نشر تقرير حصري وخطير عبر موقع رويترز حول شركة جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) للأطفال- بودرة الأطفال- أنها تحتوي على مادة اسبستوس المسرطنة (Carcinogenic Asbestos) حيث صدر حكم قضائي من هيئة المحلفين في ولاية ميسوري الأمريكية يقضي بتغريم شركة (J&J) دفع 4.69 مليار دولار أمريكي كتعويضات ل22 امرأة لهن ولعائلاتهن.
وذكر التقرير أن وجود المادة المسرطنة في منتجات الشركة كان لعقودٍ طويلة وأنه تم الحصول على المعلومات والنتائج التي تم التوصل لها عبر تقرير رويترز من مئات الوثائق الداخلية للشركة والتي أصبحت متاحةً للجمهور بشكل قانوني و العديد من الوثائق والأوراق الثبوتية من الخلافات القضائية الناتجة عن رفع دعاوٍ قضائية من الأشخاص المستخدمين لمنتجات شركة جونسون آند جونسون والتي أدت حسب مزاعمهم لإصابتهم بالسرطان. أما الوثائق الأخرى فقد تم الحصول عليها من قبل صحفيين ومؤسسات أخبارية صدرت هذا اليوم والتي أجمعت جميعها أن الوثائق التي تم الحصول عليها توضح صورة فاضحة للشركة ومنتجاتها.
حيث تحتوي بودرة جونسون للأطفال على مادة يطلق عليها “Talc” أو مسحوق التالك وهي مادة ناعمة من الطين الأبيض والتي يتم استخراجها من الأرض أثناء علميات التعدين في المناجم. حيث أن المناجم تحتوي على مادة الاسبستوس وهي عبارة عن ألواح رقيقة ومجموعة من الألياف الطويلة التي تحتوي على ستة أنواع من المعادن. والتي تكون موجودة إلى جانب ومع مادة التالك المستخرجة والمستخدمة في منتجات الشركة!
على غرار ذلك، فقد صرحت شركة جونسون لعقودٍ أن منتجاتها تخلو تمامًا من الاسبستوس لكن الفحوصات والاختبارات المستقلة لمنتجاتها كانت عكس ما تم التصريح به لعقود كما ذُكر في تقرير رويترز.
” في عام 1976، قامت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ((The U.S. Food and Drug Administration (FDA)، بحساباتٍ وزنية لكمية الاسبستوس الموجود في منتجات مستحضرات التجميل في حينه أكدت شركة جونسون أنه لا يوجد أي نسبة من الاسبستوس في العينات التي تم فحصها بين ديسمبر عام 1972 و أكتوبر عام 1973. لكن لم تخبر الشركة أن ثلاثة اختبارات أجريت في ثلاثة معامل مختلفة بين عامي 1972 حتى 1975 وُجد فيها نسبة من الاسبستوس في التالك. وأن احدى الاختبارات سُجلت حالة واحدة أكثر من المعدل الطبيعي”
كما وأفادت وكالة رويترز أن الشركة كانت متخوفة وقلقة بشكل خاص من التعامل مع أول دعوة قضائية ضدها والتي ذكرت أن سيدة تدعى دارلين كوكير (Darlene Coker) عام 1997م حيث زعمت أن منتجات جونسون كان سببًا في اصابتها بمرض الظهارة المتوسطة (Mesothelioma) وهو نوع من أنواع سرطان الرئة.
ووفقًا لتقرير رويترز، استطاعت شركة (J &J) أن تنكر (تنفي) جميع الأدلة التي قدمها المحامي المختص بقضية كوكر و عملت على تحويل جميع الوثائق الداخلية التي توضح وجود نسبة من الاسبستوس في أثناء عمليات التعدين والمنتجات من خلال ايضاح أن رئتها تحتوي على نوع خاص من الاسبستوس والذي يمكن ملاحظته لدى العمال الذي يكونون أكثر عرضة للتالك بكمياتٍ كبيرة. بدون أوراق ثبوتية ثم اسقاط الدعوة القضائية التي قدمتها كوكر في عام 1999م ومن تم توفيت بعدها بعقدٍ من الزمان.
لم تكن كوكر هي الحالة الوحيدة حيث توالت بعدها أكثر من 11 ألف دعوة قضائية أخرى على شركة (J & J) أن منتجاتها قد سببت لهم السرطان وخصوصًا سرطان المبيض. لكن فشلت العديد من هذه الدعاوي وكانت دائمًا ما تؤكد الشركة أن العامل الرئيسي والمساهم للسرطان لا علاقة له بالإسبستوس. كما أنه في عام 2017 قام قاض في ولاية كاليفورنيا بإصدار حكم عكسي بحوالي 417 مليون دولار وأمر بإجراء محاكمة جديدة.
ومن الجدير بذكره أن العديد من الشركات الصحية وافقت شركة (J & J) بخصوص أنه لا يوجد أي علاقة وصلة بين وجود بودرة التالك و الإصابة بالسرطان، لكن دراسات كثيرة ومطولة أجرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) أكدت وجود الاسبستوس مع مسحوق التالك والذي بدوره يعتبر مسبب للسرطان.
وكرّدٍ من الشركة (J & J) على تقرير رويترز، قال المتحدث الرسمي للشركة لوكالة الأنباء سي آي أن ” أن كل ما ورد في التقرير هي نتائج غير صحيحة ومضللة وأن أي نتائج ايجابية تم الحصول عليها قد تم إقصاءها، و أن الشركة قد انخفضت أسهمها بنسبة 11% منذ نشر تقرير رويترز”