علم التحريك أو الدِّينَامِيكَا هو علم شامخ ممتد بامتداد التاريخ، علم اهتم بدراسة القوى والعزوم وتأثيرها علي حركة الأجسام، هو اناء علم نضح بكل ما يختص بالحركة ومسبباتها. ولكل علم مجموعة من النواميس التى تحكم ماء محيط هذا العلم، وهنا وضع العالم الجليل إسحاق نيوتن اللبنة الأولى فى صرح هذا العلم العظيم من خلال القوانين الفيزيائية الأساسية الحاكمة لعلم الديناميكا والتي تعرف باسم قوانين نيوتن للحركة وأهمها القانون الثاني. وبما أن الدنياميكا هى علم التحريك فالتميز هو الدنياميكا البشرية التى يظن بعض الرويبضة أنهم يمتلكون تحويلها الى استاتيكا بشرية.
تقنية التميز
الانسان المتميز يمتلك الكثير من القدرات التى منحها الله له. فالتميز فى حقيقته هو مهارة تعتبر فى حد ذاتها أعلى درجة من درجات الأداء وبالتالى فهى تعتبر أعلى معايير الأداء. وهنا نجد الكلمات الدقيقة والمعبرة لأرسطو والتى سكبها فى أنهار حكمته بقوله “نحن عبارة عما نفعله بشكل متكرر. . . وبالتالي، فإن التميز ليس إجراءً، بل عادة”. فالتميز ماهو الا الخبرة المهارية فى الأداء، أى أداء كان فى أى مكان أو زمان، خبرة أفرزتها العادة والاستمرارية فى الأداء بمهارة عالية.
أليات تقنية التميز
لكل تقنية أليات محددة تؤدى الى تحقيق أعلى فائدة منها، فتقنية النانو التى هى جوهر الحياة الحديثة تمتلك من الأليات المحددة والمتعددة فى كافة التخصصات مايجعلها فى الصدارة فى كافة مناحى الحياة. ولنا أن نتخذ من تقنية التميز القوة الدافعة لكل التقنيات الحديثة الموجودة فى الساحة العلمية والاقتصادية. فلما كان التميز كانت علوم الصدارة بل وكانت كل العلوم المستقبلية، وكأن جوهر العلوم المبتكرة كان فى التميز فلولا تميز ومثابرة العلماء ماكان هذا التقدم الحضاري والتكنولوجى. على الرغم من كل هذا فان أليات تقنية التميز تكمن فى المثابرة والاستمرارية والصعود المستمر والقتالية التى لانظير لها لتحقيق الهدف الأسمى والأعظم والذى يتمثل فى العطاء المستمر دون النظر الى صغائر الأمور، صغائر لايحركها الا سفهاء القوم وان علو.
ميزان عقل التميز
ميزان عقل التميز لايملكه ولايستخدمه أى شخص، لأن الحكمة دائما تغيب عن هوى القلوب وصفير رياح العقول. ميزان عقل التميز لايزن الا كل ماهو دقيق وثمين، ميزان فاقت حساسيته ادراك العيون المريضة والسلوك الغير طبيعى لدرجة أنه استطاع أن يميز الخط الأسود فوق الحجر الأسود بل وينتزع الشعرة البيضاء من الحليب. ميزان عقل لم ولن يسلم من الرياح العاتية المنطلقة من مستنقعات من اهتز قراره وكأنه امعة يلقى السمع هنا وهناك بحثا عن التفاهات التى لا تغنى ولا تثمن من جوع.
محاربة التميز
هناك نوع خطير من الحروب التى يخوضها كل من تميز عقله وذاع صيته وغرس فى الأرض جذور علمه وتساقطت ثمار جهده فوق الأرض الطيبة وتناولتها أصابع الراغبين فى التميز. حروب يرتب لها فى كهوف مظلمة وباصابع قذرة وبأسلحة أقذر وأحقر، حروب يرتب لها وتنطلق سهامها فى الخفاء ممن غمرهم عجزهم وان علو بل ممن توهموا أنهم اصبحوا شئ ما. محاربة التميز، نوع من أنواع الأستعمار الخارجى بيد داخلية تهدف الى تثبيط الهمم وقمع الطموح والعودة الى التخلف وسطحية التفكير.
صناديد التميز
للتميز رجاله الذين لايكترثون بما يخططه أو يفعله أعداء التميز، فصناديد التميز قوتهم كقوة الجبال وغورهم كغور المحيطات وارتفاعهم كارتفاع السماء وريحهم طيبة كريح المسك. هم صناديد كمن تميزهم فى استمراريتهم وصمودهم كالصخر، فكيلهم ضخم وكبير وزباهم عال لن يبلغه السيل أبدا. صناديد التميز هم ديناميكا الحياة المؤدية الى التقدم والرقى الحضارى والتكنولوجى، هم للتاريخ عنوان وبين سطوره تجد نورهم. أما أعداء التميز فهم لاذكرى لهم، فلا مكان لهم وان علو ولازمان لهم لأنهم دائما وأبدا سيصبحون نسيا منسيا.