ما الشيء المشترك عموما بين الأبقار والخراف والزرافات ؟ , إنها القرون !
من القرون الملتفة إلى القرون الشوكية تظهر القرون المتشعبة للوعول , كل هذه الثديات لها عظام منظمة تنمو من رؤوسها , وهو أمر غريب لو فكرت به مليا .
اعتقد العلماء أنه غريب أيضا لذا قاموا بإلقاء نظرة عن كثب عن كيفية نمو هذه القرون المتألقة , حيث وجدوا أن القرون وبالأخص قرون الوعل حين تبدأ بالنمو فإن العديد من الجينات تكون مسؤولة عن الأعصاب والجلد والعظام في مرحلة مبكرة من نمو تلك القرون .
في الحقيقة فإن عملية بناء القرون هذه كانت متشابهة بين الثديات وهذا ما يفرض أن هذه الحيوانات جميعا تنحدر من سلالة واحدة .
في الوقت الذي تنمو فيه قرون الوعل سنة بعد سنة فإن أبناء عمومتنا البرمائيين كمعظم الثديات لا تستطيع بناء فرع كقرن الوعل حتى حين الحاجة إلى ذلك .
قرون الوعل ليست عظاما فقط بل هي مغطاة بالجلد ومليئة أيضا بالأعصاب الدقيقة , وهي تنمو بسرعة كبيرة جدا , نحن نتحدث عن ثلاثين كيلو غراماً من القرون خلال أقل من سنة !
هذا النمو السريع والمعقد لهذه النسج الذي يتجدد سنة تلو أخرى جذب انتباه علماء النسج وخصوصا في مجال إعادة إنماء الأطراف البشرية , حين قام العلماء بفحص هذه القرون خلال فترة نموها ووجدوا نموا ملحوظا لمجموعة من الجينات غير المعروفة التي تحول بعضها إلى خلية مقدر لها تكوين هذا القرن وهو يشبه نمو السرطان عند الإنسان .
هذه البهائم ليس لها معدل عالي من الإصابة بالسرطان وحقيقةً فإن هذا النوع من الثديات أقل عرضة للإصابة بخمس مرات مقارنة بغيرها .
هذا قد يبين أنهم وجدوا طريقة للتحكم بمجال السرطان الخبيث مستفيدين من هذا النمو السريع بعيداً عن تكاثر الخلايا السرطانية الخارج عن السيطرة , لذا فاكتشاف هذه الجينات قد يساعد العلماء على فهم عملية تكاثر السرطان في المستقبل وبالتحديد الذي يصيب العظام – كسرطان العظم , كما ويمكن أن يستفيد علماء الأنسجة مع عملية نمو هذه القرون لفهم أكبر عن الجراحة الترقيعية أو زراعة الأطراف .
كل هذا الحديث عن قرن الوعل فقط !
من يدري ما الذي قد تقدمه باقي القرون من مكتشفات ؟!
وبهذا فإن نظرتك إلى المجترات قد تتغير ! .