أشارت إحدى البحوث أن تناول كبسولات تحتوي على الفضلات المجمدة قد يساعد في ازالة التهاب القولون الغشائي الكاذب، حيث تم تقديم العلاج لعشرين شخص وذلك باستخدام مواد مأخوذة من المتطوعين، لعلاج الإسهال الخطير الذي يسببه هذا الالتهاب، حيث اعتمد البحث على دراسات سابقة أشارت إلى أن عمليات زرع الفضلات قد تساعد في إعادة التوازن للبكتيريا في الأمعاء، إلا أن الباحثين كانوا قد حذروا في الوقت ذاته أنه لا يجب على الأشخاص أن يعتادوا على فعل ذلك.
إن البكتيريا التي تسبب هذا النوع من الالتهابات والتي تدعى (المطثية العسيرة) عادةً ما تعيش في أمعاء الكثير من الأشخاص إلى جانب مئات الأنواع الأخرى من البكتيريا دون التسبب بأي ضرر، ولكن بعض أنواع المضادات الحيوية تعمل على قتل بكتيريا (المطثية العسيرة)، مما يسمح لباقي أنواع البكتيريا بالتكاثر على حساب فقدان هذه البكتيريا، وتعمل عندها هذه البكتيريا المتكاثرة على إنتاج كميات كبيرة من السموم، وهذا بدوره يؤدي إلى الإصابة بالإسهال الخطير وحتى أنه يمكن أن يكون قاتلاً.
قام فريق من العلماء من خلال هذا البحث، بمعالجة 20 شخصاُ مصاباً بالتهاب القولون الغشائي الكاذب باستخدام كبسولات تحتوي على فضلات مجمدة، حيث تم تقديم 15 كبسولة لكل مريض على مدى يومين متتاليين، وقد أظهرت النتائج أن هناك 14 شخصاً من أصل 20 اختفت أعراضهم تماماً، ولم تعاود الظهور خلال الشهرين التاليين، وبعد تكرار العملية على باقي المتطوعين لمدة يومين آخرين، لم يتبقى سوى اثنين من المرضى مع أعراض مقلقة من الإسهال.
الجدير بالذكر أن الباحثين كانوا قد أجروا عملية لزرع الفضلات من قبل، حيث كان العلاج يتضمن معالجة المصابين عن طريق وضع الفضلات في أنابيب أو عن طريق إيصالها مباشرةً إلى القولون، لكن الباحثين أشاروا في مقالة تم نشرها في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أنهم اتفقوا آن ذاك على أن هذه العملية كانت غير مريحة، وغير عملية، ويمكن أن تحمل المخاطر للمرضى، أما هذا الكبسولات التي تم تقديمها للمرضى في هذه الدراسة فقد احتوت على فضلات مأخوذة من أربعة متطوعين أصحاء تم اختيارهم بعناية، بالإضافة إلى أنه تبعاً للبروفيسور (إليزابيث هومان) من كلية الطب بجامعة هارفارد، وهي إحدى الذين قاموا بتنفيذ هذا البحث، فإن التحقيقات الأولية التي تم إجراؤها بينت سلامة وفعالية هذا النهج، ولكن طرح هذه الكبسولات في الأسواق مازال بعيد الأمد، كون الموضوع بحاجة لإجراء المزيد من التجارب والدراسات لتحديد سلامة وفعالية هذا النهج على المدى الطويل.
كما أشار الدكتور (ايلان ينغست) من مستشفى الأطفال في بوسطن، والذي شارك أيضاً في إصدار هذا التقرير، أن استخدام هذه الكبسولات قام بتبسيط الإجراءات بشكل كبير، وربما جعلها في متناول أكبر عدد من الأشخاص أيضاً، ولكن بينما يسعى الباحثون جاهدين لجعل هذا العلاج في متناول المرضى جميعهم، من المهم تذكير الأشخاص بالأخطار المحتملة جراء محاولة “تناول هذا الدواء في المنزل”، فهذا الإجراء لا يجب أن يتم سوى تحت إشراف طبي دقيق وإجراءات صارمة.
وأخيراً فإنه من المثير والغريب بذات الوقت أن يتم تحويل مثل هذا النوع من الدواء إلى كبسولات، وحالياً يعمل الكثير من العلماء على تطوير هذه التقنية لإيجاد الخليط الأكثر فعالية من الميكروبات.