Bina48 أول روبوت أنهى التعليم الجامعي على الإطلاق.. كما أنهى (اليوم) مهمة جديدة، فقد أصبحت الروبوت المحاضر أول روبوتٍ تفاعلي يعمل بالتدريس في الجامعة.
أجريت تجربة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية (The U.S. Military Academy at West Point) في ويست بوينت، قام بهذه التجربة البروفيسور وليام باري (William Barry) ، الذي عمل لسنوات عديدة على استخدام الروبوت التفاعلي Bina48 في عملية التدريس. قال ” الهدف العام من التجربة هو تحديد اذا ما كان للذكاء الاصطناعي قدرة على المساهمة في دعم نموذجٍ من التعليم الحر (Liberal Education Model)”
وأضاف باري ” الهدف الرئيسي فهو محاولة فهم ما اذا كان بمقدور الذكاء الاصطناعي ( الروبوت المحاضر ) دعم العملية التعليمية في الفصول الدراسية من خلال التدريس والذي بدوره سيساهم في تعزيز الجانب المعرفي والإدراكي لدى الطلبة”.
وكخطوة أولى لهذه التجربة، شاركت ( الروبوت المحاضر ) Bina48 في القاء محاضرة جامعية لمجموعة من الطلبة، لتلقي الربوت المحاضرة على أكثر من ١٠٠ طالب وطالبة، بالإضافة للبروفيسور وليام باري، الأستاذ المساعد والرائد سكوت بارسون.
تركزت المحاضرة بشكل رئيسي حول مقدمة في الفلسفةِ الأخلاقية (والتي تطرقت للتفكير الأخلاقي (Ethical Reasoning)، نظرية الحرب العادلة (Just-War Theory)، بالإضافة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجتمع.
تطلب التحضير لهذا الحدث العظيم من باري.. العمل على استخدام خطةٍ دراسية عملية. وتطلب الأمر كذلك من مطوري Bin48 كميات هائلة من البيانات والمعلومات لاسيما فيما يتعلق بالفلسفة السياسية ونظرية الحرب”
يقول باري ” لقد رفضنا أن نوصلها بمصدر انترنت لأنها بالتأكيد ستلجأ للبحث بسهولة من خلال موسوعة ويكيبيديا أو ستانفورد للفلسفة، لقد أردنا أن تكون المعلومات التي تقدمها بناء على اللوغاريتميات الموجودة في داخلها”.
عندما تبدأ Bina48 بالتدريس فإنها تستخدم معلوماتها وخلفيتها المعرفية والخطة الدراسية التي بُرمجت عليها. ليس هذا فحسب كما أنه لديها قدرة على الإجابة على الاستفسارات والأسئلة التي توجه لها من الطلبة بشكل فوري وبصوت عالٍ.
بعد انتهاء محاضرتها الأولى.. كان هنالك قبولًا غير متوقع من الطلبة الذي حضروا المحاضرة.
باري صرح للصحافة فخورا بإنجازه: “في بداية المحاضرة، ظن الطلبة أنها ستكون غريبة الأطوار أو أنها مجلبة للترفيه. لكنهم اندهشوا من قدراتها على الاجابة على الأسئلة والاستفسارات التي توجه لها بسرعة وبشكل بسيط.. المثير للاهتمام كذلك، أن الطلبة كانوا يدونون الملاحظات أثناء المحاضرة”
وفي تعليقهم على المحاضرة التي تلقوها، يجيب أحد الطلبة: كانت رائعة حقاً لكنها لن تكون الخيار الأنسب لمدينة ويست بوينت، لكونها غير قادرة على مواكبة السرعة التي يتحدث بها الطلبة. لكن سيكون لها تأثير أكبر في المجتمعات ذات معدل ثقافي أقل (low literacy rates) ”
ويجدر بالإشارة أن تفاعل الطلبة مع لBina48 لم يكن للمرة أولى في ويست بوينت، حيث شاركت السنة الماضية في نقاش حول استخدام الأسلحة غير المميتة في الحروب.