إذا أسقطت عبوة كاتشب على الأرض، ستكون شاكراً لكون العبوة مصنوعة من البولي إثيلين، أو الـ(PET)، وهو البلاستيك الغير قابل للكسر تقريباً والذي يتم استخدمه لتصنيع معظم حاويات القوارير، ولكن إسقاط العبوة نفسها في موقع لطمر النفايات، سيغير رأيك في هذا الأمر، لماذا؟ لأن البلاستيك الذي يعتمد على المشتقات النفطية مثل الـ(PET) لا يتحلل بنفس طريقة المواد العضوية، فالأخشاب والأعشاب والأطعمة تخضع لعملية تعرف باسم التحلل البيولوجي عندما تكون مدفونة، وهي طريقة أخرى للقول بأنها تتحول بفعل البكتيريا الموجودة في التربة إلى مركبات أخرى مفيدة، ولكن البكتيريا لا تقتات على البلاستيك، فإذا غلفت طعامها بكيس بلاستيكي أو وضعته في عبوة بلاستيكية، فإن وحيدات الخلية النهمة ستتغاضى عن تناول وجبتها تماماً.
بناء على هذا المبدأ، فمن الممكن القول بأن ذلك البلاستيك لن يتحلل أبداً، ولكن بالطبع، هذه ليست نهاية القصة، فقد أظهر (دانيال برد)، وهو طالب في معهد واترلو الجماعي، بأن بعض أنواع البكتيريا يمكن أن تحلل البلاستيك، وقد حصل بحثه على الجائزة الأولى في معرض كندا في مجال العلوم، مما جعله يكسب 10,000 دولار نقداً و20,000 دولار كمنحة دراسية.
حتى يتمكن الباحثون الآخرون من تكرار تجربة (برد) وتقوم معامل معالجة النفايات بتنفيذ أي عمليات جديدة، فإن الطريقة الحقيقية الوحيدة لتحليل البلاستيك هي من خلال التحلل بالضوء، وهذا النوع من التحلل يتطلب وجود ضوء الشمس، وليس البكتيريا، فعندما تضرب الأشعة فوق البنفسجية البلاستيك، فإنها تعمل على تحليل الروابط التي تربط السلاسل الجزيئية الطويلة معاً، ومع مرور الوقت، فإن هذا يمكن أن يحول قطعة كبيرة من البلاستيك إلى قطع كثيرة أصغر من القطعة الأصلية.
بطبيعة الحال، فإن البلاستيك المدفون في مقالب النفايات نادراً ما يرى ضوء النهار، ولكن في المحيط، الذي يحتوي على الكثير من أكياس البقالة المرمية، وزجاجات المشروبات الغازية، فإن البلاستيك يتعرض للضوء بالقدر الذي يتعرض فيه للمياه، ففي عام 2009، وجد الباحثون من جامعة نيهون في تشيبا، اليابان، بأن البلاستيك المرمي في مياه المحيطات الدافئة يمكن أن يتحلل خلال أقل من عام، وهذا الأمر لا يبدو سيئاً للغاية حتى تدرك بأن هذه القطع الصغيرة من البلاستيك هي عبارة عن مواد كيميائية سامة، وهذه المواد سينتهي بها المطاف في أحشاء الحيوانات أو يتم سحبها إلى الشواطئ، حيث من المرجح أن تصل بشكل مباشر إلى البشر.
أحد الحلول المطروحة لهذه الكارثة البيئية هي البلاستيك القابل للتحلل، وهناك نوعان منه حالياً في السوق – البلاستيك ذو الأساس النباتي القابل للتحلل بالماء والبلاستيك ذو الأساس البترولي القابل للتحلل بالأوكسيجين، في الفئة الأولى، فإن عديد حمض اللبنيك (PLA)، وهو البلاستيك المصنوع من الذرة، يأتي على رأس القائمة كأكثر المواد البديلة التي يتحدث عنها المجتمع الدولي، حيث أنه يتحلل في الماء وثاني أكسيد الكربون خلال 47 إلى 90 يوماً، أي بسرعة تفوق أربع مرات تحلل كيس مصنوع من الـ(PET) في المحيط، لكن الظروف يجب أن تكون صحيحة تماماً لتحقيق هذه الأنواع من النتائج، فالـ(PLA) يتفكك بأعلى قدر من الكفاءة في مرافق السماد التجارية في درجات الحرارة العالية، ولكن عند دفنه في مدافن القمامة، فإن أكياس البلاستيك المصنوع من الذرة قد تبقى سليمة تماماً كأكياس البلاستيك المصنوعة من النفط أو الغاز الطبيعي.