على منصة صغيرة مظلمة يجول فيها الذباب بحرية، تظهر ومضة مفاجئة من الضوء، لتباغتها ذراع روبوتية في سرعة فائقة، مستهدفة نقطة بحجم رأس الدبوس في مرئ الحشرة المتحركة، الحشرة لا تنتبه إلى أنها اخترقت حالاً بسبب السرعة الخيالية لهذه الروبوت.
تم تطوير هذا الروبوت فائق الدقة بفضل فريق من علماء البيولوجيا بالتعاون مع مختصين في الروبوتات في جامعة ستانفورد، الذين سعوا نحو إتمام عمليات البحث وإجراء التجارب على ذبابة الفاكهة التي تعد أحد أشهر حشرات التجارب في المختبرات ممكنة وبالغة الدقة، وبهذا أصبح لدى العلماء طموح بإسناد تجارب مثل تحديد جنس الحشرة وقياس حجم أجزاء الجسم وحتى إجراء عملية دقيقة مثل جراحة المخ التي يقوم بها الطلاب بالملاقط الدقيقة ووببطء، إلى الروبوتات من الآن فصاعداً.
في أحد التجارب التي أجراها الفريق، قام الروبوت بتعريض حشرة تركض على كرة صغيرة لروائح مختلفة، ليقوم العلماء بتسجيل تغيرات مسارها الناتجة عن ذلك، وجد الباحثون أن ذراع الروبوت أثناء التجربة كانت فائقة الدقة وأنها استخدم أرجل الحشرة كممتصات للصدمات لئلا تسحق الحشرة أو تخترقها بالخطأ.
هذا الروبوت أيضاً حقق رقماً قياسياً بالنسبة لعدد الدراسات التي استطاع أن يقوم بها، فقد ذكرت دورية “طرق الطبيعة” أن روبوتاً تبلغ قيمته 5000 دولار استطاع أن يدرس عدداً وصل إلى 1000 حشرة في عشر ساعات فقط.