تشير الأدلة العلمية إلى أن النمو الاقتصادي وزيادة الثروة الفردية نتج عنه ارتفاع في مستويات مشاكل الجهاز الهضمي، وهذه المشاكل ناجمة عن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة المعالجة، ولعلاج هذه المشاكل يوجد نوعين من الأنظمة الغذائية التي يعمل الأشخاص على اتباعها للمحافظة على الجسم والصحة المثالية، الأول هو النظام الغذائي القائم على الحبوب الكاملة، والثاني هو النظام الغذائي الخالي من الغلوتين.
النظامين الغذائيين متناقضين مع بعضها البعض، كون النظام الغذائي الخالي من الغلوتين يقوم على عدم استهلاك الأطعمة التي يوجد فيها نسب عالية من الغلوتين مثل القمح الكامل والذي تحتوي بذرته على بروتين الغلوتين بنسبة 80%، وتوجد بعض الدراسات التي تظهر نتائج ايجابية لاستهلاك الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين، وعلى النقيض، توجد أبحاث أخرى تظهر أن استهلاك الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين لها نتائج ضار على الصحة.
لإنهاء هذا الجدل، قام الباحثون من جامعة وارويك بتقديم أدلة دامغة تشير إلى أن الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة مثل الحبوب والخبز لها فوائد صحية واضحة، حيث خلصت النتائج إلى أن الحبوب الكاملة لها أثر إيجابي على صحة الغالبية العظمى من البشر، ويشير البحث الذي قامت به جامعة وارويك بدعم من شركة (Weetabix) وهي شركة مصنعة للحبوب الكاملة، إلى أن النظام الغذائي القائم على الحبوب الكاملة مثل القمح يفيد 98% من البشر، ويقول (روب ليليوايت) الباحث في مركز المحاصيل في جامعة وارويك لعلوم الحياة، أنه بغض النظر عن نسبة 2% من البشر الذين لا يستفيدون من الحبوب، كونهم يعانون من اضطرابات هضمية أو يعانون من حساسية تجاه هذه الحبوب، فإن الأدلة التي جاء بها البحث هي أدلة دامغة على الفوائد الصحية الواضحة التي تقدمها الوجبات الغذائية القائمة على الحبوب الكاملة للبشر، وهذه الوجبات تضم الخبز وحبوب القمح الكاملة المعالجة بشكل خفيف.
الأدلة تشير إلى أن استهلاك القمح والحبوب الكاملة، التي تحتوي على نسبة عالية أو كمية كبيرة من الألياف الغذائية، سيؤدي إلى إحداث نتائج إيجابية على صحة المستهلكين، كون استهلاك الحبوب الكاملة سيساعدهم على الحفاظ على الوزن الصحي الأمثل والملائم للجسم، وقام هذا البحث بطرح أدلة دامغة على طاولة النقاش، توضح الفوائد الكبيرة التي تنجم عن استهلاك الحبوب الكاملة، وتشير إلى فوائد الحبوب الكاملة بما فيها القمح الكامل المحتوي على الغلوتين على صحة البشر، حيث أن مكونات الحبوب الكاملة من الألياف والنشاء والدهون، ترتبط مع انخفاض خطر الإصابة بالسرطانات، وكذلك تعمل على تخفيض خطر الإصابة بالسمنة، وداء السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
أخيراً فإن هذا البحث ينهي الأقاويل التي تم تداولها حول ضرر القمح الكامل على الصحة، ويعرض الفوائد التي تقدمها الحبوب الكاملة للبشر عند استعمالها كجزء من النظام الغذائي المتوازن، كما يبين أن القمح الكامل نافع لصحة الجهاز الهضمي، لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف ولاحتوائه على المغذيات الدقيقة.