ينخفض الضغط الجوي كلما ازداد ارتفاعنا عن سطح البحر، ومع انخفاضه تقل درجة غليان السوائل، حتى أننا نستطيع غلي الماء عند درجة حرارة أربعين مئوية في بعض الأماكن المرتفعة، ذات هذا المبدأ، ولكن بشكل معكوس، ينطبق على إعداد الطعام بوعاء الضغط، فعندما تكون البيئة الداخلية مغلقة تماماً، فإن الضغط الداخلي يرتفع، وبذلك ترتفع نقطة الغليان.
وبما أن الطبخ يعتمد على انتقال الحرارة من وسط الطبخ (الماء أو الزيت) إلى الطعام ، فمن الواضح أن عملية الطبخ ستستغرق وقتاً أطول في درجات حرارة أقل، وبذلك فإن سلق بيضة في مكان مرتفع يمكن أن يكون كمحاولة سلقها في مياه فاترة عند مستوى سطح البحر.
يقول المبدأ الفيزيائي بأنه بمجرد وصول الماء إلى نقطة الغليان، فإن حرارة المياه لا ترتفع وتبقى عند درجة الغليان مهما حصل، بالإضافة إلى ذلك فإن البيض يتألف من قسمين أساساً، البياض والصفار، الصفار يتصلب من خلال الوصول إلى درجة حرارة 65 مئوية، بينما يحتاج البياض إلى درجة حرارة تصل إلى 85 مئوية ليتصلب.
بناء عليه، وإذا كنا على قمة جبل إيفيرست (8.848 م من على سطح البحر) على سبيل المثال، ستكون درجة غليان الماء 70 درجة مئوية، ولكون الماء يستقر عند غليانه عند هذه الدرجة ولا يرتفع فوقها، فإن صفار البيض يمكن أن يتصلب، بينما لن نستطيع الوصول إلى درجة الحرارة اللازمة لتصلب بياض البيض، مما سيفسد علينا أي جهد لتناول البيض المسلوق اللذيذ على سطح إيفرست.
بشكل معاكس، فإن إعداد الطعام في أوعية الضغط الحديثة أمر سهل ومأمون، بحيث يرتفع الضغط الداخلي إلى نحو ضعف الضغط الخارجي فترتفع درجة غليان الماء الى نحو 120 درجة مئوية، الأمر الذي يقلل وقت إعداد الطعام، وبالطبع فإن صمام الأمان في هذه الأوعية معد خصيصاً للسماح بمرور القليل من الضغط الداخلي، وإلا تعرض الوعاء للإنفجار أحياناً.