من الأفكار التي قام بطرحها أحد الذين يسعون لتطبيق نظرية الأفكار غير التقليدية, هي أنه إذا اردنا دفع قطار ثقيل إلى قمة تلة فيجب أن نقوم بدفعه أثناء توفر الطاقة, وعندما نريد إنزال القطار من فوق التلة فإننا لا نحتاج إلى الطاقة حيث أن القطار ينزلق لوحده بفعل الجاذبية, إنها بهذه البساطة.
تعد مشكلة التخزين واحدة من أكبر التحديات المطروحة في مجال الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، حيث لابد للطاقة المتجددة أن تظل مستمرة حتى عند عدم وجود الرياح أو عدم ظهور الشمس، .
بالرغم من تسابق الباحثين في المختبرات لتطوير مدخرات تخزين اطول عمراً, إلا أن أحد الشركات تقول أننا لا نحتاج إلى اختراعات جديدة، نحن بحاجة لإعادة استخدام ما لدينا و لكن بطريقة جديدة فقط، تماماً كما في حالة القطار الثقيل و التلة، حيث أن الجاذبية ستهتم بحل المشكلة، و اليكم كيف تعمل هذه التقنية:
عند تكون الألواح الشمسية والطواحين الهوائية تعمل، فإنها تولد طاقة فائضة, هذه الطاقة يمكن نقلها إلى مجموعة من عربات قطار يقبع في أعلى تلة. يستخدم القطار الطاقة التي نُقلت إليه ليدفع بنفسه إلى أعلى التلة, بعد ذلك, وعندما نكون بالحاجة للطاقة فإن القطار يستطيع التدحرج الى أسفل التلة مولداً بذلك كمية من الطاقة تنتقل الى شبكة التوصيل .
والسؤال الذي يطرح نفسه, لماذا لم يقم أحد بتجربة هذه الفكرة قبل الأن؟ هل لمجرد أنها غير عملية؟ أم لأنها -كما تقول فرانشيسكا كافا الرئيسة التنفيذية لعمليات تخزين الطاقة في شركة (ادفانس ريل) في أمريكا الشمالية، “إنها مثل اي فكرة بسيطة لا يفكر معظم الناس بها”.
إحدى الطرق الأساسية التي يتم استعمالها حالياً لتخزين الطاقة هي تقنية ضخ المياه في السدود, ولكن هذه الطريقة تعد ذات تكلفة مرتفعة نسبياً بالإضافة لتطلبها لمساحات واسع، وكما يقول أحد الباحثين بأن السدود أيضاً تتسبب بأضرار بيئية، لأن تفجير الصخور لبناء الأنفاق هو أكثر إضراراً بالبيئة من بناء سكة ليعبرها القطار صعوداً و نزولاً”.
البطاريات الحالية ليست بالحل الأمثل أيضاً، كون الليثيوم المستخدم بها يدمر المكان الذي يتم إحضاره منه, كما وأنه يولد نفايات خطيرة جداً بعد إتلافه. فضلاً عن أن البطاريات بحاجة لاستبدال بين كل فترة و أخرى, بينما نظرية القطار و السكة الحديدية يمكن ان تستمر لأكثر من 40 عام. إضافة إلى أنه من الصعوبة تخزين كميات كبيرة من الطاقة في البطاريات, ولكن باستخدام نظام القطار والسكة يمكن تخزين كمية هائلة من الطاقة.
حالياً، استطاعت الشركة التي تتبنى فكرة القطار والسكة الحديدية الحصول على تصريح للعمل في ولاية نيفادا في الولايات المتحدة الأميركية، حيث قامت بإنشاء مشروع صغير لتخزين الطاقة هناك. و تأمل أن تتوسع بسرعة بعد أن يرى الآخرون كيف يتم العمل فيها, وذلك لأن شركات توليد الطاقة لا تغامر كثيراً فهي تفضل أن ترى النتائج على أرض الواقع قبل أن تشارك بأي عمل يخص الشركات الحديثة.