سألتني صديقتي إحدى المرات “إن كانت المركبات الفضائية محملة على صواريخ هي الأسرع على الإطلاق، فلم إذن لا تصل إلى وجهتها في بضع دقائق فقط؟”
في الحقيقة، إن هذا السؤال في محله تماماً، ولكن الإجابة عليه تطلب معرفة بضعة عوامل؛ أولها هي وجهة المركبة الفضائية ليتم تحديد المسافة بين مكان انطلاقها ووجهتها، بالإضافة إلى أحسن طريق يمكن أن تأخذه المركبة لقطع هذه المسافة. قد تتعجبون أعزائي القراء أن الوصول من نقطة إلى أخرى في الفضاء لا يتم في العادة في خط مستقيم بين النقطتين وهذا لعدة أسباب؛ من ضمنها محاولة تقليل استهلاك المركبة الفضائية للوقود قدر الإمكان.
التعرف على تكنيك الـ Gravity Assist:
يعتمد تكنيك الـ Gravity Assist أو “التسارع/التباطؤ بمساعدة الجاذبية” على المرور بكوكب ما داخل المجموعة الشمسية واستخدام جاذبيته لتسريع أو إبطاء المركبة الفضائية بدون الحاجة لاستهلاك الكثير من الوقود في هذه العملية. ومن هذا التكنيك نفهم أيضاً أن المركبة الفضائية يمكنها اضطراراً أن تمر بكوكب غير مرغوب فيه لتُسرِّع أو تُبطئ من نفسها حتى تصل إلى الكوكب المرغوب فيه.
الوصول إلى المريخ:
إن فكرنا في كيفية وزمن الوصول لكوكب المريخ، سنجد أن المسافة بين الأرض والمريخ غير ثابتة؛ فهي تتراوح بين 401 مليون كيلومتر في أبعد نقطة لهما و 54.6 مليون كيلومتر في أقرب نقطة لهما، ولكن تبعاً لوكالة الفضاء الأميركية؛ المسافة المتوسطة بين الكوكبين هي 140 مليون كيلومتر.
الكثير من المركبات الفضائية زارت أو عبرت بجارنا الكوكب الأحمر؛ هناك ما وصل إليه في خمسة أشهر فقط وهي مركبة Mariner 7، وهناك ما وصل إليها فيما يقرب من إحدى عشر أشهر وهي مركبة Viking 2، وهناك ما وصل في مدة بين هذا وذاك مثل مركبة Mariner 4 عام 1965 وهي أول مركبة فضائية عبرت بكوكب المريخ ووصلت إليه في ستة أشهر ونصف الشهر.
في المرة القادمة التي تنظرون فيها إلى الكوكب الأحمر يلمع بثبات ويبدو قريباً، تذكروا أن المركبات الفضائية المحملة على الصواريخ الأكثر سرعة، تأخذ أشهراً للوصول.
صورة تخيلية توضح كوكب المريخ، الحقوق: ناسا.