لطالما كنا نعلم بارتباط انخفاض فيتامين د D مع تعرض الإنسان للمرض، هذا معروف، لكن، ما لم يكن معروفاً هو ارتباطه بالوفيات، وهو ما وجدته دراسة جديدة عبر ما يسمى بالدراسة العشوائية لمندل.
الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية والتي أجراها باحثون باستخدام بيانات من السجلات الصحية الدانماركية الخاصة بـ95,766 شخصاً قامت بدراسة أشخاص ذوي تركيب جيني مختلف عن الناس العاديين حيث تنخفض فيهم مستويات الفيتامين د، ووجدوا أنه كانت هناك حوالي 10,349 حالة وفاة في هؤلاء الأشخاص على مدى الدراسة.
ومن خلال دراسة شريحتين كبيرتين من الناس، إحداهما لها تركيب جيني يسبب نقص فيتامين دي والأخرى عادية ليس لديها هذا التركيب الجيني المختل، وبتحييد بقية العوامل الأخرى المسببة للوفيات والعادات الصحية السيئة، بأن انتقوا شريحة ليست لديها أسباب أو عادات أخرى واضحة مؤدية للوفاة، وبذلك لم يعد هناك فرق بين المجموعتين إلا في التركيب الجيني المضطرب الذي يسبب نقص الفيتامين دي، فوجد العلماء أن ذلك ارتبط بزيادة خطر السرطان في الشريحة ذات الاضطراب الجيني بحوالي 40%، أو زيادة الموت بأي سبب آخر بحوالي 30%، لكنهم لم يجدوا له تأثيراً على وفيات أمراض القلب والشرايين.
وفيتامين د هو فيتامين من مجموعة الفيتامينات التي تذوب في الدهون، ويمكن الحصول عليه عن طريق تناوله، أو يصنّعه الجسم من الكوليسترول بالاستعانة بأشعة الشمس، لهذا تعتبر أشعة الشمس مهمة لتكوينه، ولذلك يقل في أولئك الناس الذين لا يتعرضون لها أو يعملون في مكاتبهم لساعات طويلة، أو يغلقون شبابيك بيوتهم فتمنع دخول الشمس لمنازلهم، يحافظ هذا الفيتامين على أداء الجهاز العظمي ويساعد على امتصاص الكالسيوم، لذلك فهو مهم جداً للعظام.
ويقول الدكتور شعيب أفزال من مستشفى كوبنهاجن أنه صحيح أنهم يعتقدون بوجود علاقة بين نقص الفيتامين دي وبين الوفيات لكنهم ليسوا متأكدين بعد، لذلك لا يستطيعون أن ينصحوا الناس بالنزول للصيدليات وشراء المكملات الغذائية الآن فيما لم يتأكدوا تماماً بعد.