاشات، يميل أطفالهم إلى…

علم النفسمن قطر
12 مارس,2025

اضطراب الشخصية الفصامية ….. ما هو وهل يمكن علاجه؟

يختلف البشر في طباعهم وتصرفاتهم عن بعضهم البعض، لكن قد تكون هناك بعض التصرفات النابعة من اضطراب معين في الشخصية،…

الأمراض والاضطرابات النفسية
21 أغسطس,2023

هاتف ذكي لطفلك … ما هو العمر الأفضل وما هي القوانين التي يجب أن تتبعها معه

يمتلك ما يقرب من 91% من الأطفال في سن 11 عاماً هاتفاً ذكياً، وذلك بحسب بيانات جهاز تنظيم الاتصالات "أوفكوم"…

أخبار العلومتربية الأطفالتكنولوجياصحة الأطفالعلم النفسعلم النفس الاجتماعي
17 يوليو,2023

ما الذي تكشفه لنا الكتابة بخط اليد وما العلم الذي تحمله

الكتابة اليدوية مهارة أساسية نتعلمها في سن مبكرة. شكل من أشكال التواصل كان موجودًا منذ قرون. وعلى الرغم من أننا…

أخبار العلومالطبتعليمعلم النفس
17 مايو,2023
مجلة نقطة العلمية

مجلة علمية عربية غير ربحية، تهدف الى إثراء المحتوى العلمي العربي على والويب٬ وتشجيع الكتاب والباحثين والشباب العرب على مشاركة المعلومة بلغتهم الأم٬ حتى تأخد هذه اللغة دوراً اكبر على صعيد العلوم التجريبية والإجتماعية.

تابعنا على شبكات التواصل

..

جميع الحقوق محفوظة لمجلة نقطة العلمية
Welcome Back!

Sign in to your account

فقدت كلمة المرور ؟