الندم هو تفاعل ذاتى، تحتوى متفاعلاته على أفعال وتصرفات قد تكون خاطئه فى كثير من الأحيان وقد تكون على عكس هذا فى أحيان أخرى، ولكن فى النهاية سوف يكون المنتح المتحصل عليه غصة فى الحلق ونيران ألم قد تعتصر القلب. منتج الندم، هو منتج كائن فى كل نفس بشرية لا يفارقها الا حين يقوى القلب وتشتد الأواصر الذاتية وتزداد الثقة بالنفس. ويزداد الندم ندما، وتزداد أعاصير رياحه ويعلو زجير بحاره، عندما تزداد اللطمات المتتالية على جبين هذا الندم.
جراح الندم لن تندمل طالما أن جبينه ما زال عرضة للطمات الأسباب المؤدية اليه. فقلعة الندم الكامنة فى الذات البشرية، يجب أن تكون مزودة ومجهزة بأحدث الأسلحة الدفاعية التى تحمى جبين الندم من تلقى المزيد من اللطمات. ومن هذه الأسلحة التى يجب أن تكون محيطة وأعلى قلعة الندم، سلاح الثقة بالنفس والايمان الكامل بالقدر القائم على أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.
فحماية جبين الندم من أى لطمة من لطمات الأسباب المؤدية اليه، قد تقلل من آثاره الجانبية وقد تؤدى الى اضمحلاله وزواله بمرور الوقت وقوة الصبر والصمود على الشدائد. أما الاستكانة للندم والبكاء على ما فات فلن يكون أكثر من مضيعة للجهد والوقت وكامل الكيان البشرى.
الندم اما أن يكون قوة حفز طبيعية أو معول هدم لجبال الأمل وسهول الحياة، فالحفز فيه قد يكون فى السعى وراء تحسين ما تبقى من أفعال نتج عنها الندم الكائن فى غياهب ظلمات النفس البشرية. فى حين ان معول الهدم الناتج عن طوفان الندم، لن يكون الا مع النفوس المهتزة التى ضاعت وأضاعت كل شئ ولم ولن تقتنع أن كل شئ حتما سينقضى ويمر.
وان لم تستطع أن تتخذ من الندم عامل حفز لتحسين واقع قائم وماضى قد ولى وهرب من بين أيديك، فعلى الأقل حاول طلائه أو ترميمه بطلاء الأمل ولا تسمح وحاول منع عملية التآكل الثاقب لهذا الندم. فكهروكيميائية الندم قائمة ومنتشرة من خلال ما يسمى بالندم، فان تركت هذا الندم فسوف يمارس مهامه التآكلية التى هى من النوع الثاقب والتى سوف تنتهى بالقضاء على ذاتك البشرية، اما ان بذلت قصارى جهدك فى محاولة طلاء جبين الندم وحمايته من تلقى أو استقبال المزيد من اللطمات، فعلى الأقل سيقل التأثير السلبى للندم الذى قد يتلاشى وينتهى أو قد تتناساه دون الشعور بأى ألم أو أى آثار سلبية اخرى.